مع دخول العشر الأواخر من رمضان يتساءل الكثير من المسلمين عن علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء، وهذا ما سنشير إليه في هذا المقال في موقع موسوعة، فالله عز وجل مجيب لدعوة الداعي بإذن الله تعالى، فبالدعاء يتواصل العبد مع ربه، وهناك بعض الإشارات والعلامات التي تدل على استجابة الدعاء بإذن الله.
علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء
قال الله تعالى في سورة غافر “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)”.
الله عز وجل قريب من عباده، يستمع إلى جهرهم ونجواهم، وهو المطلع على بواطن الأمور وخفاياها.
وعندما يمر العبد بضائقة ما، أو عندما يرغب بتغيير ما في حياته، يلجأ إلى الله عز وجل.
فليس لنا سوى الله نشكوه وندعوه.
ويطمئن العبد بوجود ربه دائمًا معه، فلا يجزع أبدًا مهما اشتدت عليه الهموم والأحزان.
ويمكن للعبد أن يدعوا في أي وقت، وفي أي مكان وزمان، فالله يحيط بنا ويعلم بنفوسنا جيدًا.
ورأي البعض ظهور علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء على العبد حين يخلص في دعائه، وهي:
الاطمئنان، القلب المطمئن الموصول بالله يجيب الله دعائه بإذن الله، فالله لا يرد من يلجأ إليه أبدًا.
بعد الانتهاء من الدعاء من الممكن أن يسيطر شعور الراحة والرضا على المسلم، ويشعر بأن الله قد استمع إليه.
السكينة والهدوء في المكان المحيط بالمسلم، والشعور بأن جلسة الدعاء مليئة بالصفا والأمن.
دعاء المسلم بإخلاص والتضرع إلى الله بصدق وخشوع وضعف، والبكاء بذلة خوفًا وحبًا من الله، من علامات إجابة الدعاء والله أعلم.
إذا وجد المسلم أن هناك العديد من العقبات والمشاكل تمهد وتتيسر طرق حلها، فهذا إشارة من الله عز وجل على إجابة الدعاء.
وعلى العبد أن يلح في الدعاء، ويتضرع إلى الله بضعف تام.
الشعور الداخلي بالرضا التام والاطمئنان والراحة.
يجد المسلم أن الأمور كلها ميسرة أمامه، والطرق ممهدة من غير حول منه ولا قوة، ولكنها إرادة الله.
يقين المسلم بأن أقدار الله كلها خير، وبأن الله يستمع لدعواه.
فمن الممكن أن يأتي الخير عن طريق استجابة الدعاء، ومن الممكن أن يأتي عن طريق منع أذى أو مصيبة ما، وهكذا.
علامات قرب الفرج بعد الشدة
إذا مر المسلم بضائقة ما، وكان هناك شدة كبيرة في حياته الشخصية، أو الاجتماعية، أو المهنية، أو غيره.
فعليه أن يلجأ إلى الله عز وجل، فالله هو القوي المعين جابر القلوب.
وليس للعبد أحد سوى الله يستمع إليه، ويعرف دواخله.
ولذلك على المسلم ألا ينقطع أمله أبدًا ويكن واثقًا دائمًا من كرم الله على العبد.
قال الله تعالى في سورة الشرح “فإن مع العسر يسرا (5) إن مع العسر يسرا (6)“.
لابد أن يأتي اليسر والهناء بعد اشتداد الكرب، على العبد أن يتقين تمام اليقين من كرم الله وفضله ونعمته علينا.
فقد أكد الله عز وجل عدم وجود كرب أو أزمة أو مشكلة ما من دون فرج قريب.
فدائمًا ما يلحق اليسر بالعسر.
من الممكن أن يتأخر اليسر واستجابة الدعاء قليلًا، ولكنه يقدر الخير كله.
وعلى العبد المسلم الدعاء بتضرع وبخشوع عندما يمر بضائقة ما.
وهناك بعض الأسباب التي ذُكرت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، إذا التزم بها العبد، يجاب دعائه بإذن الله.
علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء ترتبط بأسباب إجابة الدعاء.
السبب الأول: الدعاء في مواعيد إجابة الدعاء، نبهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض المواقيت والأيام المباركة التي يكن فيها الدعاء مستجاب بإذن الله.
ومنها يوم عرفة، فكما قال لنا رسول الله خير الدعاء دعاء عرفة، ولذلك في يوم عرفة على المسلم أن يلتزم الصلاة والقيام وصالح الأعمال، والدعاء بتضرع إلى الله.
وشهر رمضان كله من الشهور المباركة، فنهاره مبروك، وليله أيضًا مبروك بإذن الله.
وأبواب الجنة كلها مفتوحة في هذا الشهر الفضيل وعلى المسلم أن يستغل هذا الشهر.
ويستحب الدعاء يوم الجمعة، خاصة في الساعة بين الأذان والإقامة، وفي أخر ساعة قبل المغرب.
ويستحب الدعاء في الثلث الأخير من الليل، خاصة بعد صلاة القيام.
والدعاء بعد كل صلاة، وقبل القيام من الجلوس.
ومن الأوقات المستجاب فيها الدعاء بإذن الله الدعاء عند سماع الأذان، وعند نزول الأمطار، وفي الحرب.
علامات قرب استجابة الدعاء
علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء يشعر بها العبد بإذن الله، وذلك إذا قام بالالتزام بأسباب الإجابة، ومنها:
السبب الثاني: استقبال القبلة، فعندما يهم المسلم في الدعاء، من المستحب أن يوجه جسده ويداه وبصره نحو القبلة.
واستقبال القبلة أثناء الدعاء سنة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم.
السبب الثالث: رفع اليدين عن الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ”.
وكان رسولنا الكريم يرفع يده ويدعي بتضرع ومسكنة حتى تجاب دعوته بإذن الله تعالى.
السبب الرابع: الابتعاد عن الذنوب، كلما كان ميزان العبد ثقيلًا من الذنوب والخطايا والآثام، كلما قل فرصة إجابته للدعاء.
فعلى العبد أن يتوب توبة نصوحة في البداية، ويستغفر الله طوال الوقت.
فالتوبة صورة من صور الدعاء، وتضيف البركة والرزق في حياة المسلم.
والله يقبل توبة عبده إذا كانت توبة صادقة خالصة لوجهه الكريم، ويجيب دعائه بإذن الله.
السبب الخامس: الدعاء بصوت منخفض، العبد حين يدعو عليه أن يدعو بخشوع ومسكنة وهدوء.
من دون تجبر وفخر وصوت عالي، فالله قريب من عباده يستمع لكل ما يدور في صدورهم.
قال الله تعالى في سورة الأعراف “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)”.
السبب السادس: يحرم الدعاء بإثم، لا يقبل الله عز وجل إلا الطيب من الدعاء، فلا يجوز العبد أن يدعو ربه بإتمام شيء حرمه الله.
كأن يدعو السارق ربه أن يوفقه في السرقة.
كما لا يجوز الدعاء بقطع الرحم، أو الفساد بين الناس ونفوسهم.
أسباب إجابة الدعاء
السبب السابع: الدعاء بيقين على العبد أن يدعوا ربه بيقين تام، وأن يدعوه مخلصًا وهو على يقين تام بإجابة الدعاء بإذن الله.
فقد أمرنا رسول الله أن يعزم العبد المسألة حين يدعو، أي لا يشك أبدًا في عدم إجابتها.
السبب الثامن: نشر الدين الإسلامي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
السبب التاسع: الدعاء بتضرع وإلحاح.
السبب العاشر: عدم تعجل الإجابة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: دعوت ودعوت فلم أره يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء“.
السبب الحادي عشر: عدم الدعاء بما لا يحل للعبد ولا يجوز له.
السبب الثاني عشر: الدعاء في أوقات الرخاء والراحة والهناء، وليس في أوقات التعسر فقط.
السبب الثالث عشر: عدم ظلم أحد من عباد الله، والبحث عن رزق حلال.
السبب الرابع عشر: الدعاء لابد أن يبدأ بتعظيم الله عز وجل في البداية، ثم الصلاة على النبي.
السبب الخامس عشر: مناداة الله في الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا قال العبد يا رب يا رب أربعا قال الله تبارك وتعالى: لبيك عبدي سل تعط”.
السبب السادس عشر: ذكر الله كثيرًا في كل زمان ومكان، وذكر الله بيقين تام.
السبب السابع عشر: بر الوالدين، وعدم التجبر على الوالد أو الوالدة.
السبب الثامن عشر: هناك بعض الأدعية التي وردت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، من الجيد الدعاء بها.
ويجوز أن يتوسل العبد لربه بالأعمال النافعة الصالحة التي قام بها.
السبب التاسع عشر: من الممكن أن يلجأ المسلم لأحد الشيوخ أو العلماء المشاع عنه الصلاح، لطلب الدعوة منه.
السبب العشرون: الدعاء للمسلمين، الغرباء منهم والمعروفين.
السبب الحادي والعشرون: دعاء المظلوم مجاب بإذن الله، ودعاء المسافر، ودعاء الوالدان الصالحان، ودعا الإمام والحاكم العادل، ودعاء الصائم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ، لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ”.
وهكذا تكون قد تعرفت على علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء، كما يمكنك الآن قراءة كل جديد من موسوعة.