نستعرض معكم بحث عن مهن الانبياء والمرسلين ، خلق الله سبحانه وتعالى الكون وأوجد فيه الإنسان ليقوم بإصلاحه وتعميره من خلال الكد والعمل، فلم يُخلق الإنسان هباءً أو دون هدفاً واضحاً في الحياة، بل خلقه ليعمل ويجتهد لأن العمل من العبادة، وخير الناس لربهم المجتهدين المتقنين لأعمالهم، ولا يقتصر العمل على عباد الله وخلقه فقط، بل كان الرُسل والأنبياء يعملون ويشتغلون بأيديهم ليتمكنوا من جني رزقهم وتوفير متطلبات الحياة، فلم تشغلهم الدعوة قط عن دورهم كبشر في العمل والسعي لكسب الرزق الحلال،
وانطلاقاً من أهمية العمل فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ “، لذا نقدم لكم اليوم بحث عن حرف ومهن الأنبياء من موقع موسوعة.
لا يخفى عن أحد اشتغال سيدنا نوح ـ عليه السلام ـ بالنجارة وتصنيعه للسفن ومنها سفينة نوح التي حمل عليها نبي الله نوح معه الصالحين من البشر ليحميهم ويستطيعوا النجاة من الطوفان العظيم، وقد جاء في القرآن الكريم قول الله تعالى ” فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا “، فقد صنع نوح السفينة بأكملها بنفسه إتباعاً لأوامر ربه عز وجل.
بعدما هرب سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ من بطش فرعون الظالم، عمل في رعاية الأغنام وتربيتها، حتى التقي برجل صالح هو نبي الله شعيب ـ عليه السلام ـ والذي ساعده وجعله يتولى رعاية أغنامه عنه لكبر سنه، كما أنه قد زوجه إحدى ابنتيه.
أشتغل سيدنا زكريا ـ عليه السلام ـ في مجال نجارة الأخشاب، ليكسب قوت يومه من جهده وعمل يده، كما كان يتكفل عليه السلام برعاية السيدة مريم العذراء حتى بشره الله سبحانه وتعالى بغلام يسر فلبه هو سيدنا يحيى.
كان سيدنا صالح ـ عليه السلام ـ يعمل في رعاية الأغنام، حيثُ كان يرعاها ويقدم لها الغذاء ثم يقوم بحلب ألبانها وبيعها للناس، وقد كان هو من يرعى الناقة المعجزة ناقة صالح.
كان نبي الله عيسى ـ عليه السلام ـ يعمل طبيباً، فقد كان بمجرد مسحه على رؤوس المرضى يشفيهم من أمراضهم، كما منح الله سبحانه وتعالى سيدنا عيسى العديد من المعجزات فقد كان يحيي الموتى، ويبرئ الأكمة والأبرص بقدرة الله عز وجل وذلك لقوله ـ سبحانه وتعالى ” وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ” .
عمل سيدنا يوسف في صغر سنه برعاية الأغنام، كما اصبح عليه السلام وزيراً لمالية مصر والمسؤول الأول عن خزائنها وذلك لخبرته في أمور الزراعة وحفظ المحاصيل الزراعية، حيثُ قال الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف “قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظٌ عليم”، وأرجع الكثير من المؤرخين الفضل لسيدنا يوسف في تمكن مصر من تجاوز السنوات العجاف والأزمات القاحلة التي شهدتها في عهد سيدنا يوسف.
كان سيدنا إلياس ـ عليه السلام ـ يشتغل في النسيج أي تكوين الأقمشة من نسج صوف وأوبار الحيوانات.
عمل سيدنا إسماعيل ـ عليه السلام ـ يعمل في التشييد والبناء مع أبيه سيدنا إبراهيم، كما ذُكر عمله في قنص الحيوانات أو الصيد.
كان سيدنا داوود ـ عليه السلام ـ يعمل في الحدادة حيثُ كان يوكل إليه صنع الدروع والأدوات الحربية المستخدمة من الجنود أثناء الحروب، كما عرف عن سيدنا داوود عذوبة صوته ورقته، وقد قال عنه الله سبحانه وتعالى ” وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير “، كما قال عنه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ” إن داوود النبي كان لا يأكل إلا من عمل يده ”
كان سيد الخلق سيدنا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ يعمل في رعاية الأغنام منذ صغر سنه، ثم نشأ رجلاً قويماً ليعمل في التجارة ورعاية وإدارة ممتلكات وأموال زوجته السيدة خديجة بنت خويلد، ليتنزل الله سبحانه وتعالى عليه بالدعوة للهداية والدين الإسلامي لينتهج الدعوة إلى الدين الإسلامي ويعمل على نشرها بين الناس.