• انزل الله سبحانه وتعالى سورة الكهف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة وهي سورة مكية. وتبلغ عدد ايات سورة الكهف مائة وعشرة اية وتقع في الترتيب رقم الثامن والستون من سور القران الكريم التي نزل بها جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتقع سورة الكهف في الترتيب الثامن عشر من ترتيب سور القران الكريم.
• كما تقع سورة الكهف في الجزء السادس عشر من اجزاء القران الكريم والحزب الثلاثين والحزب الحادي والثلاثون. هذا وقد نزلت سورة الكهف على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل سورة الشورى وبعد سورة الغاشية. وتعتبر سورة الكهف من السور الخمسة في القران الكريم التي بدات بالحمد وهذه السور هي سورة الفاتحة وسورة الانعام وسورة سبأ وسورة فاطر وسورة الكهف.
• وقد تناولت سورة الكهف عدد من القصص التى اراد الله سبحانه وتعالى للمسلمين ان يعرفوها ومنها قصة اصحاب الكهف. وناقشت سورة الكهف قصة صاحب الجنتين. كما تناولت سورة الكهف قصة موسي عليه السلام مع العبد الصالح وقصة يأجوج وماجوج وقصة ذي القرنين.
• وقد روي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة اضاء الله سبحانه وتعالى له ما بين الجمعتين وقد روي انه من قرأ سورة الكهف اضاء الله تعالى له من موضعه وحتي البيت العتيق كما جاء في الحديث الشريف روى أبو سعيدٍ الخدري رضي الله عنه أنَّ رسول الله عليه الصّلاة والسّلام قال: (إِنَّ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ).
• كما اشار رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من حفظ اول عشرة ايات من سورة الكهف حفظه الله سبحانه وتعالى من فتنة المسيخ الدجال كما جاء في الحديث الشريف روى أبو الدرداء -رضي الله عنه- أنَّ النبي -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ)
• هذا وقد اشار الرسول صلى الله عليه وسلم ان من قرأ سورة الكهف نزلت عليه الهداية والسكينة وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ع في فضل سورة الكهف: (كان رجلٌ يقرأُ سورةَ الكهفِ، وعندَه فرسٌ مربوطٌ بشَطَنَيْنِ، فتغشَّتْه سحابةٌ، فجعلت تدورُ وتدنو، وجعل فرسُه ينفُرُ منها، فلما أصبحَ أتي النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فذكر ذلك لهُ، فقال: تلك السكينةُ، تنزلت للقرآنِ).
• قيل في سبب نزول سورة الكهف ان اهل قريش قد قاموا بإرسال النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط الى احبار اليهود حتي يسالوهم عن حقيقة نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم باعتبار احبار اليهود اهل كتاب لنزول التوراة عليهم وايمانهم به .فذهب النضر بن الحارث وعقبة بن ابي معيط الى احبار اليهود وقاموا بسؤالهم فاجاب احبار اليهود أنه يجب على اهل قريش سؤال محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة اسئلة فان اجاب فهو نبي حق وان لم يجيب فهو شخص كاذب مدعي.
• وعند قدوم اهل قريش للرسول صلى الله عليه وسلم سالوه عن نبا اهل الكهف فقال لهم انه سوف يجيب عن اسئلتهم في اليوم الذي يليه. وبسبب عدم قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بتقديم مشيئة الله سبحانه وتعالى تأخر عليه الوحي عتابا له من الله تعالى حتي اعتقد كفار قريش انه كاذب ومدعي فنزلت ايات سورة الكهف في قوله تعالى قول الله تعالى: (نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى). وقد امر الله تعالى النبي بتقديم المشيئة كما في قوله تعالى: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا*إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا).
• وقد جاءت رواية عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في سبب نزول السُّورة كما نقل ابن كثير عنه أنَّه قال: (بَعَثَتْ قُرَيْشٌ النَّضْرَ بْنَ الْحَارِثِ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيط، إِلَى أَحْبَارِ يَهُودَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالُوا لَهُمْ: سَلُوهُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَصِفُوا لَهُمْ صِفَتَهُ، وَأَخْبِرُوهُمْ بِقَوْلِهِ؛ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، وَعِنْدَهُمْ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ عِلْمِ الْأَنْبِيَاءِ. فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ، فَسَأَلُوا أَحْبَارَ يَهُودَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَصَفُوا لَهُمْ أَمْرَهُ وَبَعْضَ قَوْلِهِ، وَقَالَا إِنَّكُمْ أَهْلُ التَّوْرَاةِ، وَقَدْ جِئْنَاكُمْ لِتُخْبِرُونَا عَنْ صَاحِبِنَا هَذَا. قَالَ: فَقَالَتْ لَهُمْ: سَلُوهُ عَنْ ثَلَاثٍ نَأْمُرُكُمْ بِهِنَّ، فَإِنْ أَخْبَرَكُمْ بِهِن، فَهُوَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَالرَّجُلُ مُتَقَول فَرَوا فِيهِ رَأْيَكُمْ: سَلُوهُ عَنْ فِتْيَةٍ ذَهَبُوا فِي الدَّهْرِ الْأَوَّلِ، مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ؟ فَإِنَّهُمْ قَدْ كَانَ لَهُمْ حَدِيثٌ عَجِيبٌ. وَسَلُوهُ عَنْ رَجُلٍ طَوَّافٍ بَلَغَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، مَا كَانَ نبَؤه؟ وَسَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، مَا هُوَ؟ فَإِنْ أَخْبَرَكُمْ بِذَلِكَ فَهُوَ نَبِيٌّ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ لَمْ يُخْبِرْكُمْ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مُتَقَوِّلٌ، فَاصْنَعُوا فِي أَمْرِهِ مَا بَدَا لَكُمْ. فَأَقْبَلَ النَّضْرُ وَعُقْبَةُ حَتَّى قَدِمَا عَلَى قُرَيْشٍ، فَقَالَا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، قَدْ جِئْنَاكُمْ بِفَصْلِ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ، قَدْ أَمَرَنَا أَحْبَارُ يَهُودَ أَنْ نَسْأَلَهُ عَنْ أُمُورٍ، فَأَخْبَرُوهُمْ بِهَا، فَجَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنَا: فَسَأَلُوهُ عَمَّا أَمَرُوهُمْ بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أُخْبِرُكُمْ غَدًا بِمَا سَأَلْتُمْ عَنْهُ وَلَمْ يَسْتَثْنِ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ، وَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، لَا يُحدث اللَّهُ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ وَحْيًا، وَلَا يَأْتِيهِ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، حَتَّى أَرْجَفَ أَهْلُ مَكَّةَ وَقَالُوا: وَعَدَنَا مُحَمَّدٌ غَدًا، وَالْيَوْمُ خمسَ عشرةَ قَدْ أَصْبَحْنَا فِيهَا، لَا يُخبرنا بِشَيْءٍ عَمَّا سَأَلْنَاهُ عَنْهُ. وَحَتَّى أحزنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكثُ الْوَحْيِ عَنْهُ، وَشَقَّ عَلَيْهِ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ، ثُمَّ جَاءَهُ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، بِسُورَةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ، فِيهَا مُعَاتَبَتُهُ إِيَّاهُ عَلَى حُزْنِهِ عَلَيْهِمْ، وخَبَر مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الْفِتْيَةِ وَالرَّجُلِ الطَّوَّافِ، وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا)