يُحكى أنه كان هناك زوجان ينعمان بالسعادة ويغمرهما الحب، وفي كل يوم في الصباح الباكر يذهبان للركض في إحدى المناطق الجبلية القريبة من منزلهم، وأثناء ركض الزوجة كانت تسبق زوجها، وفي تلك الأثناء كانت هناك سيارة تسير بسرعة هائلة في نفس طريق الزوجة والتي سرعان ما صدمتها بعنف في مشهد لم يتمكن الزوج من تصديقه هول الصدمة والمفاجأة، كانت الزوجة في غياب تام عن الوعي، وقد انتظر الزوج قدوم أي سيارة لنقل زوجته إلى المستشفى التي كانت بعيدة عن مكان الحادث، وبعد عدة دقائق جاءت السيارة وحمل الزوج زوجته وانطلقت في طريقها.
فور وصول الزوجة إلى المستشفى كانت حالتها في منتهى الخطورة، فسرعان ما تم نقلها إلى غرفة الطواريء وقد فارقت الحياة تاركة زوجها الذي سكن الحزن قلبه ولم يتمكن من الزواج من امرأة أخرى، وقرر أن يخلد ذكراها من خلال صنع تمثال لها والذي عكف على نحته لأيام كثيرة وأطلق عليه اسم زوجته، ولكنه لم يكتفِ بذلك بل أطلق اسمها على اسم الطريق الذي وقعت فيه الحادثة.
قصة حب كثير وعزة
وهي واحدة من أبرز قصص الحب الرومانسية في العصر الأموي وهي تسلط الضوء على أشهر شعرائها وهو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح، وقد ولد يتيمًا وتربى في منزل عمه وعمل منذ صغره في رعاية الإبل، وفي إحدى الأيام كان كثير يبحث عن الماء لأجل أن يسقي جمله، ولم يجد أمامه ما يرشده إلى ذلك سوى مجموعة من الفتيات، وقد ذهب إليهم ليسألهم عن أقرب مكان للماء، فأجابته واحدة من الفتيات عن ما يسأل عنه وكانت هذه الفتاة هي عزة بنت جميل بن حفص وقد عُرف عنها بجمالها الفاتن وبفصاحة لسانها.
ومنذ الوهلة الأولى لرؤية كثير لها وقع في حبها ولم يتمكن من نسيانها منذ تلك اللحظة، حيث ظل يجوب الطرق ناشدًا لها أجمل قصائد الغزل والحب عنها، وقد انتشرت قصة حب كثير لعزة بين معارفهم من بينهم عائلة عزة، وقد أزعجهم هذا الأمر كثيرًا فقرروا تزويج ابنتهم لشخص آخر، ولم يفرق الزواج بينه وبين عزة فحسب بل ابعدتهم المسافات بينهم حيث سافرة عقب زواجها إلى مصر.
انتاب كثير حالة من الصدمة من خبر زواج عزة، ولم يعرف معنى السعادة منذ تلك اللحظة، وقد طغى الحزن وانعكس على قصائده الشعرية، وقد استكمل حياته بالسفر إلى مصر والعمل مع عبد العزيز بن مروان أحد أصدقائه، وظل وحيدًا ولم يتزوج.
قصة الحب المضحي
في إحدى المختبرات الكيميائية نشأت قصة حب بين شاب وفتاة يعملان بهذا المكان، وقد قرر الشاب الزواج من هذه الفتاة فرغب في أن يفاجئها بهذا القرار، حيث ذهب إلى إحدى متاجر المجوهرات لكي يشتري خاتم مصنوع من الماس، وفي اليوم التالي وعند ذهابه إلى المختبر كان الشاب قد أحضر معه الخاتم وفي غمرة سعادته وجد سيارة الإسعاف أمام المختبر ويخرج منها رجال الإسعاف حاملين الفتاة لنقلها إلى المستشفى، كان هذا المشهد قد أفقد الشاب اتزانه حيث لحق بسيارة الإسعاف وأخبره الأطباء بوقوع انفجار في المختبر أدى إلى إصابة الفتاة بالعمى.
لم يظهر الشاب في حياة هذه الفتاة مرة أخرى، وقد خضعت لعملية جراحية لأجل عودة بصرها من جديد وبالفعل عاد إليها النور مرة أخرى، وقد ذهبت للبحث عن حبيبها إلى أن وجدته يرتدي نظارة سوداء، وقد اكتشفت أنه تبرع لها بعينيها، فلم تستطع أن تتمالك نفسها وأجهشت بالبكاء وأخبرته أنها لن تتركه مهما تغيرت الظروف، لتنتهي القصة بالزواج السعيد لهما.
