حسن التعامل مع الآخرين أمر ليس في غاية الصعوبة كما تراه، بل هو سهل للغاية لمن يرغب في أن يتحلى به، ويحرص على علاقاته بمن حوله، فتعاملاتك مع من حولك من شأنها أن تُخبرهم بكيفية التعامل معك أيضاً، فلا تُحيط نفسك بدائرة مغلقة تنأى بها عن التعامل مع الناس، والاختلاط بهم لمُجرد إنك لا تُحسن التعامل معهم، ولكن تعلم من مقال اليوم على موسوعة ما هو حسن التعامل مع الآخرين ؟، وقيمة الالتزام به.
حسن التعامل مع الآخرين
قد تشعر في بداية الأمر أن هذا الموضوع لا يُضيف إليك أي جديد، إلا أنه في عصرنا الحالي، أصبح الإنسان لا يستطيع أن يظل في معزل عن كل ما يُحيط به من متغيرات. ذلك التطور الذي أخبره بضرورة العمل الجماعي، والاختلاط بالأشخاص سواء على صعيد العمل، أو في دائرة الزمالة والصداقة، وربما في العلاقات الأسرية.
ونتيجة للضغوط التي يعيش بها الإنسان، وسعيه المستمر من أجل توفير قوت يومه، فهو لا يُجيد التعامل مع الآخر، على الرغم من أن التعاملات من أسهل ما يُمكن أن يقوم به الإنسان في الحياة.
التعامل مع الآخر فن لا يُجيده البعض، وكان ذلك نتيجة لكثرة المشاغل، وضيق الوقت، والبُعد التام عن تلك العادات والتقاليد القديمة، واعتبارها أنها لا تتناسب مع حداثة العصر على الرغم من أنها كانت ولا تزال أساس العلاقات الإنسانية.
وكذلك البُعد عن الدبلوماسية أفقدت الكثير القدرة على إدارة الحوار، فسادت الهمجية والفوضى، وأصبح كل إنسان يرى في الآخر عدو له، يوَّد الانتصار عليه مهما كلفه الأمر من مشاحنات.
الدبلوماسية تُلين الأحجار
نعم يا صديقي، تلك الدبلوماسية من شأنها أن تجعل الآخر بمثابة العجين بين أصابعك، تستطيع تشكيله وفق ما تُريد.
ولا نقصد بالدبلوماسية الموافقة على كل ما يقوله الآخرين، بينما أن تكون هناك لغة مشتركة في الحوار.
وأن لا نعتمد في الحديث على الهجوم على الآخر، بدلاً من سماع وجهة نظره مع محاولة التعديل بها كيفما نشاء.
تجنب المقاطعة، واسمع وجهة النظر إلى نهايتها.
ومن بعدها لا ترفض بل قم بإدخال التعديلات التي من شأنها أن تُنفذ لك ما تُريد، دون أن تظهر الرفض والهجوم على فكر الآخرين.
الاحترام أساس العلاقات الإنسانية
لا تنسى أن احترامك للآخر، ينعكس في تعامله معك أيضاً.
لذا عليك أن تتحلى باحترامك الرأي، ووجهة النظر، ولا تقوم برفضها أو تفنيدها دون النظر بها.
ضع حارس على لسانك
نعم عليك أن تضع ميزان أو حارس على فمك، لتزن كلماتك قبل أن تنطق بها.
فقد تُخرجها من فمك ولا تعلم ماذا ستفعل في قلب الآخر.
فكثيراً من الكلمات كانت سبب لإنهاء العلاقة، وسيادة الخصام والنزاع بين الأشخاص.
من لم يشكر الناس لا يشكر الله
هناك مجموعة من العادات التي كنا نُمارسها في الماضي، ولكن مع سيادة العولمة، وسياسة الانفتاح على العالم الخارجي، سرعان ما اختفت.
كقول “شكراً” لمن فعل لك معروف، “من فضلك” عندما تُريد أمر ما، “بعد إذن حضرتك” وغيرها الكثير والكثير من الكلمات التي تدل على مدى الرقي والاحترام الذي يتمتع به الفرد.
ولا يقتصر الأمر على الكلمات فقط، فلابد أن تقترن أيضاً بمجموعة من الأفعال.
كأن لا تترك الطعام، قبل أن ينصرف الجميع، وأن لا تُغلق الباب في وجه جارك، تلك التقاليد التي حتماً نسيناها مع التطور.
أخلاقيات المسلم في التعامل مع الآخرين
وضع الإسلام مجموعة من القوانين التي تُنظم التعامل مع الآخرين، وتجعل من المسلم قدوة يُقتدى بها في التزامه بحسن الخلق، ومنها:
إلقاء السلام على الآخر
من أهم الأشياء التي تُساعد المسلم على أن يبعث في نفوس الآخرين قدوة ومثل يُحتذى به، هو أن ينشر السلام بين الناس.
وعن هذا قال المولى عز وجل “وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا”.
لا تتأخر عن حاجة الآخر
إن كان غيرك يحتاج المساعدة، فلا تخذله بل قدم له العون والمساعدة على الفور.
ولا تنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لو أن تمشي مع أخيك في حاجته أحبُّ إليَّ من أن تعتكف شهرًا”.
تجنب إحراج الآخرين
مشكلة من مشكلات العصر، والتي تسود كثيراً في التجمعات الشبابية، حيث يرغب كل منهم أن يظهر للآخر أنه الأفضل.
ومن هنا ينشأ التحدي والصراع، وكذلك المنافسة على الأفضل ليكون مميز بين أقرانه، الأمر الذي ينتج عنه حرج شديد للخصم.
ومن المؤكد أنه لن ينسى تلك الإساءة أو يغفرها على الإطلاق.