تسعى موسوعة إلى تعريف عقوق الوالدين في الاسلام ، لأنه من الأشياء الواجبة علينا تعليمها لأطفالنا من الصغر لتجنبها مدى الحياة، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا “، وقد ذُكر الوالدين في القرآن الكريم نظراً لما لهم من تقدير ومكانة كبيرة، فالعقوق هو كل فعل من قول أو عمل أو حتى همس يمكن أن يؤذي الوالدين، والعقوق عكس البر وهو عدم طاعتهما وهجرهما، فلا يكون جزاء الوالدين عقوقاً من أطفالهم الذين طالما تعبوا على نشأتهم يوماً ما.
للعقوق أشكال كثيرة يمكن أن يقع فيها الإنسان دون أن يدري فهناك أفعال كبيرة يكون بها الإنسان عاقاً لوالديه وهناك أفعال صغيرة يسهو عنها لكنها بالحتم تؤذهم دون أن يدري، لهذا السبب يجب أن يحرص الإنسان على الإلمام بأشكال عقوق الوالدين وتجنبها حتى لا يكون عاقاً بهم.
يرجع عقوق الوالدين لأسباب كثيرة زُرعت في الطفل منذ الصغر وبعضها اكتسبها في كبرهِ مثل:
حذر الله تعالى من عقوق الابن لوالديه فجعل ذنب العقوق من الكبائر التي لا تُغتفر إلا بتوبة، ووعد العاقين بأبويهم بعذاب شديد في الآخرة وعدم توفيق في الدنيا وبسكرات عذاب عند الموت، بينما وعد البارين بأهلهم بالجنة في الأخرة ونعيمها و بسعة الرزق في الدنيا وتيسير الحال والسعادة في الدارين، فقال الله تعالى في كتابه الكريم “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”.
وحذر أيضاً رسولنا الأمين على عقوق الوالدين وأمر الناس ببرهم في أحاديثه الشريفة فقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور”، فاعتبرها رسولنا الكريم من الكبائر التي يُحرم على الإنسان فعلها في الحياة، وأن هناك ثلاثة لا ينظر الله لهم يوم القيامة منهم العاق بوالديه.
وليس فقط الدين الإسلامي الذي يُحرم على عقوق الوالدين فنجد في الكتب المقدسة والمسيحية الكثير من النصوص التي تحرم العقوق وتجرمه، فالعقوق فعل شنيع لا يصح أن يكون جزاه لمن ربونا في صغرنا وجعلوا لنا من حنانهم وتربيتهم جسراً نعبره لنكبر.