سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، وأطلق عليه لقب أبو عمرو، وأمه هي كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر، وكانت من الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستغل موسم الحج في أن يدعو الناس للدين الإسلامي، وفي عام به موسم الحج ألتقي النبي بسبع رجال من الخزرج وكانوا يعبدون الأصنام في مكان يُسمى العقبة، فقام الرسول صلي الله عليه وسلم بدعوتهم إلى الدين الإسلامي.
كان سعد بن معاذ رضي الله عنه له العديد من الخصال الحسنة والتي وردت في العديد من الأحاديث التي يمكن توضيحها فيما يلي:
يمتلك سعد بن معاذ العديد من الصفات التي تميزه عن غيره، حيث كان طويل القامة وعريض المنكبين، بشرته بيضاء ولديه لحية، وذلك ما ورد عن عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: “ثلاثةٌ من الأنصارِ لم يكن أحدٌ يعْتدِ عليهم فضلًا كلُّهم من بني عبدِ الأشهلِ : أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وسعدُ بنُ مُعاذٍ وعبادُ بنُ بِشرٍ”.
من أهم الصفات التي ظهرت في سعد محبته للرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه، حيث إنه عندما كان يسمع الكفار يسبونه كان يدافع عنه ولا يهاب من أحد، كان يخاف على النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يلحق به أي ضرر أو أذي، كان يحميه من الأعداء ويخاف عليه في الغزوات، لذلك دعا الرسول صلى الله عليه وسلم له وأثنى عليه.
في غزوة بدر استشار الرسول أصحابه، فأشاروا عليه بخوض المعركة، وقال سعد بن معاذ للرسول صلى الله عليه وسلم: ” قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا ما جئت بالحق، وعلينا بالسمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما شئت، فنحن معك” في هذا الحديث شجع سعد بن معاذ على ما يريده لخوض المعركة.
التف عدد من الأحزاب حول المدينة المنورة حتى يقومون بمحاصرتهم، ولكنهم لم يستطيعوا أن يدخلوها ويأسوا من محاصرتها، لذلك عادوا مرة آخرى إلى مكة، لذلك أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكف ذلك العدوان المتكرر على المدينة، فأمر النبي الصحابة أن يجهزوا ويتجهون إلى القريظة وأن يقوموا بحصارها لمدة 25 يوماً، ومن ثم جعل سعد بن معاذ حاكم لها، وكان سعد رضي الله عنه في ذلك الوقت مصاب ومريض حيث أنه انجرح وانقطع الدم عن جرحه.
ورد عن أبو سعيد الخدري انه قال: “أرْسَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى سَعْدٍ فأتَى علَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ المَسْجِدِ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: قُومُوا إلى سَيِّدِكُمْ، أوْ خَيْرِكُمْ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ نَزَلُوا علَى حُكْمِكَ، فَقَالَ: تَقْتُلُ مُقَاتِلَتَهُمْ، وتَسْبِي ذَرَارِيَّهُمْ، قَالَ: قَضَيْتَ بحُكْمِ اللَّهِ ورُبَّما قَالَ: بحُكْمِ المَلِكِ” رواه بخاري.
رمي رجل من قريش يُدعى حبان بن العرقة رمح على سعد بن معاذ في يوم الخندق، واصابه في ذراعه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوموا بتمريضه في المسجد حتى يكون قريب منه، وعند عودة الرسول صلى الله عليه وسلم روت عائشة: “حضَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بَكرٍ وعُمَرُ سَعدَ بنَ مُعاذٍ، وهو يَموتُ في القُبَّةِ التي ضرَبَها عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجدِ، قالتْ: والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، إنِّي لأعرِفُ بُكاءَ أبي بَكرٍ مِن بُكاءِ عُمَرَ، وإنِّي لفي حُجرَتي، فكانا كما قال اللهُ: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]. قال عَلقَمةُ: فقُلتُ: أيْ أُمَّه! كيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصنَعُ؟ قالتْ: كان لا تَدمَعُ عَينُه على أحدٍ، ولكنَّه كان إذا وُجِدَ، فإنَّما هو آخِذٌ بلِحيَتِه”
كان جرح سعد بن معاذ يزداد سوء يوم بعد يوم، أتي الرسول صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره ودعا له وحينها رفع وجهه إلى الرسول صلى الله عليه وكان آخر كلماته: ” السلام عليك يا رسول الله، أما إني أشهد أنه رسول الله”.
مواضيع ننصح بها :