سيرة حياة سعد بن معاذ

حبيبة عبد الحكيم 8 نوفمبر، 2022

سيرة حياة سعد بن معاذ

سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، وأطلق عليه لقب أبو عمرو، وأمه هي كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر، وكانت من الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم.

إسلام سعد بن معاذ

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستغل موسم الحج في أن يدعو الناس للدين الإسلامي، وفي عام به موسم الحج ألتقي النبي بسبع رجال من الخزرج وكانوا يعبدون الأصنام في مكان يُسمى العقبة، فقام الرسول صلي الله عليه وسلم بدعوتهم إلى الدين الإسلامي.

  • كان هؤلاء الرجال قد سمعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم من قبل اليهود الذين يتواجدون معهم فقد آمنوا به وصدقوه ودخل في الإسلام وعادوا إلى المدينة حتى يبلغون أهل المدينة بإسلامهم.
  • في العام الذي يليه توجه إلى النبي أحد عشر رجل من الأنصار وبايعوه بيعة العقبة الأولى، وعندما ذهبوا أرسل الرسول لهم مصعب بن عميرة رضي الله عنه حتى يقوم بتعليمهم القرآن والدين، وفي ذلك الوقت أقام عند أسعد بن زرارة، وسمع عن قدومه سعد بن معاذ وأسيد بن حضير رضي الله عنهما.
  • ذهب أسيد إلى مصعب حتى ينهاه عن دعوة الناس إلى الدين، ولكن عندما تحدث معه أمن بالله ورسوله، ومن ثم ذهب سعد بن معاذ إلى مصعب وتحدث إليه ودخل في الإسلام.
  • حينما أسلم سعد أصطحب أسيد معه وتوجه إلى القوم وقال لهم: “يا بني الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا، قال: فإنَّ كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرامٌ حتى تؤمنوا بالله ورسوله”
  • وبالفعل أسلموا جميعاً، واستمر مصعب في نشر الدعوة في المدينة حيث لم يبقى بها بين إلا ودخل الإسلام.
  • كان إسلام سعد بن معاذ وأسيد رضي الله عنهما من الأشياء التي ساهمت إلى حد كبير في نشر الإسلام في المدينة بأكملها.

خصال سعد بن معاذ

كان سعد بن معاذ رضي الله عنه له العديد من الخصال الحسنة والتي وردت في العديد من الأحاديث التي يمكن توضيحها فيما يلي:

  • كان سعد بن معاذ يمتلك مكانة إجتماعية كبيرة ورفاهية في الحياة، ورد عن البراء بن عازب رضي الله عنه: “أُهْدِيَتْ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُلَّةُ حَرِيرٍ، فَجَعَلَ أصْحَابُهُ يَمَسُّونَهَا ويَعْجَبُونَ مِن لِينِهَا، فَقالَ: أتَعْجَبُونَ مِن لِينِ هذِه؟ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ خَيْرٌ منها، أوْ ألْيَنُ” رواه البخاري.
  • كان رضي الله عنه له مكانة في الإسلام كبيرة لما يمتلك من قوة الإيمان، حيث ظهرت خاصة عند وفاته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اهتزَّ عرشُ الرحمنِ لموتِ سعدِ بنِ مُعاذٍ”.
  • قد كان حكيم ويتصرف بعقل وتأني شدي، وهذه ما ثبت من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه حيث قال: “أنَّ أُنَاسًا نَزَلُوا علَى حُكْمِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ، فأرْسَلَ إلَيْهِ فَجَاءَ علَى حِمَارٍ، فَلَمَّا بَلَغَ قَرِيبًا مِنَ المَسْجِدِ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قُومُوا إلى خَيْرِكُمْ، أوْ سَيِّدِكُمْ. فَقالَ: يا سَعْدُ إنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا علَى حُكْمِكَ. قالَ: فإنِّي أحْكُمُ فيهم أنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ وتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ، قالَ: حَكَمْتَ بحُكْمِ اللَّهِ، أوْ: بحُكْمِ المَلِكِ” رواه البخاري.

صفات سعد بن معاذ

يمتلك سعد بن معاذ العديد من الصفات التي تميزه عن غيره، حيث كان طويل القامة وعريض المنكبين، بشرته بيضاء ولديه لحية، وذلك ما ورد عن عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: “ثلاثةٌ من الأنصارِ لم يكن أحدٌ يعْتدِ عليهم فضلًا كلُّهم من بني عبدِ الأشهلِ : أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وسعدُ بنُ مُعاذٍ وعبادُ بنُ بِشرٍ”.

من أهم الصفات التي ظهرت في سعد محبته للرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه، حيث إنه عندما كان يسمع الكفار يسبونه كان يدافع عنه ولا يهاب من أحد، كان يخاف على النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يلحق به أي ضرر أو أذي، كان يحميه من الأعداء ويخاف عليه في الغزوات، لذلك دعا الرسول صلى الله عليه وسلم له وأثنى عليه.

سعد بن معاذ في غزوة بدر

في غزوة بدر استشار الرسول أصحابه، فأشاروا عليه بخوض المعركة، وقال سعد بن معاذ للرسول صلى الله عليه وسلم: ” قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا ما جئت بالحق، وعلينا بالسمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما شئت، فنحن معك” في هذا الحديث شجع سعد بن معاذ على ما يريده لخوض المعركة.

  • في اليوم الثامن من شهر رمضان خرج الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يلقي المشركين في بدر، وكان ابن أم مكتوم هو الإمام بالناس إلى المدينة، وكان سعد بن معاذ يقود الأنصار في ذلك الوقت إلى المدينة، حيث كان عددهم حوالي واحد وستون رجل من الأوس، ومئة وسبعون رجل من الخزرج، كانوا يشكلون حوالي ثلثي الرجال في غزوة بدر، وهذا يشير إلى أن القيادة الكبرى كانت تحت ولاية سعد بن معاذ رضي الله عنه.
  • في ذلك الوقت كان يفكر سعد بن معاذ رضي الله عنه في حراسة الرسول صلى الله عليه وسلم وحمايته من الكفار، من خلال حماية عرشه بعدد من رجال الأنصار الذين يحملون السيوف، حيث يقومون بتأمين النبي في حالة انقضاض العدو.

حكم سعد بن معاذ لبني قريظة

التف عدد من الأحزاب حول المدينة المنورة حتى يقومون بمحاصرتهم، ولكنهم لم يستطيعوا أن يدخلوها ويأسوا من محاصرتها، لذلك عادوا مرة آخرى إلى مكة، لذلك أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكف ذلك العدوان المتكرر على المدينة، فأمر النبي الصحابة أن يجهزوا ويتجهون إلى القريظة وأن يقوموا بحصارها لمدة 25 يوماً، ومن ثم جعل سعد بن معاذ حاكم لها، وكان سعد رضي الله عنه في ذلك الوقت مصاب ومريض حيث أنه انجرح وانقطع الدم عن جرحه.

ورد عن أبو سعيد الخدري انه قال: “أرْسَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى سَعْدٍ فأتَى علَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ المَسْجِدِ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: قُومُوا إلى سَيِّدِكُمْ، أوْ خَيْرِكُمْ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ نَزَلُوا علَى حُكْمِكَ، فَقَالَ: تَقْتُلُ مُقَاتِلَتَهُمْ، وتَسْبِي ذَرَارِيَّهُمْ، قَالَ: قَضَيْتَ بحُكْمِ اللَّهِ ورُبَّما قَالَ: بحُكْمِ المَلِكِ” رواه بخاري.

استشهاد سعد بن معاذ

رمي رجل من قريش يُدعى حبان بن العرقة رمح على سعد بن معاذ في يوم الخندق، واصابه في ذراعه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوموا بتمريضه في المسجد حتى يكون قريب منه، وعند عودة الرسول صلى الله عليه وسلم روت عائشة: “حضَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بَكرٍ وعُمَرُ سَعدَ بنَ مُعاذٍ، وهو يَموتُ في القُبَّةِ التي ضرَبَها عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجدِ، قالتْ: والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، إنِّي لأعرِفُ بُكاءَ أبي بَكرٍ مِن بُكاءِ عُمَرَ، وإنِّي لفي حُجرَتي، فكانا كما قال اللهُ: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]. قال عَلقَمةُ: فقُلتُ: أيْ أُمَّه! كيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصنَعُ؟ قالتْ: كان لا تَدمَعُ عَينُه على أحدٍ، ولكنَّه كان إذا وُجِدَ، فإنَّما هو آخِذٌ بلِحيَتِه”

كان جرح سعد بن معاذ يزداد سوء يوم بعد يوم، أتي الرسول صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره ودعا له وحينها رفع وجهه إلى الرسول صلى الله عليه وكان آخر كلماته: ” السلام عليك يا رسول الله، أما إني أشهد أنه رسول الله”.

سيرة حياة سعد بن معاذ

الوسوم