نقدم لكم اليوم مقالا عن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وفتوحاته وانجازاته، وهو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سادس خليفة للمسلمين ومؤسس الدولة الأموية، وهو من قام بنقل عاصمة الخلافة الإسلامية من بلاد الحجاز إلى بلاد الشام، وجعل دمشق عاصمة الخلافة، وتوفي بها بعد عشرين عامًا من الخلافة. ومن خلال السطور القادمة على موقع موسوعة سنتعرف عليه بشيء من التفصيل.
من هو معاوية ابن ابي سفيان
هو معاوية بن صخر بن حرب الأموي القرشي،وأمه هند بنت عتبة. يلتقي نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده عبد مناف.اختلف في عام مولد فقيل ولد قبل البعثة بخمسة أو سبعة،أو ثلاث عشرة سنة. وأم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها هي إحدى أخواته.
أسلم في عام فتح مكة، وكان واحدا من كتاب الوحي. وقيل بأنه أسلم قبل الفتح وكان يخفي إسلامه.
صفات معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه
وصفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه كِسرى العرب، وذلك لأنه كان طويلا أبيضا مهيبا.
كان معاوية بن أبي سفيا يشتهر بالحلم والعفو، فلا يرد الإساءة بمثلها بل يردها بالإحسان والصبر، وقد روي عنه أنه كان يردد دوما:فما قتل السفاهة مثل حلميعود به على الجهل الحليمفلا تسْفَه وإن ملِّئتَ غيظاً
على أحد فإن الفحش لُوْمُ
ولا تقطع أخاً لك عند ذنب
فإن الذنب يغفره الكريم
كان يتمتع كذلك بالذكاء الشديد وحسن تقدير الأمور، كان معاوية منذ صغره معروفا بأنه متقد الذهن سريع البديهة، وساعدته إدارة أمور المسلمين لما يزيد عن عشرين عامل منذ ولاية عمر بن الخطاب على الاستفادة من كل ما يمر، ويبتكر الحلول بالنسبة إلى عصره لحل المشاكل التي تواجهه مستعينا بما مر به من التجارب والخبرات السابقة.
اشتهر عن معاوية أنه كان يتحلى بالتقوى والورع، وكان معاوية متواضعًا غير متكبروخاصة بعدما ولي خلافة المسلمين، فقد روي عنه أنه كان يخطب الجمعة مرة في دمشق ويرتدي ثوبًا مرقعا. كما كان يقول في خطبه أنه ليس أفضل المسلمين ولا أتقاهم وأن هناك من هم أفضل منه عند الله تعالى، لكنه كان يرى في نفسه القدرة على إدارة شئون المسلمين، لما يظنه في نفسه من صفات حسن الإدارة.
كما كان معاوية يتصف بالدهاء والحنكة
فتوحات معاوية بن ابي سفيان
كان معاوية بن أبي سفيان أحد الذين قاتلوا المرتدين في معركة اليمامة.
أمر الخليفة أبو بكر الصديق بإرساله وأخيه يزيد لفتح بلاد الشام، وكان في فتح بيروت وصيدا وعرقة وجبل، وهي إحدى السواحل في الشام.
في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تولى معاوية ولاية الأردن.
بعد وفاة أخوه يزيد تولى ولاية دمشق بدلا عنه.
في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولاه على الشام كلها.
بعد وفاة الخليفة عثمان بن عفان نادى للثأر من قاتليه، وكانت تلك بداية زعزعة استقرار الدولة الإسلامية، وبعد موقعة الجمل خرج معاوية على الخليفة الرابع للمسلمين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، في معركة صفين التي انتهت بتحكيم كتاب الله حينما رفع معاوية وجنوده كتاب الله فوق أسنة رماحهم.
بعد مقتل علي بن أبي طالب، تولى ابنه الحسن خلافة المسلمين، وكان حييا دمث الخلق، فتنازل لمعاوية عن الخلافة حتى يحقن دماء المسلمين ويهدئ من الزعزعات والمعارضات التي كانت استمرارا لاقتتال المسلمين منذ خروجه على علي بن أبي طالب تحت التذرع بذريعة الأخذ بالثأر.
تنازل الحسن بن علي لمعاوية عن الخلافة، وبايعه على شرط أن يختار المسلمون خليفتهم من بعده وألا يورث الخلافة لابنه.
وفاته
توفي معاوية بن أبي سفيان بدمشق في رجب من سنة 60 هجرية بعد أن عهد بالخلافة إلى ابنه يزيد.