يتم إصدار العديد من القوانين المختلفة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بين الحين والآخر، وأحيانًا يتم تنفيذ هذه القوانين وأحيانًا تظل مجرد قوانين أو مجرد فكرة فقط لا غير، ويُعد قانون نوبك من ضمن القوانين المُعلن عنها، وعلى الرغم من شهرة هذا القانون إلا أن البعض لا يعلم بماهيته.
لذلك يتم طرح سؤال ” ما هو قانون نوبك ؟ ” من قبل الكثير لمعرفة هوية هذا القانون.
وتمت الإجابة على هذا السؤال بأن قانون نوبك هو عبارة عن فكرة مشروع تم اقتراحها منذ بداية عام 2007 م في الولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد بداخل الكونغرس.
وكانت تلك الفكرة تتناول تنظيم حركة النفط في العالم بالإضافة إلى أنه كان يهدف إلى منع الاحتكار في النفط إلى جانب رفع الحصانة السيادية عليه كذلك.
وعلى الرغم من أن هذا القانون حصل على دعم نواب الحزب الديموقراطي الأمريكي ونواب الحزب الجمهوري كذلك إلا أنه لم يتم تنفيذه أو تطبيقه حتى يومنا الحالي.
وذلك بسبب اختلاف وتعدد وجهات النظر الخاصة بالجهات المصدرة للنفط، ومن ثم أصبح القانون مجرد فكرة موجودة على الورق فقط لا غير.
صاحب فكرة قانون نوبك
يُعرف عن قانون نوبك أنه أحد القوانين المُعلنة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الرغم من عدم تنفيذ هذا المشروع إلا أنه يُعد من المشاريع الإيجابية الشهيرة عالميًا.
فصاحب فكرة قانون ومشروع نوبك هو السيناتور هيرب كول، فهو يعتبر أول شخص قام بتقديم فكرة هذا المشروع في عام 2000 م، ولكن حينها لم يقبل على هذه الفكرة عدد كبير من الأشخاص.
على الرغم من أن وقتها كانت فكرة القانون فكرة مختلفة ومميزة إلا أنها حصلت على بعض الدعم والإعجاب فقط، وكان هذا من قبل عدة فئات قليلة، في مقابل أن هناك عدة فئات كثيرة قامت برفض فكرة القانون والمشروع من الأساس.
وفي عام 2007 م تم إعادة طرح فكرة القانون والمشروع مرة أخرى من جديد على يد جون كونيرز، وللأسف حينها أيضًا حصل على دعم وإعجاب فئة قليلة فقط وبالتالي لم يتم تطبيقه، لهذا السبب ظل هذا القانون مجرد فكرة موجودة على الورق.
أهداف قانون نوبك
عندما يتم طرح فكرة لمشروع ما يكون هناك عدد من الأهداف التي يسعى هذا المشروع إلى تحقيقها، وبالفعل عندما تم طرح فكرة قانون نوبك تناول المشروع عدد من الأهداف التي كان سيعمل على تحقيقها، وتتمثل تلك الأهداف في الآتي:
التخلص من الاحتكار في مجال النفط والقضاء عليه.
رفع الحصانة الخاصة بالدول التي تقوم بتصدير النفط حول العالم بأكمله.
إزالة الحصانة السيادية التي تقوم بحماية منظمة أوبك وشركات النفط الحكومية في الدول الخاصة بها.
زيادة نسبة الإمدادات العالمية من النفط من خلال الضغط على دول العالم.
حماية أمن الطاقة الأمريكي المحلي والحفاظ عليه من أي خطر يُمكن أن يُصيبه أو يلحق به.
موازنة كميات النفط الزائدة الخاصة بالدول المنتجة للنفط.
أهمية قانون نوبك للولايات المتحدة الأمريكية
لقانون نوبك أهمية كبيرة جدًا، ففي حالة تنفيذه وتطبيقه ستشهد الولايات المتحدة الأمريكية نجاح مختلف ومميز، وتتمثل أهمية هذا القانون والمشروع في الآتي:
تقليل نسبة الاحتكار في مجال النفط شيئًا فشيئًا إلى أن يتم القضاء عليه نهائيًا، وهذا الأمر ذا تأثير إيجابي.
تقليل أسعار النفط سواء عند البيع أو عند الشراء وبالتالي ستتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من شراء النفط بشكل يناسب قدراتها الشرائية.
سيعود هذا المشروع أيضًا بالنفع على الولايات المتحدة الأمريكية من خلال وجود إمكانية لمقاضاة ومقاطعة الدول المتحالفة مع منظمة الأوبك العالمية أو الدول المنتجة بداخلها.
من خلال قانون نوبك سيتمكن المدعي العام الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية أن يقاضي منظمة الأوبك العالمية والأعضاء الموجودين فيها أمام المحاكم الاتحادية.
كما سيتم تأمين جزء إمدادات من الطاقة ستتمكن أمريكا من الحصول عليه من خلال حصولها على النفط.
الآثار المترتبة على قانون نوبك
على الرغم من أن لقانون نوبك أهمية كبيرة وفوائد متنوعة إلا أن في حالة تطبيقه سيترتب عدد من الآثار التي يُمكن أن تؤثر بالسلب على مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، وتتضمن تلك الآثار الآتي:
في حالة تنفيذ قانون نوبك ستواجه الولايات المتحدة الأمريكية عدد من الأمور الغير متوقعة.
يُمكن أن تقوم كلاً من المملكة العربية السعودية والدول الموجودة في منظمة الأوبك العالمية بإحداث عدة أضرار لأمريكا، منها:
التخلي عن بيع وتداول النفط بعملة الدولار الأمريكي وحينها يتأثر كلاً من الإنتاج والاقتصاد في أمريكا بنسبة كبيرة جدًا.
حينها يُمكن أيضًا شراء مختلف الأسلحة ولكن بدون استخدام الدولار الأمريكي حيث من الممكن استبداله باليوان الصيني على سبيل المثال.
سبب توقف قانون نوبك
طُرح قانون ومشروع نوبك مرتين في عامين مختلفين، وفي كلا المرتين تم رفض تنفيذ هذا المشروع وظل مجرد فكرة موجودة على الورق فقط، وتم التساؤل بكثرة عن سبب هذا الرفض من قبل الكثير، وإليكم أسباب عدم تطبيق وتنفذي قانون نوبك متمثلة في الآتي:
من أول أسباب توقف مشروع نوبك اختلاف الكثير من وجهات النظر، فلم يتوافق نظر الجميع حول هذا المشروع.
ظهور العديد من القضايا والمشاكل الجدلية، ومنها:
ارتفاع أسعار النفط، فعندما تم إجراء بعض الدراسات والإحصائيات حول هذا المشروع قيل أن هذا القانون سوف يؤدي إلى حدوث زيادة في أسعار النفط عند المستهلكين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك غير مضمون.
تفضيل شركات النفط العالمية الشهيرة على المستهلك الأمريكي وهذا الأمر ملحوظ بنسبة كبيرة.
عدم موافقة كل الجهات المنتجة للنفط والبترول في الولايات المتحدة، فقامت بعض الجهات بالموافقة على القانون وقام البعض الآخر بالرفض حيث قيل أن هذا القانون يُمكن أن يقوم بإلحاق ضرر حتى وإن كان بسيط بكلاً من يقوم بإنتاج النفط أو الغاز بأمريكا.
سيتسبب قانون نوبك في احتمالية الاستغناء عن استخدام الدولار الأمريكي كعملة أساسية للنفط حيث يوجد نوايا لدى عدد من الدول لاستبدال الدولار الأمريكي بأي عملة أخرى ومن أمثال هذه الدول المملكة العربية السعودية، وبالتالي سيتأثر اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير.
مستقبل قانون نوبك
يتساءل الجميع حول مستقبل قانون نوبك في حالة تطبيقه أو تنفيذه، فقد رأت بعض الجهات أنه في حالة دراسة هذا المشروع بشكل جيد ودقيق يُمكن أن يتم تفادي الأضرار التي من الممكن أن تنتج عنه.
فإذا قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ قانون نوبك بالفعل ستحقق نجاح هائل، حيث سيعود هذا المشروع بالنفع على أمريكا بأكملها بشكل كبير.
فحينها ستتمكن أمريكا من استيراد النفط وشرائه بأسعار منخفضة وقليلة من خلال الدول التي تقوم بتصديره، وبالتالي سترتفع القوة الصناعية داخل الدولة بشكل ملحوظ، وسينتج عن هذا الأمر نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة كبيرة.
وعلى الرغم من وجود الكثير من العوائق الموجودة حول هذا القانون والمشروع وحول إمكانية تنفيذه والالتزام به من قبل الأشخاص التي ستخضع له إلا أنه سيساهم بشكل كبير في تنفيذ القوانين ومن ثم ستعمل بعض الدول على إتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية لتكون قدوة لهم في مثل هذا الأمر.
