تعريف الفقاعة الاقتصادية أو ما يُعرف أيضًا بفقاعة السوق أو فقاعة السعر، أو الفقاعة المالية هو أمر بسيط فكما هو الحال مع الفقاعة الصابونية فإن الفقاعة الاقتصادية عبارة عن زيادة كبيرة ولكن في الأسعار بصورة بارزة وغير متوقعة، وهذه الزيادة تكون هشة جدًا فتنفجر فجأة وتنهار وتتدهور معها أوضاع جميع المستمثرين المُتشبثين بها إلى حين انفجارها أملًا في جني المزيد من المكاسب؛ وهكذا فإن عواقبها تكون سلبية على أغلب المستفيدين منها وعلى مجال تأثيرها الاقتصادي سواءً على قاصرًا على المستوى المحلي فقط أو على المستوى العالمي كالفقاعة الاقتصادية التي يتعرض لها العالم حاليًا بالتزامن مع أزمة جائحة فيروس كورونا المُستجد.
ومن خلال الفقرات التالية من موقع الموسوعة ستعرف معنى مصطلح الفقاعة الاقتصادية بالتفصيل كما سعرف أهم المعلومات الي تحتاج لمعرفتها عنها.
تعريف الفقاعة الاقتصادية
هي حالة تبنى فيها الأسعار على وجهات نظر غير منطقية بالاعتماد على توقعات مستقبلية؛ وتحدث الفقاعة عندما يتم التضارب على سلعة ما لتوقع ارتفاع قيمتها مُستقبلًا نتيجة لتنامي الإقبال عليها.
وتمامًا كما هو الحال مع الفقاعات الصابونية، فعندما تصل الفقاعة إلى قمتها بزيادة السعر لأقصى حد ممكن تنفجر الفقاعة ويهبط السعر بشدة بشكل مفاجأ مما يؤدي لخسائر اقتصادية فادحة تكون قوية بنفس قوة ارتفاع السعر خلال مرحلة نمو الفقاعة.
وكلما زاد قدر القطاعات الاقتصادية المتأثرة بالفقاعة كلما تفاقم تأثير انفجارها، ولهذا السبب فقد تأثر اقتصاد الكثير من الدول العربية بصفة خاصة والاقتصاد العالمي بشكل كبير سلبًا بالفقاعات.
ولأن الأسعار تُحدد بالاعتماد على تنبؤات مستقبلية غير مبنية على أُسس علمية فإنها غالبًا تُحدد في وقت الأزمات مثل أزمة كورونا المُستجد التي يواجهها العالم بأسره حاليًا.
وهكذا فإن انفجار الفقاعة الاقتصادية يُلحق المزيد من الضرر على الأوضاع الاقتصادية المضطربة ويكون التأثير أكثر شدة على القطاعات والدول الضعيفة اقتصادية منذ مرحلة ما قبل التعرض للفقاعة.
معنى الفقاعة الاقتصادية باللغة الإنجليزية
economic bubble.
asset bubble.
a speculative bubble.
market bubble.
price bubble.
financial bubble.
speculative mania.
balloon.
مراحل الفقاعة الاقتصادية
مرحلة النزوح
تُشير لمرحلة انطلاق الفقاعة، حيث تبدأ في النمو نتيجة لاعتقاد المستثمرين بأن هذا القطاع الاقتصادي هو طوق النجاة بالنسبة لهم مما يجعل اقبالهم عليه يتنامى.
تحدث في بعض الحالات عند انخفاض سعر الفائدة على أحد المنتجات القيمة إلى أعلى قيمة لا أو ظهور تقنية تكنولوجية جديدة يُعتقد أنها ستشكل مرحلة فارقة في تاريخ البشرية.
من أبرز الأمثلة عليها تزايد الاقبال على شراء العقارات بشكل مهول سنة 2003 وذلك بعد أن خفض البنك العقاري الفائدة الفدرالية إلى 1% فقط بدلًا من 6.5%.
مرحلة الازدهار
نظرًا لتزايد الإقبال على الشراء تبدأ الأسعار في الارتفاع ويكون الارتفاع بطيء في بداية الأمر مما يُشجع على زيادة الإقبال على الاستثمار خاصةً وأن هذه المرحلة يبدأ فيها المستمثرين بجني مكاسب.
مرحلة النشوة
يتشجع فيها المستثمرين الحاليين على مضاعفة استثماراتهم كما يُقبل عدد مهول من المستمثرين الجدد على اقتحام المجال لاعتقادهم بأنهم آمن؛ خاصةً وأن هذه المرحلة تحدث فيها مكاسب أيضًا.
مرحلة تحصيل الأرباح
يحصل فيها المستثمرين على القدر الأكبر من الأرباح نتيجة لمضارباتهم؛ وفي هذه المرحلة يُدرك المستمثرين المخضرمين أن الفقاعة أوشكت على الانفجار، مما يجعلهم يبادرون بجني الأرباح والتخلص من الأصول وبذلك ينجون من الأزمة؛ في حين يبقى المستمثرين الأقل خبرة اقتصادية والمستمثرين المجازفين على استثماراتهم؛ وبذلك تصل الأسعار إلى أوجها.
مرحلة الذعر
تقل القيمة الاقتتصادية بشكل مفاجيء وبسرعة فائقة مما يجعل من الصعب تحجيم قدر الخسائر الاقتصادية المهولة والتي تزيد شدتها كلما زاد القدر المُنفق في الاستثمار في المراحل السابقة وكلما زاد ارتفاع قدر الزيادة في مرحلة تحصيل الأرباح أيضًا.
أمثلة للفقاعات الاقتصادية
فقاعة زهور التوليب
من أشهر الفقاعات الاقتصادية وأغربها؛ فقد بدأت في هولندا عندما تنامى الإقبال على شراء هذه الزهور الخلابة من الأثرياء.
بلغت ذروتها سنة 1636، عندما بلغ سعر بُصيلة نوع من زهور التوليب يُعرف ب (سمبر أوغسطين) إلى 6000 فلورينة، وفي ذلك الوقت كان هذا المبلغ = راتب العامل في هولندا لمدة 40 سنة.
أُدخلت بصيلات التوليب للسوق المالي فتزايد الإقبال على شرائها.
في العام التالي قل الإقبال على شراء البصيلات مما أدى لحدوث خسائر مالية جمة للكثيرين بدايةً من المستمثرين الهولنديين المبتدئين إلى الكثير من رجال الأعمال البارزين.
فقاعة شركة الميسيبي
بدأت كطريقة للتعامل مع تدني الأوضاع الاقتصادية في فرنسا بعد الحروب الكثيرة التي خاضها لويس الـ 14.
يعود السبب في حدوث الفقاعة إلى الاقتصادي الشهير المعروف باسم جون لو، والذي بادر بتأسيس بنك ملكي له الحق في إصدار صك رسمي (بنكنوت) يُمكن استبدال قيمتة بالذهب.
أقبل الكثيرين على شراء الصك ففاقمت الفوائد على البنك، مما حعل يؤسسه شركة أطلق عليها اسم الميسيبي بهدف البحث عن الذهب لتسديد قيمة الصكوك.
نظرًا لأن الذهب لم يكن متوافرًا بل إن الشركة كانت تبذل جهودها في اكتشافه من صحراء لويزيانا بأمريكا، فلم يتم التوصل لذهب.
أدرك المستمثرين الدمار الحاد الذي تعرضوا له عندما رفض البنك استبدال الصكوك بالذهب، مما أدى لتهاوي قيمة الصكوك.
أفلس البنك وتدهورت الأوضاع الاقتصادية للدولة وللكثير من المسثمين في الصكوك.
هرب الاقتصادي جون لو خارج البلاد ومات فقيرًا.
تأثير الفقاعة الاقتصادية
إضعاف الاقتصاد.
تنامي معدلات البطالة.
قلة الاستثمارات.
انخفاض أرباح الكثير من المؤسسات الكبرى.
تعرض الكثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى خسار مالية.
إفلاس العديد من المشروعات الصغيرة.
تقلص معدلات الإنتاج.
انخفاض معدل ضخ المستمثرين للأموال في السوق.
جني البعض لأرباح ضخمة دون تشغيل رأي المال (الناجين من الفقاعة الاقتصادية في مرحلة جني الأرباح).
البدء في تشكيل فقاعه اقتصادية جديدة في حالة الاتجاه إلى مجال آخر يُعتقد أنه سيحل الأزمة.
الفقاعة الاقتصادية وفيروس كورونا المستجد
أدت جائحة فيروس كورونا المستجد إلى الكثير من التغيرات الاقتصادية، والعديد من هذه التغييرات سيصيح مستمر ومن أبرز هذه التغييرات تفاقم الاعتماد على التقنية والشراء الإلكتروني.
ومن أبرز الدلائل على ذلك أن الكثير من الشركات غير المعتمدة على العمل عن بعد تأثرت بالسلب والبعض منها توقف تمامًا في حين ازدهرت المتاجر الإلكترونية بشكل مهول كأمازون الذي ارتفع معدل التوظيف لديهم بشكل غير مُسبق.
ولهذا فإن الفقاعة الاقتصادية القادمة ستكون في هذا القطاعات التكنولوجية بدايةً من التطبيقات، والمواقع، إلى الشركات.
وبالإضافة إلى ذلك فالفقاعة ستحدث في القطاعات الصناعية المُتعلقة بأدوات الوقاية من كورونا كالكمامات والمُعقمات بأنواعها المختلفة، حيث تزايد الاستثمار في هذه المنتجات؛ ولكن عندما تنتهي جائحة كورنا سيقل الطلب على هذه المنتجات ويعود إلى وضعه الطبيعي وسينعكس ذلك على الأسواق.
ومن الجدير بالذكر أن أي فقاعة اقتصادية ستصل إلى مرحلة الذعر ما بعد كورونا سكون عواقبها شديدة القوة نظرًا لمواجهة الاقتصاد العالمي خسائر فادحة نتيجة لجائحة كورونا خاصةً على القطاعين الصحي والسياحي.
ولهذا يتوقع خبراء الاقتصاد حدوث انهيار غير مسبوق في الكثير من قطاعات الأسواق المالية العالمية؛ وعلى الرغم من أنه التعافي منه ممكنًا إلا أنه سيكون بطيئًا في القطاعات الأكثر تضررًا من جائحة كورونا.