يجب الإشارة قبل البدء في عرض ما هو الأكل الذي يكثر شعر الجنين في بطن أمه إلى أن الجينات الوراثية للجنين هي العامل الرئيسي في تحديد ملامحه وسماته الجسدية، ويشمل ذلك الشعر، ذلك بالإضافة إلى وجود بعض الأطعمة التي تعمل على تعزيز نمو الشعر لدى الجنين، ومن بينها ما يلي.
توجد بعض الأسماك كالسلمون والماكريل التي تعد غنية بالأحماض الأمنية وأوميجا 3، بالإضافة إلى فوائدها لصحة القلب والأوعية الدموية، الأمر الذي يجعل تلك الأسماك تساعد بشكل فعال على تعزيز نمو شعر الجنين، كما تعمل الفيتامينات “د” و”ب”- الموجودة بشكل كبير في الأسماك- الجهاز العصبي للجنين، وتكسبه شعراً كثيف وصحي.
تعد البطاطا الحلوة من الأطعمة التي تزيد من طاقة الجسم، وبالأخص في فترة الحمل، كما تعتبر تلك البطاطا الحلوة مصدر لمجموعة من الفوائد الصحية للأم وللجنين على حد سواء، كونها تحتوي على “البيتا كاروتين” والذي يعد صورة من الصور الأولية لفيتامين “أ”،وهو فيتامين ضروري لنمو شعر الجنين، كما يعمل على حماية شعر الأم من التساقط في فترة الحمل.
لا شك للبيض الكثير من الفوائد، كونه أفضل مصادر البروتين، والزنك والحديد، الأمر الذي يجعل من البيض أحد أهم الأغذية التي يجب تناولها في فترة الحمل، وذلك حتى يضمن نمو أنسجة الجنين بشكل صحي، بالإضافة إلى دعم نمو الشعر عند الجنين، لذلك يفضل أن تتناوله الأم كوجبة رئيسية على الإفطار، أو وجبة ثانوية خفيفة بين الوجبات الرئيسية.
تحتوي المكسرات على كمية كبيرة من الدهون الصحية والألياف، بالإضافة إلى العديد من الفوائد، التي يجعلها من الأكلات الخامة في فترة الحمل، والتي ينصح بتناولها بشكل منتظم بالأخص في الشهور الأخيرة للحمل، حتى تعمل على تعزيز نمو الشعر عند الجنين، ويعد اللوز وعين الجمل على وجه الخصوص هما الأنسب في هذه الفترة، كونهما يحتويان على نسبة مرتفعة من “البيوتين”، وهي فيتامين أساسي لنمو شعر الجنين، ولكن يجب الإشارة هنا بعد الإفراط في تناولهما، حتى لا يزيد وزن الأم، أو إذا كانت الأم تعاني من الحساسية تجاههما.
إذا كانت الأم برغب في أن يكون لجنينها شعر كثيف، فيجب عليها أن تقوم بإدراج الأفوكادو في نظامها الغذائي في فترة الحمل خصيصاً، فمع كل ما في الأفوكادو من فوائد صحية كثيرة، فهو يحتوي على أنواع مختلفة من الفيتامينات التي تعمل على نمو الشعر، والتي يأتي في مقدمتها فيتامين “ب” و”هـ”، وتلك الفيتامينات تساعد الأم والجنين على منع تساقط الشعر في فترة الحمل.
يولد العديد من الأطفال بشعر كثيف، كما يولد البعض برأس ناعمة، والسبب الرئيسي وراء ذلك- كما أشرنا سابقاً- هي الجينات، والتي يكتسبها الجنين من والديه، فلا علاقة للأمر بوقت نمو شعر الجنين وهو في الرحم، فلا حقيقة لذلك الاعتقاد السائد بأن الجنين إذا كان شعر الجنين قد بدأ في النمو مبكراً فهذا على كثافة الشعر، ولكن كل الأجنة يبدؤون في النمو فيما يخص نمو الشعر في ذات الوقت، ويمرون بالعديد من المراحل أثناء نمو الشعر، وتلك المراحل هي كما يلي.
تبدأ بصيلات الشعر في التكون للجنين بداية من الأسبوع 14 من الحمل، ومع الأسبوع 15 يبدأ الشعر بالظهور في فروة الرأس للجنين، ويستطيع الطبيب رؤيته من خلال فحص الموجات فوق الصوتية “السونار” فيظهر الشعر في هذه المرحلة كهالة صغيرة ضبابية حول الرأس، ولكن هذا الشعر الظاهر على الجهاز ليس ذاته الشعر الذي سيولد به الجنين، ففي مراحل الحمل المختلفة ينمو الشعر ويتساقط، ويقوم بدورة حياة كاملة للشعرة في فترة الحمل، وتتكرر مرتين أو ثلاث مرات في فترة الحمل، كما يحدث مع البالغين تماماً، ثم يتحلل في السائل الأمنيوسي الموجود في الرحم.
عند بداية الأسبوع 21 من الحمل سيبدأ جسم الجنين يغطى بالكامل بطبقة من “الشعر الزغبي” أو “زغب الجنين” ولا يوجد هذا الشعر على الرأس، ويختلف عن شعر الجسم، ولكنه شعر مؤقت يعمل على حماية الجلد في أثناء عملية النمو، والحفاظ عليه دافئاً، وفي فترة الأسبوع 22 تبدأ الرموش والحواجب في التكوين.
أثناء المرحلة الأخيرة من الحمل يبدأ الشعر الزغبي في الاختفاء تماماً، وقد يولد بعض الأجنة بهذا الشعر الناعم على ظهورهم وأكتافهم، ولكن هذا الشعر يختفي بعد فترة الولادة، وبعد سقوط هذا الشعر الزغبي أثناء تواجد الجنين في الرحم يبدأ ينمو للجنين شعر آخر، ولكنه عديم اللون، ويسميه الأطباء “فيلوس”، والذي سيتغير سمكه ولونه مع مرور الوقت بعد الولادة، ما يعني أن الشعر الذي يولد به الجنين يمكن أن يتساقط وينمو بعده شعر آخر، كما قد يتغير لون الشعر وكثافته أيضاً.
توجد الكثير من المعتقدات الشائعة حول وجود علاقة وثيقة بين نمو شعر الجنين بحرقة المعدة عند الحامل، لكن أكدت لنا الدراسات العلمية مدى صحة هذا الأمر، فكانت النتيجة أنه لا ترجع مدى شدة الأعراض المرتبطة بحرقة المعدة للحامل بجنس الجنين أو عمره أو وزنه، وقد تكون مرتبطة بشكل بسيط بمدى نمو الشعر، فمعظم النساء اللواتي كن يشتكين من حرقة المعدة المعتدلة أو الشديدة قد رزقهم الله أطفالاً بكثافة شعر متوسطة أو أعلى من المتوسطة بقليل، ولكن على العكس فإن معظم النساء اللائي لم يشتكين من حرقة المعدة قد أنجبن أطفالاً لديهم شعر أقل من المتوسط أو بدون شعر من الأساس.