توجد العديد من النصائح التي تساعد على التخلص من التفكير الزائد، والتي ذكرها العديد من الأخصائيين النفسيين، والتي من أبرزها كل مما يلي.
يرجع المصدر الرئيسي والأساسي للإصابة بكثرة التفكير إلى نوعين أساسيين من أنواع التفكير، وهما نوعان مدمران، وهما القلق من المستقبل، أو الحسرة على الماضي، وفي تلك الحالتين مع زيادة الإيمان بالله، وبحكمه وقضائه وقدره تبدأ تلك الأفكار بالتلاشي شيئاً فشيئاً، فكل ما سيهمك حينها هي الآن، اللحظة التي تعيشها الآن، فهي لم تمر بعد، حتى تصير حسرة تحزنك، ولم تعد في الغيبيات حتى تقلق بشأنها، وإنما هي أن وحالك ووضعك وفعلك وفكرك في تلك اللحظة، فانظر لها جيداً واعلم أن اللحظة التي تمر بها هي الأغلى، والتي يجب أن تشغل نفسك بها.
تحتاج أعراض كثرة التفكير إلى وقت فراغ منك حتى تتمكن من المهاجمة، والإجهاز على تفكيرك, إدخالك في دوامة لا تنتهي من الأفكار القاتلة، فمن أفضل الطرق التي تساعدك على التخلص منها، بشكل فعال وقوي، هو أن تقوم بإشغال وقت فراغك في أمور مفيدة قدر الإمكان، فإن لم تكن مفيدة فاجعلها ممتعة قدر الإمكان، فإن لم تستطع قراءة كتاب أو رواية مفيدة ومبهجة لك، فاستمتع بجلوسك مع أصدقائك، أو مشاهدتك لبعض المسلسلات أو الأفلام التي تحبها، وتذكر دائماً أن كثرة التفكير تبتعد عنك كلما كنت باحثاً عن البهجة والسرور فيما حولك.
وسنحاول عرض بعض الأفكار التي تساعدك في حالة نفسية أكثر سروراً وراحة- كما نظن-، والتي من بينها ما يلي.
من الصعب الحديث عن ممارسة الرياضة، وضمها على أنها نشاط يساعدك في التخلص من كثرة التفكير فقط، ولكن الأمر مختلف تماماً، فهي ليست وسيلة لتعديل حالتك المزاجية فقط، بل وتعمل على تحسين حالتك الصحية بشكل مستمر، وتحميك تلك الأنشطة الرياضية من الكثير من الأمراض، والتي من الممكن أن تصاب بها، بل وتتراكم في جسمك بسبب قلة حركتك، كما أن بسبب التعديل الذي سيظهر على هيئتك الجسدية ستكسبك ثقة وقوة شخصية، مع تمتعك الدائم بقدرة أفضل على التفكير بشكل سليم، ومن الممكن أيضاً إن نويت من ممارستك للرياضة أن تحفظ نعمة الله التي منحها لك، وهي جسمك، فإليك بحسنات أيضا.
ليست كل ما يحدث من حولك يحتاج منك أن تركز فيه وتحلله، فبعض الأمور يجب أن تمر دون أن تشغل عقلك بها، بالأخص التي كانت من الأساس لا تخصك، أو حتى لا يمكنك فعل أي شيء تجاهها، أو تغييرها، وتعامل دائماً مع مثل تلك الأمور على أنها أحداث ومرت مرور الكرام، ولا يمكنك حتى بعد التفكير فيها بعمق واستنتاج نتائج وتحليل لما حدث وكل تلك المجهودات الذهنية العصيفة، والتي من شأنها أن تعصف بحالتك النفسية، وتطيح بك إلى أسوأ حالة نفسية لك، ومع ذلك بدون أي تغيير، فببساطة لقد انتهت، ولا سبيل للعمل عليها مرة أخرى.
بعض المصابين بكثرة التفكير تأتيهم تلك الحالة بمجرد التفكير في بعض الأمور السابقة الحدوث، والتي حدثت بشكل خاطئ، ولكنها انتهت بالفعل، فيظلون يفكرون في من هو المخطئ حيال ذلك، ودائماً تكون أفكارهم السلبية تقودهم إلى أن يكونوا هم السبب وراء كل أمر غير صائب حدث لهم، وذلك بالتأكيد خطأ، وإنما هو باب للجحيم العقلي الذي ستدخل فيه، وستشعر بعده بالإحباط وعدم الثقة بالنفس، ولكن إن كنت مخطئاً فما نسبة ذلك الخطأ، وكيف يمكنني تفاديه فيما بعد، وهل أنا فقط المخطئ؟
من الصعب تصنيف كثرة التفكير على أنها مشكلة مرضية؛ والسبب في ذلك كون تلك الحالة هي حالة عابرة وليست دائمة، والتي تحدث نتيجة تعرض الشخص لانتكاسة كبيرة في مسار حياته، ولكن هذا ليس لكل المصابين بتلك الحالة، فهناك من تزداد لديهم تلك الحالة، ولا يستطيعون السيطرة عليها، فتتحول فيما بعد إلى أن تكون حالة مرضية، وتصبح وسواساً فهرياً، وفي تلك الحالة يجب أن يتم تدخل الطبيب النفسي؛ لتوفير المساعدة النفسية والطبية للتخلص من تلك الحالة.
تؤثر كثرة التفكير بشكل عام على كافة نواحي الحياة؛ والسبب في ذلك كونها تعمل على زيادة الشعور بالقلق وعدم التركيز، كما وتعمل على عدم كفاية الجسم من النوم أثناء الليل، وتؤدي إلى قلة النوم، وكل تلك الأسباب من الممكن أن تنعكس بشكل سلبي على الدراسة والعمل، وعلى حتى ما يمتلكه الشخص من علاقات اجتماعية مع الآخرين، كما توجد العديد من الأضرار الأخرى لكثرة التفكير والتي من بينها كل مما يلي.
توجد بعض الأدوية الطبية، والتي يتم وصفها لمرضى الوسواس القهري، والتفكير الزائد، وهي من أنواع مضادات الاكتئاب، وهي مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، والتي تعمل على تخفيف التفكير بشكل ملحوظ، وتحسين أعراض الوسواس القهري.
ينتج التفكير الزائد أو الـ Overthinking على نوعين من التفكير السلبي والمدمر، وهما إما التحسر على ما فات، أو القلق من المستقبل، وهذان التفكيران هما السببان الرئيسيان وراء تلك الحالة من التفكير المفرط.