الاختبارات النفسيه المبنية على مقاييس علمية تعتبر واحدة من أهم أدوات البحث في علم النفس، فهل تساءلت يوماً عن نشأة هذه الاختبارات وبداياتها، ومفهومها وشروط تطبيقها، على كل حال إن الموسوعة يقدم لك اليوم كل هذه المعلومات بالإضافة إلى أهم أنواع الاختبارات النفسية وشروط تطبيقها.
إن الاختبارات النفسية الموضوعية شكلت طفرة كبيرة ليس فقط في مجال علم النفس لكن في المجالات المختلفة، ولهذا فنحن سنستعرض من خلال الفقرات التالية أهم النقاط التي يجب معرفتها فيما يختص بالاختبارات النفسية:
إن أستخدام القياس في علم النفس بدأ مع بداية العلم نفسه، فقد اهتم العلماء منذ البداية بتحديد الفروق بين الأشخاص عن طريق قياسها، ثم اصبح القياس جزء من الدراسة السلوكية للفرد عن طريق الملاحظة الذاتية في البداية.
إن البداية الحقيقية للاختبارات النفسية جاءت مع تأسيس المعمل الأول لعلم النفس التجريبي على يد العالم فونت في عام 1879، حيث تم الاعتماد على أساليب قياس لتقييم التجارب التي تتم في المعمل، وقد تطور القياس إلى استبيانات ومقاييس التدرج على يد العالم جالتون.
كان ظهور العامل العام للذكاء بداية حقيقية لعمل اختبارات الذكاء IQ tests، وقد قام العالم سبيرمان باكتشافه عن طريق التحليل العاملي، لكن الفضل يعود إلى العالم الفرنسي الفرد بينيه لعمل أول اختبار ذكاء حقيقي تمكن فيه من تحديد عوامل للذكاء وعمل بطارية لقياس هذه العوامل والخروج بنسبة محددة للذكاء.
تطورت أساليب القياس النفسي حتي وصلت إلى ما يُعرف حالياً بالاختبارات النفسية المقننة التي يتم استعمالها الآن لتقييم السمات العقلية أو الانفعالية للشخصية، ولا زال العمل جارياً لخلق مزيد من الاختبارات التي تتمتع بقدر عالى من الموضوعية والدقة.
إن الاختبارات النفسية هي أدوات موضوعة لمعاونة الباحث على تقييم وقياس السلوكيات والسمات الشخصية والعقلية لخاصة بالأفراد بطريقة منظمة وموضوعية.
تعتبر الاختبارات النفسية مقاييس مقننة ومنظمة لقياس سلوك جماعة من الأفراد في ظروف مضبوطة وفي إطار سلوك أو محك محدد لقياسه.
ويمكن تعريف الاختبارات النفسية على أنها مثيرات تم تصميمها لقياس سلوك معين أو مظهر محدد أو سمة خاصة يراد قياسها، ويتم الاختبار على عينة من المفحوصين المشتركين في سمات محددة.
إن الاختبارات النفسية تتكون من عدد من العناصر التي يجب توافرها، ولا يمكن القيام بالاختبار دون هذه العناصر:
وحدات الاختبار
ويقصد بها مجموعة الأسئلة والعبارات التي من المفترض أن يجيب عليها الشخص لقياس السمات المراد
قياسها، وقد تكون هذه الوحدات أو المثيرات في شكل:
السمة أو القدرة المراد قياسها
لا يمكن عمل اختبار نفسي دون تحديد الصفة أو السمة التي نرغب في قياسها أو التعرف على وجودها لدي الفرد، وقد تكون هذه السمة:
عينة من المفحوصين
لا يمكن عمل اختبار نفسي دون تحديد عينة تصلح لإجراء هذا الاختبار، ولابد لهذه العينة أن تتوافق مع الهدف من الاختبار، بحيث تكون استجابة المفحوص للاختبار تعبر عن وجود هذه السمة المراد قياسها ودرجتها.
بمعني آخر لابد من أن يكون اختيارك للعينة متماثل فلا يمكنك اختيار عينة مختلفة تماماً من حيث المرحلة العمرية لتطبيق نفس الاختبار لان درجة التباين في هذا الاختبار لن تكون عائدة بالضرورة على السمة المراد قياسها لكنها عائدة على فرق الأعمار والاهتمامات والأجيال بين أفراد العينة.
إن تقسيم الاختبارات النفسية يرجع للعديد من العوامل، فتقسم الاختبارات من حيث الشكل، يختلف تماماً عن تقسيمها من حيث المحتوي، أو من حيث طريقة القياس الخاصة بالاختبار، ولهذا سأحاول بقدر الإمكان تبسيط هذه الأنواع بطريقة يسهل فهمها.
الاختبارات النفسية من حيث المحتوي
الاختبارات النفسية من حيث الشكل
يمكن تقسيم الاختبارات إلى:
الاختبارات النفسية من حيث العمر
يتم تقسيم الاختبارات بناء على أعمار المفحوصين “العينة” إلى:
إن الاختبارات النفسية تتطلب مجموعة من الشروط الواجب توافرها، للتأكد من مدي دقة وصدق النتائج الخاصة بالاختبار، وهذه الشروط هي:
صدق الاختبار
يُعرف صدق الاختبار بأن يقيس الاختبار ما وضع من أجله، بمعني أن اختبار الذكاء لابد وأن يحتوي على أسئلة أو مثيرات تقيس معدل الذكاء والنمو العقلي والمعرفي، وكلما زاد صدق الاختبار كلما أصبح أكثر ثقة وكفاءة في القياس.
فعلى سبيل المثال إذا كان هناك اختبار يقيس الاتزان الانفعالي لكنه لا يحتوي على أي أسئلة أو مثيرات لقياس انفعال الشخص أو مراقبة سلوكه في مواقف الانفعال، فهذا يعني أن اختبار غير صادق ولا يمكن اعتباره موثوق.
تقنين الاختبار
إن نتائج الاختبار تعتمد بطريقة أساسية علي الدرجات والأرقام التي تنتج عن تصحيحه، إن الهدف الأساسي من عمل الاختبارات النفسية هو الحصول على نتائج محددة وموثوقة يمكن قياسها ومقارنتها مع غيرها من النتائج الأخري وهو ما يطلق عليه التقنين.
لابد للاختبار أن يقارن بين أفراد العينة في المتغيرات المختلفة مثل النوع والسن، والتعليم، بحيث يعطي نتائج دقيقة قابلة للقياس لكل متغير من هذه المتغيرات.
ثبات الاختبار
يتم قياس ثبات الاختبار بعدم وجود فارق بين نتائج الاختبار في كل مرة يتم إجراءه فيها، ويشترط أن تكون نتائج الاختبار ثابتة إلى حد ما عند تكرارها لنفس الشخص، أو عند تكراراها على نفس المجموعة.
لا يفترض أن تكون النتائج الخاصة بالاختبار واحد بالضبط في كل مرة يتم فيها إجراءه ففي النهاية نحن نتعامل مع سلوك إنساني فعلم النفس ليس أحد العلوم التطبيقية كالكيمياء أو الفيزياء، لكن النتائج يجب أن تكون متقاربة إلى حد ما حتي يتم اعتبار الاختبار ثابت.
موضوعية الاختبار
يُقصد بموضوعية الاختبار أن يكون الاختبار محدد ودقيق بحيث يقيس المؤثرات التي من المفترض قياسها، ويخرج بنتائج ثابتة دون النظر إلى الشخص المقيم للاختبار.
فالموضوعية تعني توحد المعيار الذي يتم بناء عليه قياس النتائج الخاصة بالاختبارات النفسية، وعدم التأثر بالأهواء الشخصية أو الآراء الفردية أو هالة المفحوص وهو مصطلح يشير لتأثر المرشد بأحد أفراد العينة الخاضعة للدراسة.
بساطة الاختبار
من المفترض أن يكون الاختبار سهل استخدامه وتصحيحه، حتى لا تتعرض عملية القياس للتعقيدات نتيجة لصعوبة الاختبار أو عدم قدرة المفحوصين على فهمه واستيعابه.
كما أن عدد مفردات الاختبار تؤثر بشكل فعال في مدي استجابة المفحوصين فالاختبارات الكبيرة قد تثير حفيظه المفحوص وتجعله أكثر تحفظاً في استجابته مما يؤثر على النتائج الخاصة بالاختبار.
إن الاختبارات النفسية في تطور دائم ومستمر، وأصبحت الكثير من الأعمال تستعين بهذه الاختبارات لتحديد الأشخاص الملائمين لوظائف بعينها دون غيرهم، كما أن بعض الجهات الحكومية أصبحت تعتمد بشكل أساسي على التقييم النفسي في تعيين بعض الأشخاص في وظائف تتطلب قدر عالى من الاتزان الانفعالي.