عزيزي القارئ نقدم إليك مقالنا اليوم، من موسوعة، حول اضطراب ما بعد الصدمة ، فبالطبع إذا تعرضت لموقف فجائي لم تتوقع حدوثه، وخاصةً إذا كان هذا الموقف سلبي، يصيبك اضطراب في التصرفات، وفي حياتك، فتجد نفسك تائهاً عن الحياة، وفي بعض الأحيان قد يكون المصاب أحد أقاربك أو أحبائك، ولا تعرف كيف تقف بجانيه وتساعده للتخلص من تلك الصدمة التي تعرض إليها في حياته، لذا سنشرح لك ببعض من التفصيل هذا المرض، وكيف يمكن معالجته، والسيطرة عليه.
في حياتنا اليومية كل منا يمكن أن يتعرض لصدمة، أو تجربة قاسية، لا يستطيع الإنسان التحكم أو السيطرة عليها، فقد يحدث أمامنا حادثة صعبة، وقد نشاهد انفجار راح ضحيته عدد من البشر، فالجنود أحياناً يشاهدوا زملائهم وهم يموتوا أمامهم مما يسبب لهم صدمة، وقد تكون نتيجة التعرض لموقف ما، أو ربما يموت أحد أقاربنا ، أو أصدقائنا فندخل في دائرة الاضطراب والصدمة، فمن الممكن أن يتجاوز بعض الأشخاص هذا الموقف، ولكن هناك أخريين لا يتأقلمون سريعاً ويظلوا في صدمة لشهور، وسنوات.
يتم تعريفه على أنه حالة نفسية خطيرة يصاب بها الشخص، وتحتاج إلى علاجه، لما لها من تأثير سلبي على حياته، ويطلق عليه اضطراب الكرب التالي للرضح ” Posttraumatic stress disorder “، وهو اضطراب القلق المرهق الذي نتعرض له عند مشاهدة حادث صادم، أو التعرض لصدمة شخصية، وهو يتضمن موت شخص عزيز، أو قتل أحد الأشخاص أمامنا، أو التعرض لتهديد، لاعتداء جسدي، أو غيره.
إن هؤلاء الأشخاص الذين يصابون بالاضطراب ما يعد الصدمة يشعرون بالخطر من حولهم، فيزيد من حدة الخوف، والتوتر لديهم، حتى إذا كانوا أمنين، وهذا المرض يظهر في حالة التعرض لصدمة،فيظهر رد فعل معين على التغييرات الكيميائية في الدماغ، ولا يكون هذا المرض موجود من قبل، أي لا يمكن تشخيصه على أنه خلل أو عدم توازن في شخصية الإنسان، ويحدث في أي سن.
إن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة التي تطرأ عليك توقف من أنشطتك، وتجعل قدرتك على العمل تقل، وقد تتعرض لصوت، موقف، أو كلمات فتجعلك تتذكر بالصدمة التي تعرضت لها.
وتقسم الأعراض إلى أربعة أقسام مختلفة وهي:-
تبدأ في جلب أفكار سلبية عن ذاتك، ويكون لديك مشكلة في تذكر الموقف، وتشعر بأحاسيس ومشاعر مشوهة، منها إحساسك بالذنب، أو اللوم، أو القلق، أو العار، وتجد نفسك لا تهتم بالأنشطة الممتعة من حولك.
يزداد لديك تذكر ذكريات الماضي، وكأن الأحداث تعيد نفسها مراراً وتكراراً، وأيضاً تتعرض لكوابيس مزعجة بشكل متكرر عن الموقف الذي تعرضت له، وتتذكر تلك الذكريات الحية الخاصة بالحدث، وتجد نفسك تشعر بعدم الراحة الجسدية، والنفسية، خلال تذكرك للموقف الذي تعرضت له.
نجد نفسك لديك نوبات من الغضب، وتهيج، ويزداد شعورك بالحذر من كل شئ حولك، ويكون لديك صعوبة في التركيز في الأمور المختلفة، ويزداد شعورك بالاستجابة نحو الأحداث الصعبة، والمروعة، وتقل قدرتك على النوم، أو المكوث نائماً.
وبالإضافة إلى ذلك يعاني الأشخاص الذين لديهم هذا المرض، من نوبات الهلع، والاكتئاب، مما يسبب له إثارة، هياج، إغماء، دوار، ويحدث ضربات في القلب سريعة، والشعور بالدوخة والصداع.
في هذه الحالة عليك الاتصال بصديق لك تعرفه جيداً، وتطلب منه المساعدة، ومن ثم تذهب إلى طبيب نفسي مختص، لتتعافي وتحصل على العلاج في أقرب وقت ممكن.
عندما يتم تصنيف مرضك يمكنك أن تتابع الخطوات العلاجية الأتية:-
وهو الذي يساهم في تذكر الموقف الصادم الذي تعرض له، ومن ثم تستطيع التعبير عن أحاسيسك ومشاعرك، فهذا من شأنه أن يزيل الحساسية التي بداخلك ناحية الصدمة، ويقلل من أعراض الإضطراب.
حاول أن تعبر عن مشاعرك وتناقشها مع أشخاص أخريين يتعرضون لنفس الأعراض التي حدثت لك.
يمكنك تناول أدوية مضادة للإكتئباب، والقلق، وهي التي تساهم في حل مشكلة النوم؛ حتى تقلل من الأفكار المخيفة التي تتكرر داخل عقلك، وتحصل على قسط من الراحة الجسدية والنفسية.
من المهم أن تذهب إلى الطبيب المختص بشكل أسبوعي، وأن تكون على مدار من ثماني أسابيع إلى اثنتي عشرة أسبوع، ولا تقل الجلسة عن 60 دقيقة، ويمكن أن تصل إلى ساعة ونصف.
إن كل هذه العلاجات بالطبع ستساعدك على تجاوز هذه المرحلة ، هذا بالإضافة إلى مساندة ودعم الأهل والأصدقاء لك، ولكن تذكر أن كل ما طرحناه هنا، من علاجات يجب أن تتم من قبل مختصين، وأطباء معالجين لاضطرابات ما بعد الصدمة.