الإعاقة البصرية لها العديد من الأسباب وأيضا طرق مختلفة لكشف المشكلة مبكراً وتحديد نوع ودرجة الإعاقة، ومن المؤكد أن البصر من أغلى الحواس التى نمتلكها، والحرمان من نعمة البصر بالفقد المرضي أو الأصابة من أشد الإبتلاءات التى يتعرض لها الإنسان فى حياته، فقدان البصر هو الدرجة الأخيرة فى سلسلة من المشاكل الخاصة بالإبصار منها عدم القدرة على تمييز الألوان وقصر النظر وطول النظر و مشاكل مختلفة تسبب إعاقة بصرية استطاع العلم الحديث بفضل الله تجاوز وعلاج العديد من المشكلات واختراع أدوات تساعدنا فى تعزيز قوة الإبصار والحفاظ عليها، ونحاول فى موسوعة تقديم شرح وافي لمشاكل الإعاقة البصرية وطرق كشفها وقياسها مبكراً.
الكسل البصري أو الإعاقة البصرية حالة تصيب العين وتؤثر على حدة الإبصار ولها أسباب متعددة ومسميات طبية مختلفة أيضاً، قد تصيب إحدى العينين أو كلتاهما أو جزء معين فى العين، وبما أن القرنية هي الجزء الشفاف الأمامي فى العين والمسؤول عن سلامة ثلثي صحة الإبصار، فإن أي خلل يصيبها يؤثر على عملية الإبصار ككل لأنها ذات أبعاد بؤرية فأي إصابة بجزء منها يجعل أستقبال الصورة مهزوز أو ضعيف ككل فى إستقبال الدماغ لها، وهذا الخلل هو ما يسمى بالإعاقة البصرية أو الكسل البصري ومع تقدم العلم تمكن من علاج بعض حالته الوظيفية.
تنقسم الأسباب إلى قبل الولادة فى فترة الحمل، وأسباب بعد الولادة، ويقصد بالأسباب ما قبل الولادة العوامل الجينية والبيئية المختلفة المحيطة بالأم والتي قد تؤثر على نمو الجهاز العصبي المركزى للجنين مما يؤثر على حاسة الإبصار بالتبعية والحواس بشكل عام، و65% من المشاكل تنتج عن سوء التغذية للأم فى فترة الحمل أو تعرض الأم الحامل للأشعة السينية، وبعض العقاقير الدوائية أو أمراض معدية تصاب بها فى فترة حملها كالزهري والحصبة الألمانية، وبالطبع للعوامل الجينية عملها فى التسبب بمشاكل بصرية للجنين.
أما عن أسباب ما بعد الولادة، فمنها التقدم بالعمر والحوادث والتعرض المباشر أو الغير مباشر للغازات والملوثات التى قد تؤثر على الجهاز العصبي، وبالطبع سوء التغذية والأنيميا، الإرتفاع المستمر لدرجات الحرارة لفترات طويلة قد يضعف الحواس عامة والبصر خاصة، ولازال الطب يبحث عن أسباب أكثر لسبب ضعف الإبصار لدى الأطفال والشباب خاصة.
بدء إهتمام العلم بظاهرة فقد الأطفال حديثي الولادة لقدرة الإبصار كاملة أو جزئية فى مطلع القرن العشرين، ووجدوا أن أكثر الأطفال يفقدون بصرهم بسبب إلتهاب العين الطفيلي وينشأ هذا النوع من مواد عضوية معدية على رحم عنق الأم تلتقطها عيني الطفل لحظة الولادة، ويمكن إنقاذ عيون الطفل بتقطير نترات الفضة فى عينيه بعد ولادته مباشرة، وكان وجود أنسجة ليفية خلف عدسات العين عند الأطفال قبل سن الإلتحاق بالمدرسة تقريباً شائع جدا فى الخمسينات وتسبب فى حالة فقد بصر لأطفال بنسبة 50% وكان يعتقد أنه خلل فى نمو العين بالأساس أثناء فترة الحمل، لكن مع التطور عرفوا أن السبب الرئيسي فى الأكسجين المركز الذي كانوا يعطوه للأطفال حديثي الولادة لتهيئتهم لدخول الحضانات حال الولادة المبكرة، وبالفعل تم التحكم فى كميات الأكسجين بعد هذا مما قلل الإصابة بهذا الخلل لدى الأطفال.
التشخيص المبكر دائما لأي مشكلة هو سبب رئيسي فى علاج المشكلة وحلها، وهناك بعض المؤشرات التى قد تصدر عن الطفل وتدل على وجود إعاقة بصرية لديه، ويجب أن يتنبه الأهل والمدرسون لتلك العلامات لعلاج المشاكل البصرية قبل تفاقمها، ومن هذه المؤشرات:
وفي حالة ظهور أي من تلك المشكلات يجب التوجه للطبيب لعمل الفحوصات اللازمة وتحديد سبب الإعاقة البصرية وعلاجها.
يوجد عدد من الأدوات التي تستخدم فى قياس وتحديد الإعاقة البصرية، منها البدائي مثل لوحة سنلن وهي من الطرق التقليدية المعروفة حيث يقف الشخص فى مواجهة لوحة مكتوب عليها حروف ويحدد ضعف بصره على حسب حجم الكلمات التي لا يتسطيع أن يراها من مسافة 6 أمتار، بالطبع هناك عدد كبير من الإنتقادات التى وجهت لتلك الطريقة البدائية وبالفعل لم يعد يعتمد عليها وحدها فى القياس إنما تعد فقط مجرد مؤشر ليتابع بعدها الطبيب فحوصات أكثر تطوراً، منها مقياس فروستج للإدراك البصري، ومقياس بندر، ومقياس بيري- بكنتيك للتآزر البصري الحركي، وعدد مختلف من الإختبارات التى تختلف على حسب شكوى المريض وعمره وحالته الطبية.
للإعاقة البصرية فئتين رئيستين “المكفوفين/ وضُعاف البصر” والمكفوفين ليسوا بالضروة من فقدوا بصرهم بالكامل كما هو شائع بل قانونا يصنف “كفيف” كل شخص لا تزيد حدة إبصاره عن 6/60متر في كلا العينين أو إحدهما أو حتى مع استعمال النظارة الطبية “شخص كفيف”، ويعني هذا المقياس أن ما قد يراه الشخص الطبيعي على مسافة 60 متر يحتاج هذا الشخص لمسافة 6 متر ليراه، أما الإعاقة البصرية الخاصة بفئة “ضعاف البصر” فمنها عدة أنواع:
مشاكل الإبصار والإعاقة البصرية حالة يعاني منها أغلب الناس وبالطب المتطور تمكنا من علاجها والسيطرة على معظمها، لكن يبقى الكشف المبكر والإهتمام خير وسيلة لتقليل الضرر الناتج عن الإعاقة البصرية المختلفة بأنواعها.