يُعد كلًا من مرض البهاق والبقع البيضاء، من الأمراض الجلدية التي تصيب فئات عمرية عديدة من الجنسين، ولكن يعجز الكثير عن التفريق بينهما بمجرد ظهور الأعراض على مناطق متعددة من الجسم، وإليكم فيما يلي الفرق بين البقع البيضاء ومرض البهاق من حيث التعريف والأسباب:
البقع البيضاء
وهي عبارة عن بقع ذات لون أبيض، تظهر على الوجه وعلى مختلف مناطق الجسم.
تظهر تلك البقع نتيجة للإصابة بمشكلات جلدية وسطحية، أو نتيجة الإصابة بمرض الإكزيما أو الفطريات، أو بسبب التعرض مباشرة لأشعة الشمس، أو نتيجة لتلف خلايا الجلد بعد تعرضها لبعض المواد الكيميائية، أو الإصابة بالالتهابات الجلدية والتي تؤدي للإصابة بأمراض جلدية مثل النخالية البيضاء، فتظهر بقع بيضاء وآثار حكة على سطح الجلد.
وقد يكون ظهور البقع البيضاء على الجسم نتيجة الإصابة بالدخنيات، وهي حالة يسببها حبس الطبقات السطحية الموجودة أسفل الجلد لبروتينات الجلد، فتظهر بثور بيضاء معبأة بسوائل، تنتشر عشوائيًا على الجسم.
ومن العوامل المؤدية لظهور البقع البيضاء على الجسم الإصابة بالنخالة المبرقشة، وهي ناتجة عن الإصابة بعدوى فطرية، تؤدي إلى ظهور بقع بيضاء جافة، وتجعل المريض يشعر بالرغبة في الحكة.
وهناك أسباب أخرى تؤدي إلى ظهور البقع البيضاء على الجلد مثل إهمال نظافة البشرة، الإكثار من تناول الوجبات السريعة، الإجهاد والتوتر، التعرض للمبيدات الحشرية، استخدام المضادات الحيوية بإفراط، التعرق الشديد.
البهاق
هو عبارة عن مرض جلدي مزمن يحدث نتيجة اضطراب وخلل الجهاز المناعي في الجسم، مما يؤثر سلبًا على الخلايا الصبغية التي تقع في أنسجة الجلد، والتي تتعرض لهجوم من الجهاز المناعي، فتظهر بقع بيضاء في عدة أماكن بالجسم.
بقع بيضاء في الجلد نقص فيتامين
يُعد ظهور البقع البيضاء على الجلد، من العلامات الدالة على نقص فيتامين ب 12.
حيث ينتج عن نقص هذا الفيتامين في الجسم انخفاض مستوى الميلانين، وهو ما يؤدي إلى ظهور تلك البقع في مناطق عديدة على الجسم، وعلى الأخص الساعد.
شكل ومكان البقع البيضاء والبهاق
يمكن التمييز بين البقع البيضاء التي تظهر على الجلد وبين مرض البهاق من خلال ملاحظة الاختلافات التالية:
البقع البيضاء: تتميز البقع البيضاء بعدم توحيد لونها، فبعضها يبدو أبيض تمامًا، والبعض الآخر لونها داكن أو أحمر، وتظهر تلك البقع على الوجه في أغلب الحالات.
البهاق: تتميز بقع مرض البهاق بلونها الباهت في بداية الإصابة، ثم يذهب هذا البهتان بالتدريج، وتصبح تلك البقع بيضاء تمامًا، وتظهر بقع البهاق على الوجه واليدين والذراعين، ومناطق العديدة من الجسم.
أعراض البقع البيضاء والبهاق
هناك اختلافات بسيطة بين الأعراض المرافقة لظهور البقع البيضاء والبهاق، وذلك على النحو التالي:
أعراض البقع البيضاء
يصاحب ظهور البقع البيضاء على الجلد شعورًا بالألم، بالإضافة إلى الحكة والاحمرار.
تؤدي الأمراض التي سببت في ظهور البقع البيضاء في الجسم إلى ظهور بقع أخرى في الجسم ولكن لونها يختلف عن لون البقع البيضاء.
في حال علاج الأسباب التي أدت إلى ظهور البقع البيضاء، فقد تختفي نهائيًا ويمكن ألا تعاود الظهور مرة أخرى.
أعراض مرض البهاق
تظهر البقع الناتجة عن الإصابة بمرض البهاق على هيئة بقع بيضاء ذات حواف حادة.
لا يصاحب مرض البهاق الشعور بأي ألم.
يتكرر ظهور بقع البهاق البيضاء على المناطق التي أُصيب فيها الجلد سابقًا، مثل الحروق التي سببها التعرض لأشعة الشمس فترة طويلة، أو الحروق التي سببها التعرض لمصدر حراري.
تظهر أعراض البهاق بوضوح عند التعرض لضغوط نفسية شديدة تحفز ظهور تلك البقع.
الغالبية العظمى من حالات الإصابة بمرض البهاق، تبدأ أعراضها ببقع جلدية صغيرة ثم تنتشر على مختلف مناطق الجسم بالتدريج، وقد تصل إلى الشعر فيتغير لونه ويتحول إلى الأبيض، وقد يصل إلى العينين فيتغير لون بعض أجزائها.
لا يوجد علاج نهائي لمرض البهاق، وبالتالي يمكن أن تظهر تلك الأعراض مرة أخرى، وقد لا تختفي من الجسم نهائيًا.
تشخيص البقع البيضاء ومرض البهاق
هناك بعض الإجراءات التي يقوم بها الطبيب المعالج عند ظهور بقع بيضاء في الجلد، بعد فحص المريض سريريًا ومعرفة التاريخ المرضي للمريض، ومن الفحوص الأخرى التي يلجأ إليها الطبيب لتشخيص الحالة ما يلي:
معرفة بعض المعلومات من المريض مثل تاريخ ظهور البقع وأماكن انتشارها في الجسم بالبداية ومدى انتشارها في بقية مناطق الجسم، إلى جانب الأسئلة التي يوجهها الطبيب للمريض حول الأمراض الأخرى التي يعاني منها المريض، والتي قد تكون من عوامل ظهور البقع البيضاء أو الإصابة بمرض البهاق.
فحص المريض سريريًا، حيث يفحص الطبيب الجسم بالكامل بالعين المجردة، للتأكد من مدى إصابة المريض بالبهاق من عدمه، عن طريق تحديد نوعه ومدى انتشاره بالجسم، وإذا كان لون جلد المصاب قريبًا بشدة من لون البقع البيضاء التي ظهرت على جلده؛ ففي هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى أنواع معينة من الأشعة في فحص الجلد.
يوصي الطبيب المريض بإجراء بعض الفحوص لمعرفة مدى معاناة الجهاز المناعي بالجسم من مشكلات مثل إجراء بعض تحاليل الدم والحصول على عينات من جلد المريض لتحليلها ودراسة الخلايا الصبغية لمعرفة الأمراض التي تؤثر على عملها، وما إذا كان المريض مصابًا بالبهاق الذي يخفي تلك الخلايا بشكل تام.
علاج البقع البيضاء في الجسم
يتوقف علاج البقع البيضاء في الجسم على تحديد سبب ظهورها، وذلك على النحو التالي:
علاج نقص الميلانين: وذلك من خلال أكثر من وسيلة وهي:
حماية البشرة من أشعة الشمس.
استخدام العلاج بالتبريد أو التقشير الكيميائي أو الليزر.
استخدام الأدوية الموضعية مثل التاكروليموس أو كريمات الستيرويد.
علاج النخالية المبرقشة: وذلك من خلال الأدوية المضادة للفطريات التي تؤخذ عن طريق الفم، الكريمات الموضعية، الشامبو أو الصابون.
علاج النخالية البيضاء: يصف الطبيب لمرضى النخالية الببضاء في حالاتها الشديدة أكثر من علاج وهم:
الكريمات الموضعية مثل كريم الهيدروكورتيزون، أو البيميكروليموس.
الكريمات التي تساعد على الترطيب.
الابتعاد عن استخدام الصابون الذي يدخل في تركيبته مواد تخربش الجلد.
علاج الدخنيات: ففي هذه الحالة يوصي الطبيب المريض باستخدام كريم الريتينويد.
علاج البهاق
لم يتوصل الأطباء إلى أدوية تقضي على مرض البهاق نهائيًا، نظرًا لأنه من الأمراض المزمنة، ولكن هناك بعض الأدوية والوسائل العلاجية التي تعمل على استعادة لون الجلد الطبيعي، ومنها ما يلي:
استخدام العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية.
اسخدام الكريمات الموضعية مثل كريم البيميكروليموس أو كريم الهيدروكورتيزون.
الإجراء الجراحي لإزالة الطبقات السطحية في الأماكن المصابة.
تبييض الجلد الذي يحيط بالبقع البيضاء.
الوقاية من البهاق والبقع البيضاء
هناك بعض التعليمات الواجب اتباعها للوقاية من الإصابة بمرض البهاق أو من ظهور البقع البيضاء على الجسم:
لا بد من المداومة على تنظيف البشرة بشكل يومي، حتى تقل الفطريات التي تتجمع على سطح الجلد، على أن يتم استخدام الصابون أو الغسول الذي يصفه الطبيب والذي يناسب نوع البشرة.
الابتعاد عن كل ما يسبب الضغط النفسي والعصبي، واللجوء إلى مختصين للخضوع لجلسات تخفيف الضغوط النفسية.
عدم استخدام المستحضرات وأنواع الصابون التي تهيج البشرة أو تتسبب في إصابتها بالجفاف.
في بعض الأحيان، يوصي الأطباء المرضى بالتقليل من كميات الملح الموضوعة في الطعام، والإكثار من الأطعمة التي تحتوي على عنصر الحديد.
حماية جلد البشرة من أشعة الشمس الضارة، وذلك بوضع واقي الشمس على الأماكن المكشوفة قبل الخروج صباحًا.
ارتداء القفازات خلال استخدام المواد الكيميائية لحماية البشرة منها.