يعتبر ألم الرقبة أحد أكثر الأسباب انتشارا، والألم الأكثر انتشاراً والذي يؤدي بالزيارات إلى مراكز الرعاية الصحية، ذلك بالإضافة إلى ألم والظهر، ويحدث ذلك الألم في أغلب الأحيان بسبب وجود مشاكل في الجهاز العضلي الهيكلي، أو المعروف باسم العمود الفقري، والعضلات والأنسجة المحيطة به، وقد يقتصر تأثير بعض تلك الاضطرابات على ألم الرقبة فقط، ويمكن لبعض الاضطرابات الأخرى أن تتسبب في ألم في منطقة والظهر والرقبة، وينتج ألم الرقبة في بعض الأحيان من التهاب السحايا.
بسبب ما تحتوي عليه الرقبة من مرونة، ذلك قد يجعلها عرضة للاهتراء والإصابات الخاصة بالتمطيط المفرط للأنسجة في تلك المنطقة، وكون أن العنق له وظيفة أساسية وهي الحفاظ على رفع الرأس، مما يعني أن وضعية الرأس السيئة تجعل من وظيفة العنق في حمل الرأس في ذاتها أكثر صعوبة.
تعتبر آلام الرقبة مثل آلام الظهر واحدة من الحالات المنتشرة، والتي يزيد انتشارها كلما زن سن الشخص.
يطلق على جزء العمود الفقري الموجود في الرقبة باسم “الشوكة العنقية”، وهي منطقة تتكون من 7 فقرات مفصولة أقراص، وتلك الأقراص مصنوعة من مادة كالهلام، والغضاريف.
تحتوي الشوكة العنقية على على الحبل النخاعي، وعلى امتداد الحبل النخاعي تظهر الأعصاب النخاعية، وذلك عن طريق الفراغات بين الفقرات، والتي تتصل بالأعصاب في كل أنحاء الجسم، ويطلق على جزء الأعصاب النخاعية القريب من الحبل النخاعي اسم “جذور الأعصاب” وتقوم العضلات والأربطة الموجودة في الرقبة بدعم الشوكة الرقبية.
قد ينتج ألم الرقبة بسبب ضرر حاصل في العظام أو العضلات أو الأٌقراص أو حتى الأربطة الموجودة في تلك المنطقة، كما قد يكون السبب في ذلك الألم وجود ضرر في الأعصاب أو الحبل الشوكي، وينتج عنه انضغاط في جذر العصب النخاعي عند إصابة العمود الفقري، الأمر الذي ينتج عنه الشعور بالألم، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى الشعور بالضعف والوخز في الذراع، وقد تصل الحالة إلى وجود ضعف ووخز في كل الأطراف.
أسباب الشعور بألم الرقبة والظهر
يمكن أن تتسبب أغلب الأسباب التي تعمل على حدوث ألم في منطقة والظهر على الشعور أيضاً بألم الرقبة، وتلك الأسباب في أغلبها ترجع إلى مشكلة في العمود الفقري أو الأنسجة التي تدعمه، أو حتى على كليهما معاً، ومن بين الأسباب الشائعة وراء.
الألم العضلي الليفي.
إصابات العضلات والأربطة.
وجود تمزق أو فتق في احد الأقراص.
تضييق شوكي رقبي.
إصابة المريض بداء الفقار الرقبي.
تمزق في بطانة أحد شرايين الرقبة (تسلخ).
التهاب السحايا.
ورم نخاعي أو عدوى نخاعية.
نوبة قلبية أو ذبحة صدرية.
وجود التهاب في المفاصل.
الضغط التشنجي واحد من الأسباب الأقل شيوعاً، ولكنه ليس على نفس الدرجة للخطورة مثل بعض الأسباب الأخرى، وهو تشنج شديد في عضلة الرقبة، وتؤدي إلى جعل الرأس مائلة.
الإصابة بالتشنجات العضلية، وهي الحالات الأكثر انتشاراً مسببة للألم في الرقبة والظهر، ويمكن أن تحدث تلك المشكلة من تلقاء نفسها، أو حتى بعد التعرض لإصابة، حتى وإن كانت الإصابة في تلك المنطقة إصابة طفيفة.
إجهاد العضلات، بسبب الجلوس لفترات طويلة بشكل غير سليم بحكم استخدام الكمبيوتر أو الهاتف، وقد يحدث ذلك الإجهاد نتيجة القرارة في السرير، أو بسبب صرير الأسنان.
وجود تمزق في المفاصل، فقد تتمزق مفاصل العنق مع التقدم في السن، مثلها مثل المفاصل الأخرى الموجودة في الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى تلف الغضاريف الموجودة بين الفقرات، مما يتسبب في حدوث نتوءات عظمية تؤثر في حركة المفاصل.
متى يجب مراجعة الطبيب
توجد بعض الأعراض التي من المتوقع أن تصاحب الشعور بالألم في الرقبة والظهر، والتي لا تحتاج مراجعة الطبيب في أغلب الأحيان، ولكن تتطلب الاهتمام بالصحة العامة ومحاولة توفير الفرصة الكافية لراحة الأنسجة والغضاريف في منطقة الظهر، ولكن يفضل في كل الحالات مراجعة الطبيب حتى لا تكون تلك الأعراض مرتبطة بمشكلة يمكن أن تتفاقم مع إهمالها، ومن بين تلك الأعراض ما يلي.
ألم بسيط تزيد شدته مع الإجهاد.
التعرق المفاجئ أو وجود صعوبة في التنفس.
الشعور بالانزعاج في منطقة الصدر.
الخمول أو التخليط الدهني.
الإحساس بالصداع.
التعرق الليلي.
الإصابة بالحمى.
كما توجد بعض الأعراض التحذيرية والتي يجب عندها القيام بزيارة سريعة إلى الطبيب ومراجعته وعرض الأمر عليه حتى لا يزداد سوءاً، ومن بين تلك الأعراض ما يلي.
الشعور بصعوبة أو بألم عند عملية البلع.
إذا كان المريض يعاني من ألم شديد، وعلى وجه الخصوص إذا كان الألم لم يتأثر حتى بعد استخدام أدوية مضادة للالتهاب.
كيفية علاج ألم الرقبة والظهر
توجد العديد من الطرق التي تساعد على علاج حالات الشعور بألم الرقبة والظهر، ومن بينها ما يلي.
استخدام الأدوية المسكنة
في أغلب الأحيان يتسبب التشنج العضلي أو الإصابة العضلية الهيكلية في ظهور ألم الرقبة والظهر، ويكون في تلك الحالات استعمال المسكنات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية هو كل ما يحتاجه المصاب لتخفيف الألم، وفي أغلب الأحيان ما تزول الأعراض بشكل كامل، وفي حالة إذا كان الالتهاب لا يتسبب في حدوث الألم فيمكن استخدام الأسيتامينوفين، وذلك كونه أكثر أماناً من مضادات الالتهاب الغير الستيروديدة.
في بعض الحالات قد يقوم الطبيب بوصف بعض المسكنات الأفيونية، ولكن يجب الحرص عند استخدامها على أن استعمالها يكون لمدة قصيرة، كونها قد تعمل على زيادة الحساسية للألم وتتسبب في آثار جانبية مع الاستمرار في تناول مثل تلك الأدوية لفترات طويلة، والتي من بينها الإمساك والنعاس وحتى اضطرابات تعاطي.
تطبيق الحرارة أو البرودة على المنطقة المؤلمة
ذلك التطبيق يعني استخدام الطرق التقليدية لخفض حرارة او رفع حرارة المنطقة محل الألم سواء كان ذلك عن طريق استخدام الكمادات أو أي من الطرق الأخرى للتدفئة أو التبريد.
تعديل الأنشطة
تجنب الأنشطة التي تزيد من الإحساس بالألم مثل الجلوس بشكل خاطئ لفترات زمنية طويلة، وعلى وجه الخصوص عند القيام باستخدام جهاز الكمبيوتر أو أي من الأجهزة الإلكترونية الأخرى، كما يجب الالتزام بوضعيات جيدة عن القيام باستخدام مثل تلك الأجهزة، كما في بعض الأحيان يتم تعليم المصابين بمثل هذا الألم بعض الطرق الوضعيات الصحيحة للوقوف والجلوس دون زيادة العبء على الفقرات، كيفية استخدام الوسائد بطريقة مناسبة عند النوم بالشكل الذي يضمن تخفيف العبء عن العمود الفقري.
كما يمكن استخدام بعض الدعامات الخارجية التي تساعد على استقامة العمود الفقري والعنق.
كما يمكن ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بحسب تحمل المريض أو حتى استخدام التدليك للمنطقة المصابة.
كيف يمكن الوقاية من ألم الرقبة والظهر
ترتبط معظم آلام الرقبة والظهر بوجعية الجسم نفسه، وعلى وجه الخصوص في حالة التزام الجسم بوضعية سيئة التي تساعد على تآكل وتمزق الأربطة والغضاريف مع العمر، وحتى تتمكن من حماية نفسك من تلك الآلام حاول أن تحافظ على وضعية جسدك الصحيحة بحيث تتوسط رأسك العمود الفقري، بالإضافة إلى أن بعض التغييرات البسيطة في حياتك اليومية، والتي قد تكون أكثر فائدة من البحث عن طريق العلاج عند الإصابة به، وعندما تقوم بتحديد وضعية للجلوس فإليك بعض النصائح التي تساعدك على تحديد الوضعية الصحيحة للجلوس، وهي كما يلي.
عليك أن تكون متأكداً من أن كتفيك في خط مستقيم مع الوركين، وأن أذنيك وضعيتهما فوق كتفيك مباشرة.
حاول أخذ فترات استراحة متكررة، في حالة السفر أو العمل على جهاز الكمبيوتر الخاص بك لفترات زمنية طويلة، فحاول أن تنهض وتتحرك في الجوار، تقوم بتمديد رقبتك وكتفيك باستمرار.
قم بضبط مكتبك وكرسيك وجهاز الكمبيوتر الخاص على أن يتكون الشاشة في مستوى العين، وعلى أن تكون الركبتان منخفضتين قليلاً عن الوركين، وكما يمكنك استخدام مسند للذراعين على الكرسي.
حاول الابتعاد عن وضع الهاتف بين أذنك وكتفك عندما تتحدث، إنما حاول وضع سماعة رأس أو حتى مكبر صوت بدلاً من ذلك.
في حالة إذا كنت من المدخنين فعليك الإقلاع عن التدخين، فالتدخين في ذاته قد يتسبب في الإصابة بآلام الرأس والظهر.
حاول الابتعاد عن حمل الحقائب الثقيلة عن طريق أربطة فوق الكتف، ولكن في حالة الضرورة حاول أن تقوم بحملها بشكل متساوي مع الكتفين مع الحفاظ على استقامة العمود الفقري والظهر.
استخدام وضعية صحية للنوم، والابتعاد عن النوم على البطن تماماً.