يتساءل الكثير عن هل الكورونا تصيب الشخص مرتين فذلك يعد من أبرز الأسئلة الشائعة والذي سنجيبكم عليه من خلال موسوعة، فقد ازدادت المخاوف لدى المصابين بهذا المرض من قبل على مستوى العالم عقب انتشار أخبار تفيد بإصابة عدد من الحالات بالفيروس للمرة الثانية، ففي اليابان من قبل أظهرت نتائج الفحص بإصابة سيدة بالفيروس للمرة الثانية، وفي أغسطس الماضي تم رصد أول حالة إصابة بالفيروس للمرة الثانية في هونج كونج، وقد أعلن وزير الصحة البريطاني أيضًا منذ عدة أيام عن رصد الحالة الأولى للإصابة بالمرة الثانية بالفيروس.
وتشير الإحصائيات الرسمية أن إجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا على مستوى العالم بلغ نحو أكثر من 29 مليون إصابة حتى الآن، وقد بلغ عدد من تماثلوا الشفاء أكثر من 21 مليون حالة، أما عن عدد الوفيات فقد تخطت 900 ألف وفاة، وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية الصدارة في قائمة أكثر الدول إصابة بهذا الفيروس بعدد يتخطى 6 مليون حالة إصابة.
من المعروف أن الإصابة العدوى الفيروسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا تعزز من قوة مناعة الجسم عقب الإصابة بها، ولأن فيروس كورونا يندرج ضمن قائمة الأمراض الفيروسية فقد توقع المصابون عقب تماثل الشفاء أن ذلك سيمنحهم التحصين من الإصابة به مرة أخرى، ولكن ازدادت المخاوف إزاء الأخبار المنتشرة في الفترة الماضية حول رصد عدد من الإصابات للمرة الثانية، وردًا على هذا السؤال نعرض لك رد العلماء عليه فيما يلي:
أشار جون كوهين أستاذ الأمراض المعدية بكلية برايتون البريطانية أنه من المحتمل الإصابة بفيروس كورونا مرة أخرى ولكن قد يحدث ذلك على نحو نادر، وذلك لأن الإصابة بالأمراض الفيروسية تمنح التحصين ضد الإصابة بها مرة أخرى، ولكن لا يمكن الجزم بالإصابة بالمرض مرة أخرى نظرًا لعدم توافر اختبارات للأجسام المضادة، وفد اتفق معه المستشار العلمي البريطاني فالانس في أن الإصابة بالفيروس مرة أخرى أمر نادر.
وذكر أحد الباحثين أيضًا في معهد كارلوس الثالث الإسباني وهو إيزادورو مارتينيز أنه من الممكن أن تعود الإصابة من جديد للمصابين به من قبل في حالة عدم استقرار قوة جهاز المناعة، ولكن ذلك يحدث في حالات نادرة نظرًا للتشابه بين فيرس كورونا مع الإنفلونزا في التحصين من الإصابة به عقب تماثل الشفاء، وقد فسر هذه الحالة على أن العدوى تشتد في ظهورها، وذلك يحدث بالتحديد عند قرب تماثل الشفاء منه.
وردًا على السؤال المطروح ذكر مارك هاريس أستاذ علم الفيروسات في جامعة ليدز البريطانية أن الإصابة بفيروس كورونا مرة أخرى أمر غير مؤكد ولكنه وارد حدوثه وفقًا للدراسات والأبحاث العلمية التي تم إجرائها على حيوانات مثل الخفافيش والتي أظهرت الإصابة بالفيروس مرة أخرى.
أشار أخصائي الفيروسات في المعهد الأسباني لويس إنجوانيس أنه تم رصد العديد من الحالات التي أصيبت بالفيروس للمرة الثانية، حيث بلغ إجمالي الحالات نحو 14%، ولكن يعتقد لويس أن ذلك لا يعد إصابة ثانية بالفيروس بل عدم استقرار الحالة حيث تظهر الأعراض مرة أخرى بعد أن تختفي بالتدريج وهذه الحالة يُطلق عليها “ارتجاع”.
وأضاف إنجوانيس أن خلايا فيروسات كورونا تظل في الجسم لمدة تزيد عن 90 يوم والتي يمكنها أن تنشط مرة أخرى إذا ضعفت قوة الجهاز المناعي عقب الإصابة بالفيروس وفقد قدرته على مهاجمة الخلايا، فعلى الرغم من أن الفيروس يعزز مناعة الجسم إلا أنه قوة المناعة لا تكون كافية في بعض الأحيان لمكافحة خلايا الفيروس.
كما ذكرت اللجنة السريرية المركزية لمكافحة الأمراض في كوريا الجنوبية أن تفسير الإصابة مرة أخرى بالفيروس يكمن في وجود بقايا من خلايا الفيروس لازالت موجودة حتى بعد التعافي وهذا يعني إمكانية الإصابة بالعدوى.
مراجع