يُعرف كسل الغدة الدرقية Hypothyroidism على أنه عدم القدرة على إفراز الكميات الكافية من هرمون الغدة الدرقية (هرمون الثيروكسين Thyroxine Hormone) اللازم للقيام بجميع عمليات الأيض والتمثيل والنمو وغيرها من العمليات الحيوية بالجسم، لذا من خلال موسوعة سنتعرف على أسباب وأعراض خمول الغدة الدرقية وكيفية علاجها.
هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية نهائيا
من الجدير بالذكر أنه لا يُمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية بشكل كامل، حيث يضطر المريض عادةً إلى الاعتماد على المصدر الهرموني الخارجي من أجل تعويض النقص الحادث، وجراء ذلك تتفاوت جرعة الهرمون المُتحصّل عليها من قبل مريض كسل الغدة الدرقية فتتغير الجرعات تارةً بالزيادة وأخرى بالنُقصان للحفاظ على النسب الطبيعية المستقرة للهرمون.
على الرغم من ذلك يوجد استثناء للشفاء التام من كسل الغدة الدرقية في حالة ما إذا كان خمول الغدة الدرقية ناتجًا عن النقص المؤقت للهرمون عقب الحمل والولادة، وبالمثل بالنسبة لتلك الحالات التي يكون فيها تناقص الهرمون مؤقتًا نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية Viral Thyroiditis وبعلاج أي من تلك الحالتين تعود الغدة لنشاطها مرة أخرى ويتم الشفاء من كسل الغدة بشكل نهائي.
تشخيص خمول الغدة الدرقية
كلما كان تشخيص قصور الغدة الدرقية مُبكرًا كلما أدى ذلك إلى تسريع الشفاء النهائي والحد من الأعراض قدر الإمكان لحماية المريض من تفاقم المُضاعفات المحتملة لكسل الغدة، وعليها يخضع المريض لتشخيص كسل الغدة الدرقية كما يلي:
يتم خضوع المريض لمجموعة من الإجراءات الطبية بعيادة أي من الأطباء المُتخصصين.
قد يطلب الطبيب بعض صور الأشعة والتحاليل وغيرها من فحوصات الدم المختلفة من أجل التشخيص السليم لقصور الغدة الدرقية.
معرفة التاريخ الطبي للمريض بكامل التفاصيل لمعرفة ما إذا كان مُصاب بأي من الأمراض المُزمنة أو الوراثية وغيرها من الأمراض ذات الصلة بخمول الغدة الدرقية.
كما يتم التشخيص عبر الفحوصات الأكثر تخصصًا لنسب ومستويات هرمونات الغدة الدرقية.
مُلاحظة الأعراض والعلامات الظاهرة على المريض والتي منها يستدل على الخمول مع نقص الإفرازات الطبيعية لهرمون الغدة الدرقية.
علاج عدم نشاط الغدة الدرقية
تختلف الإجابة عن سؤال كم يستغرق علاج خمول الغدة الدرقية باختلاف الحالة المريض والتشخيص المتحصّل عليه من قبل الطبيب، وعليها يتمثل علاج قصور الغدة الدرقية في مجموعة العلاجات الآتية:
1- العلاج الدوائي
لا يتم التطرق لأخذ أي من الأدوية من دون الرجوع إلى الطبيب المُعالج والذي يعمل وفقًا للتشخيصات السليمة على:
تحديد أنسب نوع من أدوية علاج خمول الغدة الدرقية، والتي تتمثل آلية عملها في تعويض نقص الهرمونات التي لم تعد الغدة الدرقية قادرة على إفرازها بالشكل الطبيعي لها.
من اللازم الالتزام بالجرعات الموصى بها من الأدوية وعدم زيادتها أو تقليلها من دون الرجوع إلى الطبيب وعقب الفحوصات اللازمة.
كما وجب الحرص على موعد وطريقة أخذ الدواء إذ تُوصف أغلب أدوية قصور الغدة في الصباح الباكر قبل تناول الإفطار.
يتم تعديل الجرعات من حين إلى آخر إلى حين الوصول لأنسب جرعة لمُوازنة النقص الهرموني الحادث لذا تختلف الإجابة كذلك عن سؤال متى أوقف علاج الغدة الدرقية من حالة لأخرى وفقًا لعلامات الشفاء من الغدة الدرقية الظاهرة.
2- النظام الغذائي
يعمل النظام الغذائي بمثابة علاج الغدة الدرقية في المنزل لما له من تأثيرات جمة على تحسين حالة المريض الصحية على أن يتم العمل وفقًا للآتي:
الابتعاد قدر الإمكان على أي من الأغذية الحاوية على اليود أو مكملاته وذلك من قبل المرضى المُصابون في الأساس بمرض هاشيموتو.
الإقلال قدر المُستطاع من الأدوية الحاوية على أي من منتجات فول الصويا لإمكانية تأثيرها البالغ على آلية امتصاص أدوية قصور الغدة الدرقية.
كما وجب العمل على تعزيز النظام الغذائي بالبروتينات الصحية والخضراوات والفواكه وأنواع البقوليات المفيدة.
ألا يتم تناول أقراص علاج الغدة الدرقية قبل أو بعد ساعة من الحصول على وجبة غذائية متكاملة غنية بالألياف لاحتمالية إعاقة امتصاص الأدوية.
3- مكملات اليود
في بعض الحالات يتم اللجوء إلى مكملات اليود وخاصةً إذا كان السبب الجوهري للإصابة بخمول الغدة ناتجًا عن نقص نسبة اليود في الجسم، على أن يتم أخذ مكملات اليود تحت إشراف الطبيب بشكل مُنظم وبجرعات مُحددة بدقة.
بمعرفة هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية نهائيا يُمكن الانتقال لتسليط الضوء على أبرز مُسببات خمول الغدة الدرقية بما يُمكن من اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإصابة بنقص هرمون الغدة الدرقية، حيث تتمثل أسباب خمول الغدة الدرقية فيما يلي:
تعاطي الشخص لبعض أنواع الأدوية والعلاجات المؤدية إلى عدم نشاط الغدة الدرقية وخاصةً الأدوية الحاوية على اليود، وتلك المُستخدمة في علاج أمراض القلب أو التهاب الكبد الوبائي.
في حال ما إذا كان الشخص يُعاني من أي من الأمراض والاضطرابات النفسية حيث تتسبب أغلب العلاجات في كسل الغدة الدرقية وخاصةً مُضادات الاكتئاب والقلق وغيرها.
اللجوء إلى أي من العلاجات الإشعاعية وخاصةً تلك المُستخدمة في علاج السرطانات مثل سرطان الغدد اليمفاوية وما إلى ذلك.
الإصابة بأي من الأمراض المناعية التي يتسبب عنها مُهاجمة خلايا الجهاز المناعي للغدة الدرقية بشكل مستمر يتسبب بضعفها وإصابتها بالخمول والكسل، ومن أكثر تلك الأمراض شيوعًا “مرض هاشيموتو” الوراثي.
ضعف جهاز المناعة بشكل عام يُسبب مشكلات ذات صلة أيضًا بأمراض الغدة الدرقية.
حدوث أي من المشكلات المُتحملة أثناء الولادة كحالات العيب الخلقي التي تُولد بها الأطفال مع ضعف الغدة الدرقية والخلل الحادث في إفراز الهرمونات الخاصة بها.
في حال تواجد مُشكلات خطيرة بالغدة الدرقية قادت الأطباء نهايةً إلى استئصالها وإزالتها بالكامل من الجسم.
كما يُمكن أن تقود مشكلات واضطرابات الغدة النخامية إلى الإصابة بخمول وكسل بالغدة الدرقية.
هناك العديد من الأسباب غير الشائعة الأخرى مثل نقص نسبة اليود في الجسم عن النسب الطبيعية لها.
أعراض خمول الغدة الدرقية
على الرغم من اختلاف مُسببات خمول الغدة الدرقية كما سبق الإشارة إلا أن أغلب الأعراض لتلك الحالة المرضية تكون واحدة، وذلك مع اختلاف شدة الأعراض من حالة إلى أخرى وفقًا لدرجات خمول الغدة الدرقية وغيرها من العوامل، ومن العلامات الشائعة لخمول الغدة الدرقية نذكر الأعراض الآتية:
الشعور بالاكتئاب مع التقلبات المزاجية المُتفاقمة.
حدوث اضطرابات بالجهاز الدوري بما يؤدي عادةً إلى بطء نبض القلب.
الاحساس الدائم بجفاف الجلد الذي قد يُصاحبه تورم الوجه.
الزيادة غير الطبيعية في الوزن، مع الصعوبة المُحتملة في إنقاص الوزن على الرغم من اتباع الحميات الغذائية الصحية ويرجع ذلك إلى انخفاض معدل الحرق بشكل كبير.
الاحساس الدائم والمُتزايد بالتعب والإجهاد الشديد Fatigue بمجرد القيام بأي نشاط لا يستعدي ذلك.
زيادة معدل تساقط الشعر وترققه بشكل ملحوظ.
كما سيشعر المُتزوجين ببدء حدوث مشكلات بشأن الإنجاب والخصوبة نتيجة لما يُسببه خمول الغدة الدرقية من التناقص الشديد في الرغبة الجنسية أو فقدانها تمامًا في أغلب الحالات.
حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية والتي عادةً ما تكون غير مُنتظمة وأكثر غزارة.
من أكثر العلامات المميزة لكسل الغدة الدرقية تتمثل في عدم القدرة على تحّمل البرودة، وذلك على عكس المُصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية.
الألم الشديد والمزمن بجميع عضلات ومفاصيل الجسم، والذي قد يترافق مع الشعور بالتنميل والخدر باليدين.
قد تظهر بعض الاضطرابات الهضمية حيث يُعاني مرضى قصور الغدة الدرقية من الإمساك أغلب الوقت.
مضاعفات قصور الغدة الدرقية
أغلب أعراض خمول الغدة الدرقية تكون مُحتملة بعض الشيء إلا أنه في بعض الحالات قد تتفاقم تلك الأعراض مُظهرة حدوث مُضاعفات خطيرة، وخاصةً عند إهمالها والعزوف عن العلاجات الضرورة مما قد يؤدي إلى ظهور مضاعفات كسل الغدة الدرقية الآتية:
الاستمرار المُتزايد في أعراض ترقق الشعر الذي يمتد إلى الحاجبين وفروة الرأس بالكامل.
الإصابة بفقر الدم الأنيميا Anemia والتي تتراوح شدتها من حالة مرضية لأخرى.
تأثيرات بالغة على حاسة السمع قد تؤدي نهايةً إلى فقدان تام لها.
بدء ظهور بحّة في الصوت.
تفاقم اضطربات الجهاز الدوري إلى درجة حدوث تضخم بعضلة القلب أو الفشل التام له.
كما قد تمتد المُضاعفات إلى تراكم السوائل واحتباسها حول الرئتين وعندها تكون الإجابة واضحة عن السؤال الشائع “هل خمول الغدة الدرقية مرض خطير”.