نتطرق من خلال موسوعة إلى الحديث عن علاج فقدان حاسة الشم والتذوق إذ يتم تعريف حاسة الشم على أنها نظام استشعار كيميائي، حيث يتم من خلالها تمييز اكثر من مليون رائحة مختلفة عن طريق جيوب الشم الموجودة على سطح التجويف الأنفي، بينما تنتهي تلك الجيوب عند العصب الحسي الذي قوم بضبط الكثير من الروائح في الجسم، من ثم تقوم بإرسال بيانات هذه الروائح للدماغ للتعرف عليها.
أما حاسة التذوق فتلتحق بالجهاز الهضمي فالتذوق إحساس ينتج من خلال تفاعل مادة كيميائية داخل الفم مع خلايا استقبال التذوق الموجودة فوق براعم التذوق داخل تجويف الفم.
تغطي ألاف الحليمات سطح اللسان، وبداخل كل حليمة مئات البراعم، فيما تشمل حاسة التذوق على 5 مذاقات أساسية هي: الحموضة والحلاوة والملوحة والمرارة، بالإضافة إلى الأومامي.
علاج فقدان حاسة الشم والتذوق
يصاب الإنسان بنزلات البرد مما ينتج عنها فقدان مؤقت لحاستي الشم والتذوق، حيث يضطر البعض لإضافة المزيد من الملح أو السكر للإحساس بمذاق الطعام أو المشروبات، يمكن تجنب تلك الأضرار عن طريق العديد من الطرق، نستعرضها فيما يلي:
العلاجات الدوائية: تستخدم مضادات الهيستامين في الحد من ألتهاب الانف التحسسي حيث يتم استعادة حاسة التذوق فور تحسن الحالة المصابة، بالإضافة إلى القطرات المستخدمة في علاج انسداد الانف لاسترداد حاسة الشم، فضلا عن احتمال نقص الزنك في الجسم الذي يتم علاجه عن طريق أقراص زنك بيكولينات، إذ أن العقاقير الطبية تعد افضل سبل علاج ضعف حاستي الشم والتذوق.
تنظيف الأنف: إذا كانت الحالة مصابة بحساسية فيتم تنظيف الانف بواسطة محلول ماء الملح، حيث يعمل على تنظيف الانف من الداخل واستعادة حاسة الشم، فضلا عن خطوات إعداد المحلول البسيطة إذ يتم غلي لتر من الماء وخلطه بملعقة صغيرة من الملح ويضاف اليهم ملعقة صغيرة من صودا الخبز.
مرطب الهواء: من الوارد انسداد نتيجة للزكام، مما يؤدي إلى فقدان حاسة الشم، ويتم استخدام مرطب الهواء ليساعد المريض على تقليل المخاط وعلاج الاحتقان الذي يصيب حاسة الشم ويضعفها.
الاقلاع عن التدخين: حيث يؤثر التدخين بصورة سلبية على حاسة التذوق، ومن الممكن أن يتم استرداد حاسة التذوق بعد الإقلاع عن التدخين لمدة يومين.
تنظيف الفم والأسنان: يتم الاعتناء بالفم والأسنان عن طريق مداومة استخدام الفرشاة والمعجون، حيث تؤثر نظافة الفم على اللثة فمن الممكن أن تصيبها بالتهابات تعيق عملية تمييز النكهات بالإضافة إلى تسوس الأسنان.
يفضل استشارة الطبيب من أجل تقديم العلاج اللازم للحالة، حيث يختلف نوع العلاج باختلاف درجة إصابة المريض.
أسباب فقدان حاسة الشم والتذوق
غالبا ما تؤثر حاسة الشم على حاسة التذوق، بينما يتم مضغ الطعام فتدخل جزيئات الرائحة إلى مؤخرة الفم، فتقوم براعم التذوق بالتقاط مذاق الطعام المتناول إذا حلوا أو مرا، فيما يلي نستعرض اهم أسباب فقدان حاسة الشم والتذوق:
نقص الفيتامين: تقوم بعض العلاجات الطبية بتقليل الفيتامينات الموجودة بالجسم مثلفيتامين A وB12 والتي تؤثر على مذاقي الشم والتذوق.
الأدوية الطبية: تؤثر المضادات الحيوية وأدوية ضغط الدم على حاسة التذوق، حيث تقوم بتغير مستقبلات التذوق أو تعيق وصول رسائل حاسة التذوق للمخ.
الإصابة ببعض الأمراض: يمكن لبعض الأمراض مثل السكري ومتلازمة كلاينفيلتر ومرض باغيت، فضلا عن مرض هنتغتون والتصلب المعدد أن يؤثروا على الإصابة بفقدان حاستي الشم والتذوق.
مرض السرطان: يتم استخدام بعض العلاجات الإشعاعية في أورام الرأس والرقبة، حيث تقوم تلك العلاجات بتغيير مسار الرسائل بين الفم والانف ومخ المصاب، كذا الطعم المعدني لبعض علاجات السرطان وتباين بعض روائح الطعام.
إصابة الرأس: قد ينتج عن إصابة الرأس تلف العصب الشمي الذي يقوم بنقل معلومات الرائحة من الانف إلى المخ، غالبا ما تعالج تلك الإصابات إلا في حالات قليلة، فقد تتم المعالجة بشكل جزئي ويستطيع المصاب شم وتذوق الروائح والأطعمة القوية.
أورام الانف: يصاب البعض بالحاجز المنحرف، حيث يقوم بتصغير احد الممرات الأنفية وجعلها اصغر من الأخرى، يتم استخدام البخاخات الأنفية لعلاج تلك الحالات.
التدخين: يقوم التبغ المدرج إلى جسم الإنسان بالقضاء على الخلايا التي تساعد مخ الإنسان على تمييز التذوق والروائح، إلى جانب مخاطر الإصابة بالسرطان.
الكيماويات: يؤثر شم الروائح الكيميائية مثل الكلور والفورمالديهايد على إصابة الخلايا المساعدة في نقل رسائل الانف إلى المخ.
التقدم في العمر: تضعف ألياف العصب الشمي في الانف مع تقدم العمر، مما يقلل من عدد براعم التذوق التي تحد من قدرة التذوق في الجسم.
تأثير كورونا على فقدان حاسة الشم والتذوق
يعتبر مرض كورونا احد أمراض سلالة الفيروسات الواسعة والتي تصيب الإنسان والحيوان، ومن المعروف أن بعض أنواع الكورونا تسبب العديد من الأضرار على جهاز التنفس في الجسم، كذلك يظهر تأثيره في فقدان حاسة التذوق، نستعرض فيما يلي ابرز تأثيرات كورونا على حاسة الشم والتذوق:
يعتبر فقدان حاسة الشم والتذوق اكثر الأعراض الملازمة لمرضى الكورونا، إلى جانب ارتفاع حرارة الجسم والإحساس الدائم بالصداع.
ينتج عن الإصابة بالمرض التهاب بالجهاز التنفسي العلوي، كذا أعاقة وصول الرائحة إلى العصب الموجود أعلي تجويف الانف والمسئول عن عملية الشم
عادة ما يتم الشفاء خلال أسابيع وترجع كل وظائف الجسم إلى عملها، إلا أن مؤخرا ظهرت نسبة 10% من المصابين تمتد معهم الأعراض إلى مدى طويل ومن تلك الأعراض تشوه الإحساس بالشم والتذوق.
يؤدي الأمر إلى خلل في الأنشطة الروتينية اليومية للمصاب، فلا يتثنى له الاستمتاع بتناول الطعام ولا يختلف طعم ونكهة الطعام بتغيير النوع.
مازالت العديد من الدول تجري التجارب من أجل الحصول على علاج للفيروس، حيث أن حتى هذه اللحظة لا توجد لقاحات لهذا المرض.
كيفية الوقاية من الإصابة بفيروس كوفيد 19
على الرغم من عدم أنتاح علاج حتى الآن إلا أن هناك العديد من الطرق التي تجنينا الإصابة بهذا المرض، نبرز في النقاط التالية اهم تلك الطرق الوقائية:
البقاء في المنزل: حيث يجب عدم مغادرة المنزل إلا للضرورة القصوى، بالإضافة إلى ممارسة التمارين في المنزل، بينما يتم ترك مسافة مترين على الأقل أثناء التعامل مع الآخرين، فضلا عن تجنب الزيارات المنزلية من الأهل والأصدقاء.
التباعد الاجتماعي: عن طريق الابتعاد عن التجمعات العامة والكبيرة وخاصة الموجودة بالمواصلات العامة، فضلا عن ترك مسافة لا تقل عن 2 متر أثناء التعامل مع الأشخاص المصابين بالعطس والسعال.
النظافة الشخصية: المداومة على النظافة الشخصية وخاصة نظافة اليدين، بينما يتم غسلها كل 1/2 دقيقة على الأقل، لا سيما بعد الرجوع للمنزل، بالإضافة إلى استخدام مطهر لليدين بعد التعامل مع الآخرين.
ضرورة ارتداء الكمامة: يلزم ارتدائها أثناء التعامل مع الأشخاص المجهولة، كذلك ارتدائها أثناء التعامل مع مصابي الفيروس، يفضل عدم ارتدائها إذا لم تقم بالتواصل مع المريض لتجنب الإصابة بأضرار في الجهاز التنفسي.
المطهرات الوقائية: تنظيف الأسطح باستخدام مطهر الكلور، حيث تقوم مادة هيبوكلوريت الصوديوم على الفيروسات والجراثيم والفطريات.
في ختام مقالنا نكون قد استعرضنا افضل علاجات فقدان حاسة الشم والتذوق، بالإضافة إلى اهم أسباب الإصابة بفقدان عمليتي الشم والتذوق، فضلا عن تأثير مرض كورونا المستجد على حاستي التذوق والفم.
يمكنك عزيزي القارئ الاطلاع على المزيد من خلال زيارة الموسوعة العربية الشاملة: