يعد ختان الذكور من الضروريات الدينية وفروض الطهارة التي يجب على الوالدين الالتزام بتخليص طفلهم من هذا الجلد الزائد في سن صغير، ولكن يكمن السؤال هنا في متى يتم ختان المولود الذكر في السنة؟ ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بعرض الأحكام المرتبطة بالختان.
يتمثل الختان في الاستئصال الجراحي للجلد الرقيق الأمامي الذي يغطي رأس العضو الذكري، والذي يسمى القلفة. وينتشر هذا الإجراء إلى حد ما بين المواليد الذكور في بعض مناطق العالم.
اتفق الفقهاء على جواز الختان، ولكنهم اختلفوا في وقت إجرائه. اعتقد الشافعية والحنابلة أن الختان ينبغي أن يتم بعد البلوغ، لأن الختان شرع للطهارة، والطهارة لا تجب قبل البلوغ. كما يفضل أن يتم الختان في سن مبكرة ما بين الصغر وسن التمييز، لأن ذلك يحقق البراءة والشفاء بسرعة.
وقد ذهب الشافعية إلى أن الختان يستحب في اليوم الأول أو السابع من الولادة، وذلك استناداً إلى حديث جابر الذي رواه عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن الأكثرية من أهل العلم يرون أن الوقت المناسب للختان هو اليوم السابع من الولادة.
وقد ذهب الحنابلة والمالكية في رواية أخرى إلى أن الختان ينبغي أن يتم ما بين السنة السابعة والعاشرة، وذلك استناداً إلى سن الصلاة.
أما الحنفية فذهبوا إلى أن الوقت المناسب للختان يقرر بالرأي. ويجدر الإشارة إلى أن الحنفية والمالكية والحنابلة يكرهون إجراء الختان في اليوم السابع من الولادة، لأن ذلك يشبه عادات اليهود.
سأل أحد المسلمين فضيلة الإمام ابن باز عن كيفية الختان الخاصة بالأولاد، وقد كان رد الشيخ كما يلي:
يعتبر الختان سنة مؤكدة، ويروي بعض أهل العلم أنه واجب على الرجال، وقد قال ابن عباس وجماعة من أهل العلم أن الختان من السنن الخمس المؤكدة، وهي الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وقلم الظفر، ونتف الإبط، وذلك استناداً إلى حديث النبي ﷺ: “الفطرة خمس”، ولذا فإن الختان من أكثر السنن تأكيداً.
يتم الختان بقطع القلفة التي تغطي رأس الذكر، حتى تظهر الحشفة التي تقع في طرف الذكر. وينبغي أن يتم الختان في حال الصغر، لأن ذلك يجعل العملية أسهل، ولا يجوز تأخيرها حتى يبلغ الشخص سن البلوغ.
وينبغي المبادرة بذلك قبل أن يبلغ، وكلما كان الختان في حال الصغر، سواء كان ذلك في حال الرضاع أو في اليوم السابع أو بعده، كلما كان الأمر أسهل.
ويعتبر الختان سنة مؤكدة في حق النساء أيضاً، إذا توفر الخاتنة المؤهلة لذلك. ولكن الختان في حق الرجال هو الأكثر أهمية، ولذلك يروي بعض أهل العلم أنه واجب في حق الرجال. ينبغي على أهل الإسلام الحرص على الحفاظ على هذه السنة المهمة.
في فترة ما بعد الختان التي تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، يكتفي الرضيع بالرضاعة كمهدئ للألم، بينما يحتاج الطفل الأكبر عمرًا إلى مسكنات للألم في الأيام الأولى بعد إجراء الختان، وذلك باستخدام مراهم موضعية كمسكن ومضاد للالتهاب بعد إجراء ختانه.
ويجب ملاحظة أن ختان الذكور هي عملية جراحية سهلة ولا تحتاج إلى فترة نقاهة طويلة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين، بينما تصبح العملية أكثر تعقيدًا بعد هذا العمر.
ترتبط عملية الختان بالمعتقدات الدينية والتقاليد التي تنتشر في بلادنا العربية وفي جميع أنحاء العالم، وتعد هذه العملية الجراحية الأكثر انتشارًا. ومع ذلك، يثار التساؤل حول التوقيت المثالي لإجراء الختان، وخاصة لدى الأمهات الجدد.
كما أثبت العلم الحديث الكثير من الفوائد المتعلقة بختان الذكور، وتتلخص فيم يلي:
يُفضل إجراء ختان الطفل في الأيام الأولى بعد ولادته، ولكن في بعض الحالات، يضطر الطبيب لتأجيل الختان. هذه الحالات تشمل صغر العضو الذكري للطفل بشكل ملحوظ، مرض الرضيع أو حاجته للبقاء في حضانة الرضع، ووجود تشوه في العضو الذكري يتطلب الانتظار لمعرفة طريقة الختان الأنسب لإصلاح هذا التشوه. كما يُمكن أن يتأجل الختان في حالة ولادة الطفل بوزن منخفض أو قبل موعد الولادة المتوقع.
تأخير الختان يمكن أن يؤدي إلى بعض الأضرار. فكلما كبر الطفل في العمر، أصبح أكثر وعيًا بالألم والحركة، مما يؤدي إلى تأخير تئام جرح الختان وزيادة الشعور بالألم.
وفي بعض الأحيان، يصبح الختان عملية جراحية تتطلب التخدير الكامل للطفل. كما أن عوامل تخثر الدم تكون أفضل لدى حديثي الولادة، مما يزيد فرصة حدوث فقر الدم أو النزف الشديد.
تتضمن العديد من الأحكام المتعلقة بالمولود، وفيما يلي بعضها: ينبغي أن يؤدي ولي الأمر العقيقة عن المولود، وهي عبارة عن ذبح شاتين للصبي وشاة واحدة للبنت.
ويفضل أن يتم ذلك في اليوم السابع من الولادة، ولكن يجوز تأجيلها في أي وقت آخر. وتجب العقيقة وهي سنة مؤكدة. كما يفضل تحنيك فم المولود بتمرة بعد مضغها، وقد قام النبي – عليه الصلاة والسلام – بذلك لابن أبي طلحة. وينبغي حلق رأس المولود وتصدق بوزن شعره تقديرًا بالفضة. وينبغي أيضًا تسمية المولود.