يحتوي نبات السمسم على نسبة كبيرة من الفيتامينات والمعادن كالفسفور والمغنسيوم والزنك الذين يلعبون دور أساسي وهام في علاج مشكلات الأعصاب والعظام والاسنان وهذا ما يجعل العديد من الناس يفرطون في استخدامه مما يسبب أضراراً خطيرة على أعضاء الجسم المختلفة مثل الكبد.
فالكبد عضو رئيسي وهام في جسم الإنسان فهو يساعد على القضاء على السموم الموجودة في الجسم، كما أن الإكثار من السمسم من الممكن أن يؤدي إلى زيادة في الوزن وبالتالي تكوين العديد من الدهون الضارة التي تؤثر بالسلب على صحة الإنسان وخاصة على فاعلية الوظيفة التي يقوم بها الكبد.
وذلك لأن السمسم يحتوي على مادة الأسيتامينوفين التي قد تسبب التسمم في حالة الإفراط من تناولها وخاصة دون توصية مسبقة من الطبيب حيث أن هذه المادة تساعد على تخفيف شعور الألم الذي يشعر به الإنسان، وهذا ما يجعل الناس يريدون الحصول عليها بأشكالها المختلفة سواء كانت على شكل أدوية أو من خلال الأطعمة التي تحتوي على هذه المادة.
أجريت العديد من الدراسات لكي تحدد مدى خطورة الإفراط من السمسم على الكبد فهناك دراسة تمت على الفئران حيث كانوا يتناولون 1000 ملليغرام من زيت السمسم السائل يوميا لمدة شهر ونصف مما أدى إلى ضمور وظائف الكبد تماماً.
أثبتت العديد من البحوث أن زيادة معدل تناول السمسم يؤثر سلبا على الجهاز الهضمي وخاصة القولون من خلال زيادة احتمالية الإصابة بسرطان القولون وكذلك انسداد القولون نتيجة إلى الاضطرابات التي يسببها السمسم التي قد تسبب الإمساك وتشنجات في عضلات البطن وغيرها من اضطرابات تحدث في الجهاز الهضمي نتيجة تناول حبوب السمسم بكثرة.
تمتد الآثار السلبية لتناول حبوب السمسم بكثرة لتشمل التأثير السلبي على الأمعاء وخاصة الأمعاء الغليظة، وهذا تم اكتشافه من خلال حالة لرجل عجوز عمره يتجاوز 79 عاماً أصيب بانسداد في الأمعاء الغليظة؛ مما تسبب ذلك في التصاق هذه الأمعاء، وهذا تطلب عملية جراحية نتج عنها استئصال جزئي للقولون وتم اكتشاف أن هذا الانسداد يرجع إلى تناول هذا الرجل لحبوب السمسم بشكل مستمر لمدة عام و3 أشهر.
تحتوي حبوب السمسم على عنصر السيلينيوم (selenium) الذي يلعب دوراً رئيسياً في إنتاج الهرمونات التي تعتمد عليها الغدة الدرقية، وفي حالة الإفراط في تناول هذا العنصر من الممكن أن يتسبب في تضخم الغدة الدرقية، وهذا من الأعراض الشائعة التي تحدث للعديد من الناس نتيجة لزيادة نسبة تناول حبوب السمسم.
من أكثر أضرار السمسم شيوعاً هي أنه يتسبب في نقص مستوى السكر في الدم وخاصة لمن هم يعانون من مرض السكر بالفعل وهذا مما يجعل جميع الأطباء ينصحون مرضى السكر بضرورة الانتظام في متابعة نسبة السكر في الدم.
ومن أهم التوصيات التي يعطيها الطبيب لمريض السكر هي الابتعاد عن معظم الأطعمة التي قد تسبب انخفاضاً في مستوى السكر في الدم وخاصة السمسم ومشتقاته أو المنتجات التي يدخل السمسم في صناعتها على سبيل المثال الطحينة والحلاوة وبعض أنواع الخبز والحلوى وكذلك معظم أنواع المعجنات.
مع الأخذ في الاعتبار أن الأطباء في معظم الأوقات لا يمنعون مرضى السكر من السمسم ولكن يقومون بإعطاء بعض التحذيرات في تناوله فمثلاً من الممكن أن يسمح الطبيب لمريض السكر بتناول السمسم بنسبة منخفضة بين الوجبات ويمكن أيضا أن يتم مزجه مع العسل الأبيض أو الاستعانة بالسمسم في صناعة المخبوزات بواسطة الدقيق الأسمر حتى يفيد مرضى السكر.
حتى الآن لا يوجد إثبات على أن السمسم يشكل خطراً على الحامل أو حتى على الرضاعة وصحة الجنين، ولكن جاء في العديد من الأبحاث أن حبوب السمسم تساعد على تولد الحرارة مما قد يؤدي إلى الإجهاض، وفي بعض الحالات النادرة من الممكن أن يتسبب في الولادة المبكرة.
لذلك يوصى العديد من الأطباء بضرورة الابتعاد عن تناول السمسم وخاصة في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل تجنباً لحدوث إجهاض للجنين، وحتى تتجنب الآثار الناتجة عن الإفراط في تناول السمسم مثل الغثيان والاضطرابات التي تحدث في المعدة نتيجة لهذا الإفراط.
انتشرت العديد من الأقاويل أن السمسم الأبيض يمثل خطراً على الحامل، ويؤدي إلى الإجهاض الفوري وهذه الأقاويل ما هي إلا شائعات ليس لها أي أساس من الصحة فالحالة الوحيدة التي يكون فيها السمسم خطراً على الحامل هي أن تكون الحامل في الأساس لديها مشاكل واضطرابات في المعدة؛ ولذلك ولكي نتجنب المخاطرة التي تنتج عن تناول بذور السمسم، فيجب على الحامل أن تتجنب تناول السمسم حتى تقوم باستشارة طبيبها المختص.
ومن أهم ما يتم تداوله بين الناس أن الإفراط في تناول السمسم قد يؤثر على كفاءة الرضاعة سواء بالسلب أو الإيجاب وهذه الأقاويل لا يوجد عليها أي إثبات حتى الأن، ولكن بالتأكيد فجسم الأنثى يفقد العديد من الكالسيوم والفيتامينات بعد شهور الحمل والولادة، ومما لا شك فيه أن بذور السمسم تحتوي على العديد من الفيتامينات التي من الممكن أن تفيد الأنثى بشكل عام ولكن ذلك يجب أن يكون وفقاًَ لتوصية من الطبيب المختص وتحت إشرافه.
هناك العديد من الطرق التي يتناول الإنسان السمسم بها، فمن الممكن أن يتناول بذور السمسم، أو يقوم بمزج هذه البذور مع أي نوع من الطعام، أو من الممكن أن يتناول زيت السمسم مثلا مع التمر، ولكن هناك العديد من الدراسات التي أثبتت أن السمسم عن طريق الفم يكون آمناً جدا على الأطفال حيث أنه يعد دواء قصير المدى، ولكن في حالة الإفراط في تناوله من الممكن أن يؤدي إلى أضرار في الجهاز الهضمي لدى الأطفال .
فمن الضروري قبل القيام بإعطاء حبوب السمسم لدى الأطفال خاصة أن تقوم الأم بالتأكد أن الطفل لا يعاني من أي حساسية من السمسم حيث أن حساسية السمسم تعد أكثر أنواع الحساسية انتشارا وخاصة بين الأطفال فهي تحظى بالمركز التاسع في الشيوع بين الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية.
السمسم له تأثير مختلف على الكبد يتوقف على الشخص الذي يتناول السمسم، فإذا تناول الفرد حبوب السمسم باعتدال فبالتأكيد، فسوف يستفيد من نسبة الكالسيوم والفيتامينات الموجودة فيه، ولكن إذا قام بالإفراط في تناول السمسم فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى اضطراب وظائف الكبد.
حبوب السمسم تعطي إحساساً بالشبع؛ مما يساعد في تقليل مستوى إنزيمات الكبد مع الأخذ في الاعتبار أن هناك أنواعاً مختلفة من الأطعمة منها ما هو مفيد للكبد مثل البروكلي والليمون والفراولة، ومنها ما هو مضر مثل اللحوم الحمراء والمقليات بمختلف أنواعها.
مواضيع ننصح بها :