ما هي القبعات الست وما آثرها في التفكير والسلوك والتفاعل، وهل فعلاً لها دور قوي في التأثير على التفكير أثناء الأزمات، إذ أن الأفكار هي التي تتجاذب، بحيث يخرج إلى النور التفكير المنطقي القائم على التفكير المتعاكس، الذي بدوره يخرج بنتيجة إلى النور ترضي كافة الأطراف.
الجدير بالذكر أن اليابانيون باتوا رواد في التفكير المتوازي الذي قوم على فكرة، التشارك في الآراء وعرضه بطريقة متوازية لإدارة اجتماعات ناجحة؛ بحيث يمنع التصادم في الآراء بل التوازي بما يسمح للتفكير الإيجابي الموحد في الصعود وتصدُر المشهد.
مفهوم القبعات الست
يُعرّف مفهوم القبعات الست؛ بأنه تقسيم الأفكار إلى أنماط؛ ومن ثم اعتبار كل نوع من تلك الأنماط قبعة يرتديها الإنسان، إذ يتم ارتداءها وفقًا لنمط التفكير الذي يُسيطر عليه في تلك اللحظة.
تدخل القبعات الست في تحليل التفكير للمتحدثين، وفقًا للقبعات التي يرتديها كل منهم في الموقف.
إذ تتعدد أشكال القبعات؛ وذلك وفقًا لنوع الألوان التي تؤثر على الجو النفسي لعملية التفكير؛ إذ تكتسي تلك القبعات باللون الأصفر أو الأبيض أو الأحمر، أو الأصفر، أو الأزرق، أو الأسود.
كما أنه يرمز إلى الأسلوب الفعّال الذي يسهم في دراسة القرارات بشكل أفضل بما يساعد في التوصل إلى القرار الصائب.
فيما أن هذا النوع من التفكير يجعل هناك مُتسع للشكوك لكي تتدخل في القرارات.
رموز ألوان القبعات الست
تدل ألوان القبعات الست على ما تُشير إليه وما تنطوي عليه من معانٍ، وهذا ما نستعرضه فيما يلي:
القبعة الزرقاء؛ هي التي ترمز إلى التفكير الشامل؛ بحيث يتمكّن الشخص من التفكير بدقة، بالإضافة إلى ربط المضمون، وعرض الموضوع بدقة، اعتمادًا على الحل الأمثل للمشكلة، كذا فيرمز اللون الأزرق إلى السماء والبحر، كما أنه رمز للقوة والجدية.
القبعة السوداء؛ هي عبارة عن قبعة ترمز إلى التفكير المتشائم، والسلبي، إذ يرمز إلى الأمور من منطق واحد فقط وهو منطق القتامة.
القبعة البيضاء؛ هي القبعة التي تعتلي تفكير الشخص الذي يطرح التساؤلات من أجل الحصول على أجوبة واضحة وحيادية بعيدة عن الانحياز، لذا فإن فيها جانب كبير من التساؤل، بالإضافة إلى الاعتماد على الأرقام والبحث عن الحقائق، هي تلك القبعة التي يُفكر بها الشخص المنطقي بناء على الأرقام والمعلومات والأحداث، فيما يُعد العيب الرئيسي في تلك القبعة هي أخذ الحقائق كما هي بعيدًا عن الحدث الشخصي أو التأويل والتحليل
القبعة الحمراء؛ هي تلك القبعة التي تعتلي تفكير الشخص العاطفي؛ فهي ترمز إلى العاطفية وعدم الموضوعية، إذ أنها تأتي في إطار عدم الانحياز؛ ولاسيما وأن التفكير العاطفي هو القائم على المشاعر والأحاسيس والحدس والطباع.
القبعة الصفراء؛ هي القبعة التي يرتديها الإنسان في حالة التفكير بشكل متفائل ولكنه في ذات الوقت معتمد على الأحلام والآمال والنقد والإيجابي للأمور.
القبعة الخضراء؛ هي تلك القبعة التي تعتمد على الإبداع بحيث تخلق الأفكار المميزة الغير محدودة، بحيث تجعل العقل قادر على تقبُل الأفكار اللامنطقية.
أهداف القبعات الست
لكل من القبعات الست أهداف تصبو إليها، من أبرزها توجيه الذات إلى التفكير الصحيح، بالإضافة إلى تحويل التفكير من نمط إلى آخر، يسمح بالتنقل بين الأفكار وكذلك القبعات بمرونة ويُسر، وهذا ما نُسلط الضوء عليه وفقًا لكل نوع من أنواع القبعات التي ما أن يرتديها الشخص يتحقق الهدف منها عن طريق:
القدرة على تغيير التفكير من نوع إلى أخر، من خلال القبعات المختلفة.
الأقدر على التبسيط هو الأقدر على الوصول إلى حلول فعالة في التفكير.
تغيير مسار التفكير المتعارض أو المعاكس إلى التفكير المتوازي والمتعامد.
الهدف من القبعة البيضاء
الهدف من ارتداء القبعة البيضاء يتمثل في؛ تحفيز الطلاب بما يسهم في رفع قدرة الطلاب على سرد القصص بطريقة شيقة وجميلة.
رفع قدرة الطلاب على إدراك الحقائق والتعاون في سرد الوقائع وإدراك المفاهيم.
الهدف من القبعة الحمراء
يأتي الهدف من وراء ارتداء القبعة الحمراء بأن يتمكن الطلاب من تحديد مشاعرهم بوضوح سواء أكانت سلبية أو إيجابية، بالفرح أو الحزن.
وخاصة أن قبعة الطلاب هي التي تتجسد في تحديد المشاعر الخاصة بهم إزاء قصة سيدنا يوسف عليه السلام في المناهج التعليمية مثلاً.
الهدف من القبعة الصفراء
يُعتبر الهدف الرئيسي من ارتداء القبعة الصفراء هو تحفيز الجانب الإيجابي من الفكر أثناء فترة التفكير.
توضيح الجوانب المضيئة في القصة وطرح التساؤلات التي تجعل الطلاب يتشاركون في الإجابة عن تلك التساؤلات.
الهدف من وراء القبعة السوداء
قدرة الطلاب على استعمال المنطق في التفكير، بالإضافة إلى وضع احتمالات سواء بالإيجاب أو السلب وفقًا للمنطق.
الابتعاد عن التشاؤم قد الإمكان، إذ أن مُرتدي هذا النوع من القبعات يُعتبر بعيد عن الإيجابية ويميل إلى السلبية في حياته، لذا فإن تلك الأفكار تكشف عن عوار التفكير القاتم الذي يضع الفشل في كافة الخيارات المتاحة أمامه، إلى جانب كوّنه يحد من نسب النجاح في حياته، والتركيز على الجوانب السلبية والتجارب الفاشلة، كما أن هذا النوع من القبعات هو الذي يستخدم المشاعر بصورة غير واضحة وبعيدة عن المنطق والتفكير، بالإضافة إلى التركيز على نقاط الضعف الشخصية والتغاضي عن الإيجابي منها.
أهداف القبعة الزرقاء
يُعد التفكير بطريقة القبعة الزرقاء هي الأقدر على الإقناع والنقاش وتخطي العقبات.
إذ أن الهدف الرئيسي من القبعة الزرقاء هو الابتعاد عن الإطناب والتفكير بعيدًا عن محور الموضوع.
يهدف هذا النوع من التفكير في تنظيم الأفكار والتمييز بين أنماط التفكير المختلفة، بالإضافة إلى القدرة على تصحيح قدرة أصحاب القبعات الأخرى على التفكير والحد من الجدل بينهم من خلال استخدام أسلوب طرح الأسئلة المنطقية.
تلخيص الأفكار المتزاحمة والخروج بنتيجة واضحة للجميع، مما يساعد من يرتدي تلك القبعة على إدارة الحوار وترأس الاجتماعات.
يستهدف التفكير بنمط القبعة الزرقاء تحليل المعلومات بناء على الظروف الحالية.
يخرج صاحب القبعة الزرقاء بالحلول الفعالة والاقتراحات التي تجعل الموقف قابل للتحكُم فيه.
أهداف التفكير بالقبعة الخضراء
يستهدف المفكر بقبعة التفكير الخضراء الحصول على عدد من المزايا من وراء هذا النوع من التفكير من أبرزها الإبداع، ومنح الذات الوقت الكافي للتفكير.
يُمكن لمُستخدم هذا النوع من التفكير أن يتخذ القرارات والبدائل وفقًا للتجارب المختلفة متحملاً كافة التبعات التي قد تقع على عاتقه جراء اتخاذ هذا القرار.
أهمية القبعات الست
تتجسد أهمية القبعات الست في عدد من المزايا التي تدخل على حياة الإنسان ومن أبرزها؛ القدرة على التعلُم بسهولة ويُسر.
القدرة على التفكير بنقد وإبداع وعاطفة ومنطقية معًا.
إلهام العقل بما يؤثر على التفكير من خلال التركيز.
عدم الفصل بين التفكير والمشاعر المنطقية واللامنطقية، ولاسيما الدمج بين المشاعر والتفكير المنطقي.
فإذا اختطف بعض الإرهابيين طائرة والسلطات المسؤولة عن الطائرة المُختطفة علمت بهذا فما هو الحل المنطقي لكل من تلك القبعات؟…
أمثلة على القبعات الست
بالنسبة للقبعة البيضاء فإن صاحب هذا المنطق يبحث أولاً عن الحقائق المُجردة المتمثلة في ميعاد إقلاع الطائرة وإلى أين كانت تتجه، ومسارها الصحيح، بالإضافة إلى التعرُّف على عدد الركاب، وجنسيات الركاب والأحكام القضائية الواقعة عليهم، وطاقم العمل.
أما عن صاحب التفكير بمنطق القبعة الحمراء فيكمُّن تفكيره المُنصب على الذات في المشاعر، حيث تتجسد في شعور الركاب والرب الذي يدب في قلوبهم، إلى جانب البحث في ذاته عن المشاعر التي تقوده إلى الحقيقة بعيدًا عن المنطق والأدلة المعروضة، فتتأجج لديه العاطفة نحو أهالي الركاب على متن الطائرة.
أما عن التفكير بمنطق القبعة الصفراء فهي التي تتمثل في القدرة على النظر إلى الجانب الإيجابي، إذ أن أول ما ينطق به لسان وعقل الشخص المُفكر بأسلوب القبعة الصفراء هو أجد في هذا الأمر جانب إيجابي متمثل في أن الطائرة مازالت في مكان آمن ولم تهوى في البحر فالركاب ما زالوا في أمان.
أما عن أصحاب الفكر بالقبعة الخضراء فهم دومًا وأبدًا يصدرون العديد من الأفكار الجديدة والحيوية، إلى جانب إصدار المقترحات الواهية البعيدة عن الواقعية واللامحدودة، ففي هذا الوضع تجد صاحب القبعة الخضراء يقترح مثلاً : دعونا نُفكر في مقترح من شأنه أن نتحكم في مسار الطائرة عن بُعد؟.
وعن أصحاب الفكر ذوات القبعة السوداء فهم من المتشائمين والبعيدين عن المنطق في التفكير، فتجدهم ينظرون إلى الأمور بقتامة، ففي قضية اختطاف الطائرة كمثل؛ نجد أنهم ينظرون إلى أن تلك القضية لابد أن تتسبب بضرر كبير بأن يموت الركاب أو ينتحر الطيار، أو أن يُقتل أحدهم على متن الطائرة.
نجد أن القبعة الزرقاء من أبرز أنماط التفكير التي تقود إلى الحلول مباشرة وبمنطقية؛ إذ أن في قضية الطائرة يبحث صاحب الفكر بنظام القبعة الزرقاء إلى ماذا بعد الاختطاف؟ ليبدأ التفكير بمنطق المُختطف ويُفكر في حلول متتالية ومتعددة، كما أنه يُلخص كل تلك الأمور في نتيجة عامة خلُص إليها من الاستماع إلى الآخرين.
خاتمة عن القبعات الست
إذ القبعات الست هي أنماط للتفكير المختلفة التي يُفكر بها الكثير من الأشخاص، اكتشفها الطبيب وعالم النفس Edward de Bono، ومُفادها أن هناك أنواع من التفكير مختلفة وهم؛ الأخضر والأبيض والأزرق والأحمر والأسود، والأصفر؛ ولكل منهم دلالاته المنطقة والعقلية والنفسية التي بلاشك تؤثر على الموقف والقدرة على التفاعل معه، بما يؤدي إلى الخروج بنتائج متوقعة نتيجة للتفكير بهذا المنطق.
عرضنا من خلال مقالنا بحث عن القبعات الست وأشكاله، نتمنى أن نكون قد شملنا كافة جوانب الموضوع في مقالنا، آملين أن نكون قد قدمنا هذا الموضوع ببساطة ويسر وشرح وافٍ.
