يدور مقالنا التالي في موسوعة عن قوة الشخصية والثقة بالنفس حيث إن شخصية الإنسان تعد من الأمور المعقدة التي يصعب التوصل إلى تعريف لها أو فهمها وتتمثل فيما يقوم به المرء من سلوكيات وما يتصف به من صفات تبين ميوله وطريقته في التفكير وإدارة الأمور، وهناك الكثير من العوامل التي تؤثر على تكون الشخصية منها الظروف الاجتماعية والوراثة ومعاملة الأبوين منذ الصغر.
وأحياناً ما تتأثر الشخصية ببعض الأمور تجعلها ضعيفة وهشة غير قادرة على مواجهة المواقف الصعبة والتحديات الأمر الذي قد يمتد إلى قدرات المرء العقلية وما يميل إليه من رغبات وما يتبعه من قيم، وكل قد يكون لتلك العوامل ناتج آخر وهو أن تصبح شخصية الفرد قوية وهو ما سوف نتحدث عنه بشيء من التفصيل في الفقرات الآتية.
قوة الشخصية والثقة بالنفس
قوة الشخصية هي نقيض ضعفها ويترتب على ذلك الضعف عدم القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة والتي لابد من اتخاذها في الحياة، كذلك يترتب عليها سماع النقد والاعتراض من الآخرين دون وجود مقدرة على الرد أو الدفاع على النفس.
تلك الأعراض تجعل الشخص فاقداً الإيمان بقدراته مما يجعله شاعراً بالنقص دائماً ويتبين مما سبق ذكره مدى لكون الإنسان مؤمناً بقدراته وقوة شخصيته من أثر كبير على حياته وبالتبعية على المجتمع ككل.
تعريف قوة الشخصية
يوجد الكثير من التعريفات لذلك المصطلح منها ما قيل أنها مقدرة الشخص على فرض سيطرته على من حوله وامتلاكهم ولكن ذلك التعريف لا يعد شديد الدقة بل إن التعريف الأمثل يقصد به استمرار المرء في التطوير من نفسه ودعمها والوثوق بها.
وتعد تلك الأمور هي أساسيات رسم الشخصية ومنحها المقدرة على الاختيار الصائب والتعرف على الواقع ورؤيته بوضوح، وامتلاك المقدرة على التفرقة بين الخير والشر، والصالح من الطالح.
هناك بعض الصفات التي ما إن لاحظنا وجودها في الشخص نستطيع التميز بكونه يمتلك قوة الشخصية بالقدر المطلوب:
القدرة على اتخاذ الصائب من القرارات: حيث إنه يدرك جيداً أن تلك الصفات لا تؤثر عليه فقط بل على جميع من حوله لذلك يميل لاختيار ما يصب في صالح كافة الأفراد.
المشاركة والفاعلية بين الآخرون: من أهم علامات القوة المقدرة على مشاركة الشخص المحيطين به في حياته وأموره وقرارته من أقارب وأصدقاء، فهم لا يميلون إلى العزلة ولا يتمكنون من العيش بها.
الابتعاد عن الجدل والإعلان عن الأخبار في الوقت الملائم: تتجلى تلك الصفة في إدراكه جيداً بالوقت المناسب لإعلان القرارات على سبيل المثال تحري الوقت الأنسب الذي يكون به رب العمل هادئاً من أجل إطلاعه على الأخبار السيئة، وكذلك فإنه قادراً على فهم أن الجدال في الأمور الغير هامة يمثل خسارة في الجهد والوقت.
الشخصية المرنة قليلة الحديث: قادرة على التكيف على كافة الظروف والمتغيرات، قابلة إلى التغير من استراتيجيتها بالحياة فلا تقف عند نوع واحد من المعتقدات والأفكار وعند الحديث يكون مختصراً موجزاً يتميز بالبلاغة والوضوح.
طرق لتقوية الشخصية
لا يعد عيباً أن يتصف المرء بضعف الشخصية ولكن العيب حينما يبدأ في الاستسلام دونما محاولة منه لتطوير ذاته والذي يمكن حدوثه من خلال اتباع الطرق الآتية:
التركيز والتأني قبل الحديث وعدم التسرع يعد أولى الخطوات التي تجعل من أمامك يشعر بقوة شخصيتك وحين يصلك ذلك الشعور سوف تصدقه ويصبح ذلك الأمر هو الحقيقي.
مواجهة الأخطاء والفشل فحينما يخوض المرء تجربة إخفاق عليه ألا يجعلها نهاية الطريق بل حافز يدفعه إلى تحقيق نجاح أعظم، وحينما يقع في الخطأ عليه أن يملك الشجاعة لكي يواجهه ولا يلقي اللوم على الآخرين.
منح النفس وقتاً كافياً لتقبل التغير فهو لا يحدث بين ليلة وضحاها ولكن الاستمرار في المحاولة يحقق المعجزات، فلا يمكن بلوغ أمر سوى بالصبر والإصرار.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدثنا به عن قوة الشخصية وما يتصف به صاحبها ويجعل من يتحدث إليه يأخذ تلك الفكرة عنه منذ الوهلة الأولى، كما أوضحنا بعضاً من الطرق التي يمكن من خلال اتباعها تطوير الذات وكذلك فإن الاستعانة بأحد الخبراء في مجال التنمية البشرية يكون له فعالية كبيرة في ذلك.