يسمى أسلوب جملة تساهم في دعم الأيتام والمحتاجين أسلوب إغراء، وقد تم ذكر تلك الجملة في المنهج الدارسي الخاص بالقواعد والأساليب اللغوية الخاص باللغة العربية، والغرض من استخدام أسلوب الإغراء هو حث المخاطب على القيام بأمر محمود، حتى يداوم على فعله ويلزمه، وتأتي كلمة الإغراء في اللغة العربية من مصر الفعل أغرى، ويعني في المعاجم العربية التسليط على الشيء.
يتكون أسلوب الإغراء من ثلاثة عناصر أساسية، وتلك العناصر هي كما يلي.
بالسياق على الجملة الأساسية لنا وهي “دعم الأيتام والمحتاجين”، فهذا الأسلوب يقوم فيه المغرِي بتشجيع المغرَى بأن يقوم بدعم الأيتام ومساعدة المحتاجين، حتى يفوز بالثواب العظيم.
بعد ما قمنا به من تعريف لأسلوب الإغراء والتعريف بعناصره، فقد وصلنا إلى ميزة من مزايا أسلوب الإغراء، وهو أنه أسلوب غير نحوي أو صرفي، أي أنه لا يلتزم تكوين خاص للكلمة أو الجملة التي تحويه، وعلى هذا يمكننا الوصول إلى أن أسلوب الإغراء على أهميته البلاغية إلا أنه يتبع علم المعاني إلى حد بعيد، رغم أنه أسلوب بلاغي، وعلى هذا فيمكن أن يوجد في أي نوع من أنواع الجملة العربية، سواء كانت الجملة من الناحية البلاغية جملة طلبية إنشائية أو جملة خبرية، وهذه هي أنواع أساليب الإغراء.
بشكل عام لا يتم عطف جملة أسلوب الإغراء إلى الجملة التي قبلها باستخدام أي من حروف الربط، وإنما تبقى على هيئتها للإشارة إلى معناها، وما تحمله من أسلوب بلاغي.
يتميز أسلوب الإغراء بأنه يحتوي على العديد من الصور، وعلى وجه التحديد فهي تمثل 3 صور مختلفة، وتلك الأشكال الثلاثة هي كما يلي.
يمكن عرض بعض المعلومات الخاصة بكل أسلوب فيما يلي.
قد يأتي أسلوب الإغراء على هيئة كلمة واحدة فقط، ثم يأتي بعدها النتيجة للزومها، فيذكر المتكلم كلمة واحدة فقط لإغراء المخاطب، وقد نجد الكثير من الاستخدامات لهذه الصورة في اللغة العربية، ومن بينها مثال “العلم نجاة للأمم”، فهنا قد استخدم المتكلم لفظ واحد فقط للإغراء، وهو العلم، فيحث المتلقي على التزام العلم، والنتيجة لذلك أنه سينجي الأمم من ظلام الجهل.
يجوز لنا في هذه الصورة لأسلوب الإغراء استخدام القور على الشكليين، وهو أن يتم إضمار فعل أسلوب الإغراء، أو أن نقوم بإظهاره، والمقصود بهذا أنه يمكننا القول بأن الجملة أصلها “الزم العلم فهو نجاة للأمم”، وذلك بحكم أن الاسم المغرَى به يكون منصوباً بحكم وقوعه مفعول به، لفعل محذوف جوازاً أو وجوباً تقديره الزم في الحالتين، سواء أردنا أن نذكر أن حكم حذف الفعل للجواز أو للوجوب.
قد يأتي أسلوب الإغراء في صورة التكرار، كأن يقوم المتكلم بتكرار كلمة محددة مرتين لإغراء المخاطب، ويوجد في ذلك من الأمثلة الكثير، ومن بينها مثلاً قول الجهاد الجهاد فرض، ففي هذه الجملة نرى أن المتكلم قد استخدم كلمة “الجهاد” حتى يؤكد على أهميتها للمخاطب، وكونها فرض على كل مسلم.
يكون الحكم في أسلوب الإغراء من شكل التكرار بأنه محذوف وجوباً، ولا يجوز ذكره على الإطلاق، وعلى هذا يتم اعتبار كلمة الجهاد الأولى في المثال السابق على نفس إعراب شكل الإفراد، وهو أنها منصبة لوقوعها مفعول به لفعل محذوف أصله “الزم”،أما فيما يخص الكلمة الثانية بعدها فيتم إعرابها على أنها توكيد منصوب وعلامة نصبة الفتحة، كونها توكيد لكلمة الجهاد الأولى.
قد يأتي أسلوب الإغراء في صورة العطف، في هذه الصورة يقوم المتكلم بالإتيان بكلمتين بينهما حرف عطف، وذلك بغرض الإغراء للمخاطب بهما، والمقصود بالقول الجمع والاقتران في الزمان، وذلك كما في مثال جملة “تساهم في دعم الأيتام والمحتاجين”، فنجد أن كلمة المحتاجين قد جاءت معطوفة على الأيتام، وكان الغرض البلاغي من العطف بين كلمة المحتاجين على الأيتام هو الإغراء بثوابهما.
يجب أن يكون الحكم على الفعل المحذوف في هذه الحالة أنه محذوف وجوباً، ولا يمكن أن يتم وضعه في الجملة، ويتم بعد ذلك إعراب الاسم المغرى به على أنه مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره الزم، منصوب وعلامة نصبه الفتحة، بعد ذلك يتم إعراب كلمة المحتاجين على أنها اسم معطوف منصوب كونه معطوف على كلمة الأيتام، وتكون علامة النصب هي الياء لأنه جمع مذكر سالم.