يعتبر الشخص المثقف هو الذي يحول الأفكار إلى نماذج ومُثل ومبادئ، فهو شخص عقلاني صاحب رسالة يوضح من خلالها الحقيقة، كما هناك أنواع من المثقفين والذين يختلفون تبعاً لصفات كل مثقف منهم، وفيما يلي سوف نعرض أنواع على النحو التالي:
المثقف المحايد:
هو الشخص الوافي لوظيفته ويحترمها، كما لا ينضم إلى أي حزب آخر، بل مستمر في تقديم نقده بشكل محايد دون أن يأخذ بأي اعتبارات أخرى.
لديه إصرار على تغيير الواقع ويُبدل حاله إلى الأفضل، بناءً على رغبته في زيادة الوعي الذي لا يتطلب تكوينه لأكثر من إصرار وعزم فهو ليس شيئاً متحجراً إنما قابل للتغيير مع مرور الوقت.
حيث أن الشخص القادر على تغيير وعي شخصاً واحداً، يستطيع تشكيل جيلاً أيضاً فيما بعد حتى أن طالت الأزمنة.
المثقف الحزبي:
هو الشخص الذي ينحاز لحزب معين دون الآخر، سواء كان حزب ذا طابع مدني أو سياسي أو اجتماعي.
يسبب إنحيازه هذا إلى دخوله في عدد من الصراعات المحلية أو الإقليمية أو الدولية.
وذلك يؤدي في النهاية إلى تزعزعه مكانته الراسخة وجعل كلمته غير مستقلة، فهو ينحاز لحزبه في تصريحاته ومواقفه تدل على ذلك.
المثقف المادي:
هو الشخص الذي يكون هدفه الأساسي هو جمع المال، حيث أصبح هواه هو ما يحركه بغض النظر عن ثقافته.
كما أنه يستخدم ثقافته وقدرته على التأثير في تطويع آراء الغير فيما يمكنه من جني الأموال من الجهات المستفادة بوجهة النظر التي يروج لها.
وقد يبيع ضميره ويلوث ثقافته ويغير أفكاره أو يخالفها لأجل ذلك الغرض الدنيوي.
المثقف المستعرض:
هو الشخص الذي يسعى للشهرة، كما أنه محب لها ومحب لكل ما يجلبها.
يقوم بالكتابة حسب ما يطلبه المستمعون وما يحبه القراء.
بالإضافة إلى أنه يتلاعب بحروفه مستغلاً هبة الكتابة في تسليط الضوء على ما يريد أن يعرضه للجمهور.
فهو يفسد الرأي ويشوه وعي الشعب، ويملأ العقول بالترهات التي لا طائل منها.
المثقف المهاجر:
قد عانى العديد من المثقفين من تقيد حريتهم في حدود وطنهم، حيث أدى ذلك إلى سلب البعض لأفكارهم وما يمليه عليهم معتقداتهم.
كما فضل البعض أن يظل صامتاً بدلاً من أن ينطق ما لا يراه صحيحًا، حيث يتأثر به من يظنه على صوابه ولا يعرف أنه مجبر.
وأيضاً قام بعض المثقفين بالهجرة حتى يتمكنوا من إبداء رأيهم بحرية وتتمكن أقلامهم من الصراخ وقول الحق، ونفي الباطل.
وبعض المثقفين المهاجرين تأثروا ببلاد الهجرة وخالط صوتهم أصوات الثقافات الأخرى سواء كان ذلك بوعي منهم أم أنهم انجرفوا دون وعي.
وهناك من تصدى كل أفكار الغرب وظل محافظًا على نقاء صوته، عازماً على ألا يقول إلا ما يراه حقاً، كما يدعي أن يلهمه الله الصواب في القول والعمل.
المثقف التراثي:
هو شخص المحب للتراث ويدافع عنه بكل ما أوتي من وسائل.
كما يحرص على إظهار العادات القديمة والدفاع عنها وعن التراث.
وأيضاً يدعو الشعب لإحياء تراثنا القديم، فهو يفضل العودة له عن المضي قدمًا نحو المستقبل.
ويمكن لهذا النوع أن يتسبب في محو الجانب النقدي للعادات القديمة والأمور التراثية.
حيث إنه يحارب كل من يعادي التراث أو يقلل من قدسيتها لديه، وهو هكذا أداة تتسبب في تكرار ما ألفناه في التراث.
أسوأ أشكال المثقفين
وفي الفقرات التالية سوف نذكر بعض أشكال المثقفين الذين يتسمون بصفات سيئة وغير مستحب وجودها في عالم العلم والثقافة، ومنهم الآتي:
المثقف الانتهازي:
هو الذي لا يهتم إلا بمصالحه الشخصية فقط، كما يملك الرغبة والقدرة على التلون والتحور كالحرباء، من أجل تحقيق أهدافه ومطامعه الخاصة، ويعد هذا النوع من المثقفين، متربص على الدوام لركوب كل موجة، فهو بلا مبادئ أو قيم، وإن كانت صفته الأسوأ هي سرقة جهود الآخرين.
المثقف الوصولي:
هو الشخص الذي يدوس على القيم والأخلاقيات للوصول إلى غاياته وطموحاته التي لا تنتهي، كما يمتلك قدرة استثنائية على لبس الأقنعة واستبدال الولاءات.
المثقف التبريري:
هو شخص قادر بشكل كبير على ممارسة التبرير والتوجيه للكثير من الأوضاع والمواقف، فهو يميل عادة للمحاججة والإقناع، كما يُجيد المراوغة والتزييف، وهمه الدائم هو تمييع القناعات وخلط الأوراق.
المثقف المعصوم:
هو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حيث إنه “الوصي” الذي أوكل إليه تنوير وتوجيه المجتمع، كما يظن في نفسه دائماً، وأيضاً لا يقبل النقد ولا يؤمن بالمراجعة، فهو النوع المأزوم من المثقفين والأسوأ على الإطلاق.
الفرق بين المثقف والمتعلم
هناك مقولة لعميد الأدب العربي (طه حسين) حيث قال”ليس كل متعلم مثقف”، كما توجد آية قرآنية حيث قال الله تعالى في كتابه “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”، هذا دليل قاطع أن الإنسان المتعلم لا يمكن ان يكون بمرتبة غير المتعلم ولكن أيضاً لا يمكن أن يكون بمرتبة من هو أكثر منه علماً وهو الشخص المثقف، أي الأكثر علماً، لذا فهناك اختلاف كبير بين المتعلم والمثقف، فهما:
الشخص المثقف:
موسوعي المعارف، ومتعدد الثقافات.
غزير المعلومات في مختلف الميادين و المجالات.
علمه ومعارفه وثقافته جزء أساسي من سلوكه العام في التعامل، كما يُمكنه من التفاعل الايجابي مع جميع المواقف والأحداث.
يمتلك القدرة في التعامل في كافة الأمور بوعي كامل وإدراك أوسع، حيث نجده دائماً لديه القدرة ببساطة على التعامل مع الآخرين وتوظيف معرفته في مكانها المناسب.
دائماً مطلع وقارئ جيد، محايد ومنطقي في قرراته، فلديه العديد من الخبرة المعرفية في حل الأمور؛ لأنه دائماً متابع لكافة الأمور والأحداث.
أسلوبه منطقي، ولديه من الحنكه والذكاء في التعامل مع مجريات الأمور وفهمها، وتقديم الحلول بذكاء وسهولة، فهو دائماً لديه الدهاء والذكاء والفطنة، كما يمكنه فرض شخصيته والتأثير على الآخرين.
الشخص المتعلم:
قد يفهم بعض الأمور بسهولة ولكن معظم معرفته تحتاج إلى جهد كبير.
معرفته ليست نتاج تجارب حياتية ملموسة وواقعية بقدر ما هي معرفة أكاديمية، وعادةً ما تكون سطحية.
قد لا يكون له الطموح للسعي وراء فهم الأمور، وإن السعى قد يحتاج إلى جهد كبير للفهم والمعرفة.
دائماً لا يقرأ ولايسعى لتحليل وتقييم المعلومات التي يجدها.
صفات المثقف
توجد مجموعة من الصفات الواجب تواجدها في الشخص المثقف، وأبرز تلك الصفات كما يلي:
الصدق:
حيث أن المثقف الصادق يخشى الكذب خوفاً من النار، كما لا يستطيع أن يكذب حتى في الأمور البسيطة، فهو يعتبر الكذب إهانة للمستمع.
احترام الآخرين:
يحترم الشخص المثقف شخصية الناس الآخرين، كما يتسم باللطف وتقبل الآخر، فهو لا يُسبب لهم الإزعاج.
تقدير مواهبهم:
يحترم المثقف مواهبه ويشعر بالاعتزاز لاكتسابه بها، كما يقدم تضحيات على غرار حرمان نفسه من الراحة.
التواضع:
فهو لا يمتلك صفة الغرور المفرط والتعالي، ولا يتباهي بقدرته.
الكرامة:
لا يقلل المثقف من شأن نفسه حتى لا يكون موضع شفقة للآخرين، كما أنه لا يُسيء لأحد.
الحس الجمالي:
لا يستعمل المثقف ذكائه للبحث عن مواضع الكذب، بل يتوق للأناقة والإنسانية.
التعاطف:
يتسم الشخص المثقف بصفة التعاطف على الآخرين سواء كانوا من الحيوانات أو المتسولين وغير ذلك.