من خلال هذا المقال من موسوعة يمكنك الإطلاع على أهم معلومات عن منطقة التندرا وهي المنطقة القطبية التي تتمتع بانخفاض في درجات الحرارة والممتدة بعضها على القمم الجبلية للتندرا الألبية، وهي تقع في نطاق الدائرة القطبية الشمالية وتتميز بالانخفاض الشديد في درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى الحد الذي يؤدي إلى تشكل الجليد الذي يكسو جبالها وأراضيها ونظرًا لقسوة الحياة المناخية فيها فهي يُطلق عليها اسم “الصحراء الباردة” وتتميز أيضًا بقصر فترة الصيف فيها، مما يترتب على ذلك انخفاض في التنوع الحيوي من النباتات والحيوانات التي تعيش فيها، وفي السطور التالية من موسوعة يمكنك الإطلاع على الموقع الجغرافي لهذه المنطقة وأبرز أنواعها.
معلومات عن منطقة التندرا
جغرافية منطقة التندر
تحتل منطقة التندرا نصف كرة الشمالي للأرض وهي تشمل العديد من المناطق من أوروبا وكندا وشمال ألاسكا وجرينلاند، ويغلب عليها المناخ الجاف والبارد حيث تشهد المنطقة انخفاض حاد في درجات الجرارة في معظم أيام السنة، وهي تشكل نسبة تصل إلى 20% من مساحة الكرة الأرضية من اليابسة، وبالرغم من ذلك إلا أنه يعيش فيها مجموعة من الحيوانات والنباتات والطيور المختلفة، وتشهد المنطقة في فصل الربيع نمو النباتات وتفتح زهورها.
أنواع التندرا
تنقسم منطقة التندرا إلى ثلاث مناطق فرعية تتمتع كل منطقة منها بخصائص في درجات الحرارة والحياة النباتية فيها، وفيما يلي نستعرض لك كل نوع على حدى فيما يلي:
تندرا القطب الشمالي
تمتد منطقة القطب الشمالي من القطب الشمالي حتى منطقة التايغا وتحديدًا عند الغابات الصنوبرية، وذلك حيث أنها تحتل النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وهذا بدوره له تأثير فعال في درجات الحرارة في تلك المنطقة والتي تشهد انخفاض شديد يتخطى صفر ويصل إلى 34- درجة مئوية، بينما في فصل الصيف فهي تشهد ارتفاع نسبي في درجات الحرارة يصل إلى 3 درجات مئوية وقد يصل إلى 12 رجة مئوية.
تعد منطقة التندرا الشمالية من أبرز المناطق القطبية التي تشهد فترة قصيرة في موسم نمو النباتات فيها والتي تصل إلى شهرين بحد أقصى، وذلك لتأثر التربة بمناخ المنطقة القطبي.
نظرًا للانخفاض الشديد في درجات الحرارة في منطقة تندرا القطب الشمالي فإن ذلك ينعكس على حالة التربة التي يكسوها طبقة جليدية في أعلاها، كما أن معظم مكونات التربة في تلك المنطقة تكمن في الحصى، وتتحول هذه التربة إلى مساحات صغيرة من البرك في موسم سقوط الأمطار مما يؤدي ذلك إلى ذوبان الجليد، كما أن ذلك له تأثير فعال في نمو النباتات.
تضم منطقة تندرا القطب الشمالي مجموعة متنوعة من النباتات تتخطى 1000 نوع من أبرزها: النباتات الكبدية، نبات السعدية، طحالب الرنة، الحشيرات، وتتميز هذه النوعية من النباتات بقدرتها على تحمل البرودة القاسية لهذه المنطقة.
تضم هذه المنطقة مجموعة من الحيوانات القطبية مثل الدببة والثعالب القطبية، إلى جانب ثيران المسك والذئاب الرمادية.
تندرا القطب الجنوبي
تشغل هذه المنطقة القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) كما أنها تمتد في المناطق المحيطة بها من الجرز، وهي تتميز عن تندرا القطب الشمالي باحتوائها على موارد طبيعية من المياه العذبة والذي يتم الحصول عليه من الجليد، وهي تتصدر قائمة أكبر المناطق الغنية بالمياه العذبة على مستوى العالم.
يغلب الطقس الجاف على منطقة تندرا القطب الجنوبي، وبالرغم من البرودة القاسية للمناخ إلا أنه يعيش فيه مسطحاته المائية الجليدية بعض الحيوانات البحرية التي لها القدرة على التكيف والتأقلم مع ظروف المناخ الجليدي، وذلك مثل: سمك القد، الطحالب المائية، إلى جانب أنها تضم بعض أنواع الحيوانات القطبية أبرزها الفقمات، أما عن الطيور فهي تضم البطريق.
تندرا المرتفعات
وهي منطقة تندرا الألبية الممتدة على قمم الجبال، وتتميز عن منطقة تندرا القطب الشمالي عن طول فترة موسم النمو فيها والتي تصل إلى 180 يوم، وتكون المنطقة في أوج انخفاض درجات الحرارة في وقت الليل.
تخلو هذه المنطقة من أي أشجار بسبب انعدام الظروف المناسبة لنموها نظرًا لامتدادها على قمم أعلى الجبال، ولكنها تضم مجموعة متنوعة من النباتات مثل الأشجار القزمية والعشب المتكتل، وتتميز هذه المنطقة عن المناطق الأخرى بارتفاع نسبة الجفاف في تربتها.
تتميز هذه المنطقة بالتنوع الحيواني حيث أنها تضم حيوانات مثل المرموط والماعز الجبلي، إلى جانب أنها تضم بعض فصائل الحشرات والطيور.
والجدير بالذكر أن الحيوانات والطيور التي تعيش في مناطق التنذرا الثلاث لا تتمتع بقدرتها على التأقلم مع الظروف المناخية القاسية فحسب بل لديها القدرة على التأقلم في حالة ارتفاع درجة الحرارة وقلة نسبة الجليد عن النسبة المعتادة.
سكان منطقة التندرا
تعد منطقة التندرا من أكثر المناطق ذات الكثافة سكانية منخفضة نظرًا لظروف الحياة المناخية القاسية، ويُقدر إجمالي عدد السكان بنحو 16 ألف نسمة، وتتكون المنطقة من مجموعة من القبائل المتنوعة والتي تختلف من منطقة لأخرى ونستعرض لك أبرزها فيما يلي:
شعوب قومية سامي والتي تعيش في النرويج والسويد ضمن سهول أوراسيا.
شعوب الأوستياك وهي تقطن جبال الأورال الواقعة في روسيا وكازاخستان.
شعوب الأسكيمو التي تعيش في أمريكا.
يعيش السكان في حياة بدائية بمناطق التندرا نظرًا لتأثرهم بطبيعة الحياة فيها، حيث أنهم معظم ملابسهم مصنوعة من جلود وفراء الحيوانات، إلى جانب أن مسكنهم يكمن في الخيام المصنوعة أيضًا من الجلود، فضلاً عن أنهم يواصلون العيش اعتمادًا على نشاط الصيد، كما أنهم يعيشون حياة غير مستقرة لكثرة ترحالهم وتنقلهم من منطقة إلى أخرى.
في كل عام يحتفل سكان التندرا بعيد خاص بهم يُطلق عليه اسم “عيد مربي الأيائل” تعتمد فكرته على إثبات قدراتهم على تحمل برودة وجفاف المناخ، وذلك من خلال إقامة عدد من الأنشطة الجماعية مثل المصارعة والتي يتم ممارستها في الهواء الطلق.
الحيوانات في منطقة التندرا
تضم منطقة التندرا بشكل عام مجموعة متنوعة من الحيوانات والطيور الأخرى مثل: البومة الثلجية، بط الأيدر، غزال الرنة، أرانب البيكاز، الثعالب، إلى جانب الكائنات البحرية مثل: فرس البحر، سمك السلمون، فضلاً عن الحشرات مثل البعوض.
الأهمية الاقتصادية لمنطقة التندرا
بالرغم من طبيعة الظروف المناخية القاسية في هذه المنطقة إلا أنها تحمل أهمية كبيرة على المستوى الاقتصادي لأنها تضم احتياطي العالم من الموارد مثل: الغاز الطبيعي، الفحم، البترول وهي موارد تكمن أهميتها في استخدامها في أغراض مثل وقود السيارات، كما أنها تضم المعادن مثل الحديد الخام والزنك.
