تعتبر الصداقة هي واحدة من أهم العلاقات في حياة كل فرد، حيث إنها تشعر الشخص بالأمان والمحبة، والصداقة هي من الكلمات ذات المفهوم الجميل، ولا يمكن لأي شخص أن يعيش بدون صديق له، حيث إن الصديق تم استخلاصها من كلمة الصدق، وهذا ما يعني أن يكون لك صديق وصادق معك.
فلذلك فإن الصديق هو شيء هام جدا، حيث إن الصديق الصدوق الوفي هو وحده من يستطيع أن يشاركك في جميع ظروفك ومراحل حياتك وما تمر به، وهو من يقف بجانبك في الأزمات، ولا يمكن الحصول على الصديق الوفي في هذا الزمان بسهولة ولكنه بالتأكيد موجود، حيث إن الصديق الوفي هو من يبقى معك مهما تغيرت ظروفك أو أحوالك.
للصداقة بالتأكيد العديد من الفوائد المختلفة، حيث امتلاكك لشخص يكون صديق لك ووفي لك في نفس الوقت يكون هذا من أفضل النعم التي أنعم الله عليك بها، وهذا ما وجدناه في أبو بكر الصديق رضي الله عنه حيث كان خير صديق للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يعني أن الصديق شيء هام جدا في الحياة ويعود على الإنسان بالمنفعة الكبيرة في حياته، حيث إن الإنسان بطبيعته لا يمكنه أن يعيش بمفرده في المجتمع،
فالإنسان يحتاج دوما لشخص يشاركه أحزانه وأيضا أفراحه ويستشيره في مشاكله وفي جميع أمور حياته بدون أن يخاف أو يتردد في ذلك، وذلك و معنى الصديق الوفي العظيم، ففي حالة أن كان لك هذا الشخص فهذا يعني أنك امتلك صديق، كما أن الصديق أيضا يفيد صديقه على اجتياز جميع المهام في حياته ويقوم بتشجيعه على اجتياز اختباراته ويحاول دائما أن يكون مرآة له سواء في السلبيات أو الإيجابيات.
ليس أي شخص عابر قد تحدثت معه لفترة فهذا يعني أن يكون ذلك صديق لك فمفهوم الصداقة أعمق من ذلك بكثير وأكبر من ذلك، حيث إن هناك العديد من الأمور التي يجب أن تتوفر في الشخص الذي تعتبره صديق، حيث إنه لابد وأن يكون من الأشخاص المؤتمنين على سرك وعلى مشاكلك، ولا تشعر بالخوف أو الحرج منه في حالة إن قمت بسرد أسرارك معه، لأن متأكد منه ومن أنه لن يخذلك أو يسيء الظن بك يوما، بل يقف بجانبك لحل مشاكلك.
وأيضا يجب أن يكون الصديق دائما محب لك وأن لا يجعل أحد يتكلم عنك بسوء أثناء وجوده، فهو يستطيع أن يرد غيبتك عنك فذلك يكون الصديق الحقيقي، كما أن الصديق لابد أن يذكر صديقه دائما بطاعة الله ويشجعه على التقرب من الله عز وجل، ولا ينفره من العبادات، كما أنه يدعوك دائما لفعل الخيرات والتخلص من الأفعال السلبية التي تقوم بفعلها ولا يشجعك على فعل الذنوب، كما يجب أيضا أن يكون صديقك عنده الصبر الكافي لأن يتحملك ولا يغضب منك مهما حدث بينكما ويكون ذلك من أجل الحفاظ على الصداقة التي بينكما.
الصداقة هي من العلاقات السامية والتي لا تشبهها أي علاقة أخرى، فهناك الكثير من الأشخاص يتظاهرون بأنهم يمتلكون أصدقاء بأعداد كبيرة، ولكن في الغالب هؤلاء الأشخاص لم يتمكنوا من الحصول على صديق واحد فقط حقيقي من بين هؤلاء الكمية، حيث إن الصداقة تعني أشياء كثيرة وجميلة، فلا يمكن للشخص أن يصادق مجموعة من الأشخاص، حيث إنه في الغالب يكون الصديق الوفي الحقيقي هو صديق واحد فقط.
وقد لا يعثر عليه الكثير من الأشخاص طوال حياتهم، والصداقة الحقيقية تختلف عن أي علاقة أخرى سواء كانت علاقة تعارف أو حتى علاقات الحب، حيث إن الصداقة الحقيقية تدوم بين شخصين مهما تعرضوا لظروف أو ابتعاد ظل كلا منهما يتذكر الآخر ويتواصل معه مهما طالت المسافات بينهما أو فرقتهما الظروف، حيث إن الصديق الحقيقي هو من تعود له بعد غياب وتجده كما كان فات ذراعيه لك ويحبك في الله بدون أي مصالح أو أهداف أخرى في مخليته تجاهك.
الصداقة الحق تمنح الأصدقاء الكثير من المشاعر الطيبة، بل وتؤثر على طبيعة تفكيرهم وشخصياتهم إلى الأفضل، وتجمع الصداقة الكثير من الأهميات والمميزات، والتي من بينها كل مما يلي:
إن الصداقة تقلل من شعور الشخص بالوحدة، كونه يتشارك مع الأصدقاء تجاربهم سوياً، كما أنهم يعيشون العديد من المواقف الخاصة بحياة بعضهم البعض، كما يمتلكون في أغلب الأحيان مجموع من التجارب سوياً، وبعض المواقف الخاصة بحياة بعضهم البعض.
كما يمتلكون في أغلب الأحيان وجهات نظر ومبادئ ومعتقدات وتقاليد متشابهة ومتشاركة، ويكون الأصدقاء شهداء على التغيرات المختلفة التي تحدث في حياة بعضهم، سواء كانت تغيرات إيجابية أو تغيرات سلبية، كما يشاركون بعضهم في الكثير من المناسبات سواء السعيدة أو الحزينة.
تم إجراء الكثير من الدراسات حول حياة البالغين، وقد يتم اكتشاف الكثير من النتائج، والتي من أهمها، هي أن الأشخاص الذين يمتلكون مجموعة من الأصدقاء المقربين منذ فترة زمنية طويلة، فقد حققوا الكثير من النتائج الإيجابية على مستوى العمل، مقارنة بالذين لا يملكون أصدقاء، ويرجع السبب في ذلك غلى أن الصداقة تعمل على تحسين المزاج، الأمر الذي يؤدي إلى تحسين أداء العمل.
توصلت الكثير من الدراسات الحديثة، ولعل من أشهرها التي تمت في جامعة هارفارد، وذلك إلى أن وجود بعض الصداقات القوية في حياة الإنسان تساعد في دعم صحة الدماغ، إلى جانب زيادة القدرة على الصداقة والتقليل من الشعور بالتوتر، كما يمكن للإنسان من اختيار أسلوب الحياة الأفضل، والذي يعمل على المحافظة على قوته، الأمر الذي يساعد في الخروج من المشاكل الصحية بشكل سريع.
في ظل انتشار التكنولوجيا الحديثة، ووسائل الاتصال والهواتف المحمولة التي أصبحت مزودة بوسائل التقنية الحديثة أصبح من الصعب جدا أن يمتلك الإنسان شخص واحد يكون صديق له، حيث إن مواقع التواصل الاجتماعي قد غيرت الكثير من المفاهيم المختلفة عند الأشخاص وفرقت بين الأصدقاء بسبب انشغالهم بالهواتف المحمولة فنجد الآن الإنسان يجل مع هاتفه الخلوي الذي أصبح صديقا في الفترة الأخيرة.
ويقوم من خلاله بمراسلة الأشخاص من جميع دول العالم ويكون صداقات وهمية، وقد تكون أغلبها مؤذية له فيما بعد، وهذه الصداقات التي يتم تكوينها على مواقع التواصل الاجتماعي لا تعتبر صداقات، إلا في حال كونك لك صديق حقيقي، ويقوم بمراسلتك فهذا يكون أمر جيد ويدل على عدم مفارقتكم حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، أما العكس فلا يعترف بهم كأصدقاء حقيقيون وذلك لأنهم يكونوا عبارة عن أسماء من خلف الهواتف، وقد تكون أغلبها شخصيات وهمية.
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ) (حديث صحيح)
حتى تتمكن من كتابة موضوع تعبير عن صديق لك، فعليك أولاً أن تجمع أفكارك، وتحاول الإجابة عن بعض الأسئلة، ومن تلك الإجابات ستتمكن من كتابة موضوع التعبير،و تلك الأسئلة هي كما يلي:
– ما الذي أضافه لي صديقي في شخصيتي؟
– ما هي أجمل المواقف التي مررنا بها سوياً؟
– كيف كان رد فعل صديقي عندما مررت بمشكلة؟
– هل أنا نعم الصديق؟
– هل ساعدت صديقي في الإقلاع عن عادة سيئة أو ساعدني على ذلك؟