يسعى الكثير من الأشخاص إلى تطوير ذاتهم نحو الأفضل، ويتساءلون عن كيفية تحقيق ذلك، فهناك طريقتان هما: مصاحبة الأشخاص الناجحين والتعلم من خبراتهم، أو قراءة القصص والروايات التي تتحدث عن تطوير الذات، وفي مقالنا اليوم سنطرح بعض القصص التي تتعلق بتطوير الذات.
قصة عازف الكمان الفرنسي
يحكى أن هناك عازف كمان، وكان لديه اجتماع أمام لجنة موسيقية لتحديد مستقبله في مجال الموسيقى، وفي حالة رسوبه فستنقلب حياته رأساً على عقب.
وكانت تتشكل اللجنة من سبعة موسيقيين، وذلك ما أصابه بالتوتر والضغط، وعندما بدأ في العزف أنقع أحد أوتار الكمان، لكن هذا لم يجعله يتوقف بل ظل يعزف بنفس الوتيرة بالكمان مقطوع الوتر، ولسوء حظه انقطع وتر آخر، وواصل العزف وانقطع وتر ثالث ولم يبق له سوى الوتر الرابع، لكنه واصل العزف حتى النهاية ولم يتوقف.
وعلى الرغم من ذلك تفاجأ أن اللجنة أعطته علامة كاملة جعلته ينجح، وليس نجاحه هذا لجمال عزفه أو براعته بل لعدم استسلامه وإصراره على إكمال مقطوعته وعدم انسحابه.
قصة المزارع الهولندي
تضمن أحداث تلك القصة على أن هناك لرجلاً مزارعاً هولندياً باع كل ما لديه في هولندا ثم هاجر إلى جنوب أفريقيا، وبعد وصوله قرر شراء قطعة أرض ليكمل زراعته في هذا البلد، وبعد بحث مطول توصل إلى قطعة أرض مناسبة الثمن بالنسبة له فاشتراها.
وبعد استلامه لقطعة الأرض ظن أنها مجرد قطعة أرض جرداء ومهمله، ولا تحتاج إلا بعض العناية والاهتمام بها حتى تصبح أرضاً زراعياً مرة أخرى، ولكنه وجدها غير ذلك، فهي كانت مليئة بالعقارب الأمر الذي يجعلها غير صالحة لممارسة الأنشطة الفلاحية فيها.
ولكن لم ييأس هذا المزارع، حيث عمل على تحويل هذه الأرض إلى مكان لاكتشاف لقاحات السموم، لوجود العديد من الأفاعي والعقارب السامة، واليوم أصبحت أرضه أكبر منتج للقاحات في العالم.
حكاية السيدة العجوز
تدور أحداث تلك القصة حول امرأة عجوز مسنة، كانت تمتلك بستان من الورد لكن الأطفال المشاغبين دوماً ما كانوا يقطفون الورد من هذا البستان، كما أنها عانت الكثير من أجل طردهم وحماية ورودها، حيث جربت العنف والضرب والشكاوى لكن ذلك لم ينفع ولم يجعل الأطفال يتوقفون عن المشاغبة.
بعد الكثير من الوقت التي استغلته تلك العجوز في التفكير، حيث توصلت إلى فكرة وحل منطقي، وهي أنها تقوم باختيار أحد هؤلاء الأطفال ويكون أكثرهم قوة وأسوأهم، حتى تعينه قائداً على الحديقة ويحميها، ونظراً لخوف الأطفال منه لا يستطيع الأطفال الدخول إلى حديقتها منذ ذلك اليوم.
قصص نجاح قصيرة وملهمة في تطوير الذات
هناك الكثير من الشخصيات المعروفة عالمياً نظراً لما قاموا به من تطوير ذواتهم في مختلف المجالات، والتي يتمكن أن نتعلم من قصصهم كيفية تطوير الذات، ومنهم ما يلي:
قصة نجاح أوبرا وينفري
هي من أشهر مقدمين البرامج في الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت حياتها بشكل مأساوي، حيث أنها ولدت عام 1958 م في حي فقير لوالد كان يعمل حلاقاً وأم كانت تعمل خادمة في البيوت.
تعرضت أوبرا منذ صغرها لحالات اعتداء جنسي وإساءات جنسية من أقارب لها، ثم بدأت تعاني من التمييز العنصري تجاهها في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب لون بشرتها.
كما انفصل والديها وكان ذلك بمثابة محطة صعبة في حبيتها، ولكنها تحدت كل هذه الظروف الصعبة وأكملت دراستها الجامعية في تينيسي بعد حصولها على منحة دراسية بسبب تفوقها الأكاديمي حيث كانت من أوائل الجامعة.
عملت في بادئ الأمر كمراسلة في إذاعة راديو، ثم قدمت على برنامج (The People are Talking) بعد العديد من المحاولات للتقديم في إذاعات ومحطات تلفزيونية كانت جميعها تغلق الأبواب في وجه أوبرا بحجة أنها قبيحة ولأسباب عنصرية.
اجتهدت أوبرا في عملها بالإذاعة لمدة ثلاث سنوات والتي حققت انتشاراً كبيراً من خلاله في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
ثم بدأت في تقديم برنامجها الصباحي بعد أن انتقلت إلى محطة شيكاغو، وهي تعد محطة النجاح بالنسبة لها على المستوى العالم، حيث قدمت برنامجها الخاص (The Oprah Winfrey Show) الذي كان يبث عبر 125 قناة محلية في الولايات المتحدة الأمريكية والذي تخطت أعداد متابعيه ال 10 مليون متابع.
قصة نجاح بيل غيتس صاحب مايكروسوفت
هو من قام بتأسيس شركة مايكروسوفت وساهم في نجاحها، كما كانت عائلته ميسورة الحال، وبدأ تعلقه وحبه للكمبيوتر عندما كان في المدرسة، حيث قامت المدرسة بشراء جهاز كمبيوتر وكان بيل غيتس مهتم كثيراً بتعلم تفاصيل وكيفية عمل الكمبيوتر وطريقة تركيبه، فكان يوجد بشكل مستمر في مركز الحاسب الآلي في مدرسته، ولكن بسبب كثرة استخدام الجهاز فقط تعطل وقامت الشركة المصنعة له بمنع تزويد المدرسة بجهاز آخر.
ثم قام بيل وزملائه وهم بول آلان، وريك ويلاند، وكينت إيفانس بتقديم عرض لشركة (CCC) المصنعة للكمبيوتر بأن يقوموا بمساعدتهم في إيجاد أخطاء النظام مقابل منح الشركة لهؤلاء الشبان الأربعة زمناً مجانياً وغير محدود لاستخدام النظام، فوافقت الشركة على هذا العرض بسبب يأسهم من إيجاد حلول.
ثم قاموا بتأسيس شركة برمجو ليكسايد وأتاحت لهم الفرصة لدراسة برامج النظام، وبعد الانتهاء من فترة الدراسة، ذهب بيل إلى دراسة الحقوق في جامعة هارفارد ولكنه تفوق في الرياضيات وعلم الحاسوب، حيث صمم أول نسخة من لغة البيسك مع صديقه بول آلان، وقرروا أن يأسسوا شركة مايكروسوفت.
بالإضافة إلى أن بيل لم يستكمل دراسته في الجامعة واتجه للعمل في مشروعه الخاصة “مايكروسوفت” حتى وصلت الشركة إلى ما هي عليه في يومنا هذا من ازدهار وانتشار.
كما يعتبر بيل جيتس في يومنا هذا من أغنى أغنياء العالم، ولكنه في عام 2008 تنحى عن منصب رئيس مجلس إدارة مايكروسوفت ليصبح مستشاراً تكنولوجياً للشركة ويتفرغ للأعمال الخيرية.
قصص تنمية بشرية هادفة ورائعة
وتشير القصة التالية إلى زيادة الثقة بالنفس وعدم الاستماع إلى سخرية الآخرين والتأثر بهم، بل أستمع إلى نفسك وقدراتك فقط، وتدور أحداث القصة على التالي:
قصة صانع البناطيل
كان هناك رجل يصنع قماش للمراكب الشراعية، وكان يقوم بصناعة القماش حتى يبيعه لأصحاب المراكب الشراعية، وفي أحد الأعوام ذهب الرجل لأصحاب المراكب ليبيع لهم القماش، لكنه وجد من سبقه واشترى أصحاب المراكب منه القماش.
فحزن الرجل حزناً شديداً وظل جالساً يفكر ماذا سيفعل بالقماش، كما سخر منه أحد أصحاب المراكب قائلاً: ”اصنع به بناطيل وارتديها أنت”،وظل يفكر هذا الرجل كثيراً بما قاله صاحب المركبة، وبالفعل صنع من القماش بناطيل لأصحاب المراكب وباعها لهم بملغ بسيط، حيث إعجابوا بالبناطيل كثيراً، فهي كانت مصنوعة من أقمشة قوية وتستحمل طبيعة عملهم، ووعدهم الرجل أن يصنع لهم بناطيل في العام القادم.
كما بدأ الرجل يعدل في البناطيل وأضاف لها جيوباً حتى تتناسب مع العمال، وهكذا قد حول الرجل أزمته إلى نجاح بالجد والاجتهاد، ولم يستمع إلى سخرية الناس منه، بل جعل من سخريتهم حلاً رائعاً، حيث ابتكر منها فكرة أخرجته من مأزقه.