مفهوم التدريس التبادلي شغل محركات البحث في الفترة الأخيرة فالكثير لا يعلم ما يشير إليه المفهوم لذا سنوضحه لكم من خلال مقالنا اليوم، فالتدريس التبادلي هو أحد الطرق المطورة في مجال التعليم إذ يعتمد على إقامة حوار بين المعلم والطالب أو تبادل الحوار بين الطلبة وبعضهم البعض، ولأن الحديث عن هذا المفهوم لا يمكن إيجازه في بضع سطور سنتناول الحديث عنه بالتفصيل من خلال سطورنا التالية على موسوعة.
مفهوم التدريس التبادلي
هو أحد الطرق المطورة في مجال التعليم حيث يقوم على فكرة تبادل حوار بين الطالب والمعلم أو بين الطلاب وبعضهم البعض، فالتدريس التبادلي يعتمد على تبادل المعلومات.
التدريس التبادلي يعتبر طريق بديل للتدريس التقليدي والفارق بينهم أن التدريس التقليدي يعتمد بشكل كُلي على المعلم فهو المصدر الوحيد للمعلومات، أما في التدريس التبادلي يختلف دور المعلم فالتعليم هنا يعتمد على إقامة حوار بينه وبين الطالب أو بين الطلاب وبعضهم البعض وفي هذه الحالة يقتصر دور المعلم على تقسيم الطلاب إلى فرقب صغيرة وتشجيعهم على مشاركة المعلومات.
يستخدم المعلمين التعليم التبادلي لتنمية مهارات الطالب وقدرته على البحث عن المعلومات، ومع التقدم في مرحلة التعلم يستطيع الطلاب تبادل الدور مع المعلم فيقتصر دوره على التشجيع وتقديم الأفكار.
استراتيجية التدريس التبادلي
يأخذ التدريس التبادلي شكل استراتيجيات يوظفها المعلم في صورة متتالية لتسلم كل واحدة منها الأخرى والتعليم التبادلي يعتمد على أربع استراتيجيات أساسية وهي “التلخيص – توليد الأسئلة – التنبؤ – الاستيضاح” ومن خلال فقراتنا التالية سنوضح لكم مفهوم كل استراتيجية على حدى.
التنبؤ
تعتمد هذه الاستراتيجية على توقعات الطالب للدرس بعد أن يقوم المعلم بقراءة العنوان الأساسي للدرس وقراءة العناوين الفرعية، فبعد الاستماع إلى ما يطرحه المعلم يتعين على الطالب التنبؤ بالفروض وعندها يكون الهدف من القراءة هو تأكيد الفرضيات أو رفضها.
دور المعلم هنا يقتصر على قراءة عنوان الدرس والعناوين الفرعية وطرح بعض الأسئلة لإثارة ذهب الطالب، وقراءة بعض فقرات الدرس.
التلخيص
التلخيص هو أحد الخطوات الهامة وهو يعتمد بشكل كلي على الطالب وقدرته على تحديد المعلومات الهامة في الموضوع، وتتطلب هذه الاستراتيجية أن يقوم الطالب باستدعاء وفهم ما قرأه ليتمكن من تنظيم الموضوع واستخراج العناصر الأساسية منه، فالتلخيص يتمثل في قيام الطالب بإعادة صياغة ما درسه بشكل موجز وبطريقته الخاصة وبهذا الشكل يتمكن من معرفة أهم المعلومات التي وردت في الموضوع.
يساعد التلخيص على تجميع الأفكار بشكل منظم وبالتالي يسهل تذكرها فيما بعد ومن الجدير بالذكر أن قيام الطالب بتلخيص الدروس يتطلب اهتمامه ببعض الامور، هذه الأمور تتمثل في:
تجنب تكرار المعلومات بترك المعلومات الدالة على نفس المعنى فالإسهاب في الشرح في تلك الحالة سيكون دون جدوى.
التركيز على المصطلحات والعناوين الهامة.
ترك المعلومات الغير ضرورية التي لا يؤثر حذفها على المعنى.
تحديد مدة زمنية معينة للتلخيص لتجنب ضياع الوقت.
التساؤل
المقصود بالتساؤل قيام الطالب بطرح بعض الأسئلة على المعلم للحصول على معلومة بعينها، فبعد أن ينتهي المعلم من شرح الدرس وتبادل الخبرات بينه وبين الطلاب قد يجد البعض حاجة إلى الحصول على تفسير إجابة سؤال معين وهنا يقوم الطالب بطرحه على المعلمة للحصول على المعلومات المرغوبة، ومما لا شك فيه أن هذه الاستراتيجية تساعد على تنمية المهارات العقلية لدى الطالب.
في بعض الأحيان يقوم المعلم بترك فرصة للطلاب للإجابة على الأسئلة المطروحة ليترك لهم حرية تبادل المعلومات، وبذلك يمكننا القول أن استراتيجية التساؤل تدعم الأداء الجماعي وليس فقط الإجابة الفردية من طالب بعينه، وبذلك فهي تساهم في تحسين قدرة الطالب على الفهم.
مما لا شك فيه أن للمعلم دور هام في تحقيق هذه الاستراتيجية حيث يتعين على المعلم مساعدة الطلاب في صياغة الأسئلة بشكل صحيح، وتقديم إجابات واضحة للاستفسارات التي يطرحها الطلاب.
الاستيضاح
تهدف هذه الاستراتيجية إلى فهم الطالب للمحتوى المقروء إما من خلال إعادة قراءة النص مرة أخرى أو من خلال طرح الأسئلة على المعلم، فالاستيضاح بمثابة تقويم نقدي للمحتوى وقيام الطالب بهذه الخطوة يشير إلى فهمه لعوائق الفهم، فعندما يلقي الطالب أسئلة الاستيضاح يعني أنه اصبح على دراية تامة بالعوائق التي تسبب عدم الفهم كوجود مفاهيم غير مألوفة مثلًا.
مميزات التدريس التبادلي
تخفيف عبء عملية التدريس على المعلم فتقديم المعلومات لم يعد مقتصرًا على المعلم فقط.
يتميز التدريس التبادلي بسهولة التطبيق في الصفوف الدراسية.
يساعد على تنمية قدرة الطلاب على المناقشة والحوار.
يساهم في تنمية المهارات القيادية لدى الطالب.
يعمل على تنمية القدرة الاستيعابية للطالب وسرعة التحصيل.
يزيد من ثقة الطالب بنفسه فالتدريس التبادلي يشجع الطالب على المشاركة في الحديث وبالتالي يتخلص من الحجل.
تنمية قدرة الطالب على الاستيعاب وسرعة ترسيخ المعلومات في عقله.
دعم قدرة الطالب على التحصيل فمشاركة الطالب في الحديث أثناء الشرح تجعل المعلومات تترسخ في ذهنه دون جهد.
رفع قدرة الطالب على التحصيل وملاحظة تطور في المستوى التعليمي.
زيادة فاعلية الطلاب في التعليم فلم يعد يقتصر دورهم على تلقي المعلومات.
من مميزات التدريس التبادلي أيضًا أن استخدامه لا يقتصر على الصفوف ذات الاعداد الصغيرة بل يمكن تطبيقه في الصفوف ذات الأعداد الكبيرة.
خطوات استراتيجية التدريس التبادلي
لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من اتباع نظام التدريس التبادلي ينبغي أن تسير العملية التعليمية ضمن خطوات متتالية هذه الخطوات تتمثل في:
عرض المعلومات على الطلاب: في البداية يتعين على المعلم عرض الأفكار والخطوات المطلوب من الطلاب اتباعها أثناء عملية التعلم، فهو المصدر الرئيسي للمعرفة في ذلك الوقت.
الممارسة والتعلم: في هذه الخطوة يكون الطالب أكثر فهماً لدوره في تنفيذ الاستراتيجية ولكنه يحتاج مساندة من المعلم ولكن دور المعلم يقل ليصبح هو الموجه فقط.
تقسيم الطلاب لمجموعات: في هذه الخطوة يتعين على المعلم تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة وتحديد قائد لكل مجموعة، وهنا يتنقل دور المتعلم من متلقي للمعلومات إلى ملقن لها.
الاعتماد على الذات: هذه الخطوة تأتي بعدما يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات واختيار قائد لهم مع تقديم المعلومات الكافية لهم، وحينها يتولى القائد شئون فريقه فيقتصر دور المعلم على المساندة والتشجيع لكل فريق.
الفهم والاستيعاب: في هذه الخطوة يصبح الطلاب أكثر فهمًا للخطوات السابقة وأكثر استعدادًا للتطبيق ولا يحتاجون إلى مساعدة المعلم بشكل كبير.
أسس التدريس التبادلي
يستند التدريس التبادلي إلى مجموعة من الأسس والمنطلقات هذه الأسس تتمثل في:
تدعيم جهود الطلاب.
تقديم الدعم للمعلم بمجرد البدر في أداء المهام.
تضاؤل دور المعلم في العملية التعليمية مع مرور الوقت على تطبيق نظام التدريس التفاعلي.
إمكانية اتباع النظام سواء زاد عدد الطلاب أو نقص.
الأمور الواجب مراعاتها في التدريس التبادلي
مراعاة الطلاب الذين يجدون صعوبات في التعلم من خلال تعزيز قدرتهم على المشاركة وطرح الأسئلة حول الأمور التي لم يتسنى لهم فهمها.
تزويد الطلاب بالتعليم المساند الذي يتم من خلاله تزويدهم بما يفيدهم في البيئة التعليمية التفاعلية.
مراعاة أن التعليم التبادلي في مراحل عمر الطلاب المتقدمة سيعتمد على المهارات الاستيعابية التي يمتلكها الطالب.
توجيه العناية نحو معالجة صعوبات التعلم التي يعاني منها الطالب فإذا لم يتم معالجتها مبكرًا ستؤثر سلبًا على تقدم الطالب دراسيًا.
يجب مراعاة أن اكتساب الاستراتيجيات الفرعية المتضمنة في التدريس التبادلي مسئولية مشتركة بين المعلم والطالب.
ينبغي على المعلم مراعاة نقل مسئولية التعليم بشكل تدريجي للطلاب.
أهمية تدريب الطلاب على استخدام استراتيجية التدريس التبادلي
الهدف الأول من استخدام استراتيجية التدريس التبادلي هو تنمية الفهم القرائي للطلبة ليتمكنوا من مشاركة المعلم في العملية التعليمية، والتدريب على تطبيق استراتيجية التعليم التبادلي في وقت مبكر يساعد الطلاب على تطبيقها بسهولة في مراحل التعليم المتقدمة، واستخدام تلك النظرية في التعليم جاء ليخدم عدة أهداف من أبرزها الآتي:
رفع كفاءة الطلاب وقدرتهم على التحصيل.
زيادة مستوى الطلاب التعليمي في جميع المراحل التعليمية.
تعزيز قدرة الطالب على المشاركة في الحوار دون خوف أو تردد.
كسر حاجز ال خجل الذي يعاني منه بعض الطلبة عند الحاجة إلى طرح استفسار معين.
زيادة فاعلية الطلاب في التعليم فلم يعد يقتصر دورهم على تلقي المعلومات.
دور المعلم في استراتيجية التدريس التبادلي
المعلم هو الميسر للعملية التعليمية.
يعمل على تصميم المواقف التعليمية للمتعلمين.
يسهم في بناء المعنى للمتعلمين.
تقديم المساندة للطلاب وتوفير الدعم اللازم لهم.
العمل عل نمذجة خطوات الاستراتيجية للمتعلمين.
يساهم المعلم في بناء الأنشطة للمتعلمين.
دور المتعلم في استراتيجية التدريس التبادلي
مشاركة المعلم في تصميم المواقف والأنشطة التعليمية.
العمل على ربط المعارف السابقة بالمعارف الجديدة.
تلخيص الدرس وتحديد الفقرات الهامة لتيسير عملية الحفظ.
المناقشة وطرح الأسئلة على المعلم في الأشياء التي لم يتسنى لهم فهمها.
استنتاج معلومات جديدة من خلال المعلومات المتوفرة عن الموضوع.
القدرة على التنبؤ بكل ما هو جديد.
كيفية تقييم أداء الطلاب في التدريس التبادلي
لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من اتباع طريقة التدريس التبادلية بين المعلم والطلبة ينبغي على المعلم تقييم أداء الطلاب لقياس مدى فاعلية استخدام الاستراتيجية، وتقييم الأداء يتم من خلال الآتي:
استماع الطلاب ومناقشتهم حول موضوع الدرس فمن خلال المناقشة ستظهر إشارات تعكس مدى تعلم الطلاب للاستراتيجيات الأربعة.
قيام المعلم بطرح بعض الأسئلة على الطلاب لقياس مدى فهمهم، ويفضل أن يتابع المعلم مناقشة الإجابات التي يقدمها الطلبة.
إلى هنا نكون قد وصلنا متابعينا الكرام إلى ختام حديثنا نأمل أن نكون استطعنا أن نوفر لكم عناء البحث فقد حرصنا على تقديم كافة المعلومات المتعلقة بالتدريس التبادلي، نشكركم على حسن متابعتكم لنا، وندعوكم لقراءة المزيد في عالم الموسوعة العربية الشاملة.