تعتبر القراءة هي واحد من الأمور الهامة جدا في حياتنا اليومية، حيث إن القراءة تفيد الإنسان في العديد من المجالات المختلفة سواء في حياته العملية أو العلمية، والقراءة هي المسئولة عن نهضة البلاد والشعوب، وهي التي تساعدهم إلى الوصول إلى غاياتهم وأهدافهم التي يطمحون بتحقيقها، والإنسان المثقف هو الذي يقوم بقراءة الكتب المختلفة في جميع المجالات وذلك حتى يتمكن من اكتساب الخبرات التي تفيده في حياته بشكل عام، وهي من الأمور التي يعتبرها الكثير من الأشخاص بأنها الهواية المفضلة لهم، ولكنها في الحقيقة لا تكون مجرد هواية لأن القراءة تنمي العقل أيضا وتوسع مدارك الإنسان، ولذلك فهي تعود عليه بالنفع والتطلع وليست مجرد هواية، وقد لا يميل البعض إلى القراءة بشكل مستمر ويجد فيها صعوبة، ولكن القراءة هي من الأمور التي يبني بها الإنسان مستقبله وحياته القادمة، وفي سطور مقالنا اليوم على موسوعة سنعرض موضوعًا عن القراءة وأهميتها.
تعريف القراءة
يمكن تعريف القراءة بأنها إحدى الوسائل التي تساعد على تعلم اللغة ومشاركة الأفراد للمعلومات والأفكار لتحقيق التواصل السهل فيما بينهم.
كما يمكن تعريفها بأنها إحدى المهارات التي يتعلمها الفرد في مرحلة مبكرة من حياته، لتكون هي الأساس الذي يبني عليه حياته التعليمية، وذلك عندما يدرك القارئ معنى النص المكتوب ويفهم جميع محتوياته ويستوعبها.
تتضمن النصوص رموز وإشارات وحروف، وحتى يستطيع الإنسان فهم تلك النصوص يجب عليه أن يكون قادرًا على فهم وترجمة تلك الحروف والإشارات الموجودة فيها، ومن المهارات التي تدعم القراءة هي الكتابة والاستماع والتحدث.
أنواع القراءة
تتعدد أنواع القراءة وفقًا للغرض المستخدمة فيه فيما يلي:
القراءة الاستطلاعية: الهدف من هذا النوع من القراءة ليس التعمق في المعلومات الموجودة بالنص ولكن الإطلاع على محتواه بهدف الحصول على فكرة عامة حوله، حيث يسعى القارئ من خلال القراءة الاستطلاعية لزيادة معلوماته العامة.
القراءة الدراسية: وهي القراءة المتعلقة بمختلف مراحل التعليم، فيكون القارئ فيها هو الطالب المدرسي أو الجامعي الذي يستخلص أهم الأفكار الموجودة بالنص ويعمل على ربطها مع بعضها البعض، وهي الأفكار التي تفيد الطالب طوال مشواره التعليمي.
القراءة الترفيهية: ويهدف هذا النوع من القراءة إلى تحقيق الترفيه والمتعة، فيختار القارئ النص الذي يرغب في قراءته والذي يجد فيه ما يروح عن نفسه، ويتميز هذا النوع من القراءة بانتشاره بين الفئات العمرية المختلفة.
أهمية القراءة في نقاط
القراءة هي أهم وأقوى غذاء لروح وعقل الإنسان، فنفس الإنسان تشبع عندما تنهل من نهر المعرفة الذي لا ينضب أبدًا، فعندما يراود الإنسان أي تساؤل فلن يجد إجابته إلا في الكتب.
تساعد القراءة على تقدير قيمة الوقت واحترامه، وبالتالي يحسن الإنسان استغلاله فيما ينفعه.
القراءة تجعل الإنسان مبدع ومبتكر وقادرًا على إيجاد أي حل لأي مشكلة تواجهه، وذلك بسبب سرعة بديهته التي تكوّنت ونَمت بفضل القراءة.
المداومون على القراءة يصبحون أكثر تقبلًا لاختلاف الآراء لأن هدفهم الأول هو البحث عن الحقيقة.
تعلم القراءة الإنسان كيف يتأنى قبل أن يحكم على مختلف الأشياء.
عندما يقرأ الإنسان يصبح أكثر فهمًا لطبيعة المشكلات التي تواجهه، وبالتالي يستطيع التمييز بين الصالح والفاسد.
من يحرص على القراءة والإطلاع يصبح لديه خبرة في الكتب المفيدة والمنيرة للعقول والكتب التي ليس لها فائدة أو التي تدس سمومها بين سطورها، فيتمكن من توجيه النصح والإرشاد لغيره بالكتب التي تنفعهم ويحذرهم من الكُتب الموجهة لتحقيق هدف ما.
تعمل القراءة على تقوية العلاقات الاجتماعية وتعزيز التبادل الثقافي بين الأفراد والمجتمعات.
أهمية القراءة للفرد
تولد شعور دائم عند الأشخاص بالفهم والإدراك، وذلك من خلال قراءة أنواع الكتب المختلفة.
تُعد واحدة من أفضل وسائل الترفيه التي يمكن أن يرفه بها الإنسان عن نفسه، كما أنها مفيدة له في نفس الوقت فلا يشعر الإنسان بأنه قد أضاع وقته بلا فائدة.
تساعد على تغيير الإنسان وتغيير وجهات نظره، وذلك من خلال المهارات والمعلومات التي يكتسبها من خلال تطلعه دائما في جميع المجالات والكتب المتعددة.
مفيدة لصحة الإنسان النفسية والعقلية، فتجعل الإنسان يقاوم الكثير من أمراض المخ التي يتعرض لها مع التقدم بالسن، والتي من بينها مرض الزهايمر.
أيضا من الأمور التي تساعد الإنسان على النهوض بمكانته العملية وذلك من خلال الخبرات التي يكتسبها من الكتب المختلفة المجالات.
تعلم الإنسان كيفية التحدث مع الآخرين حيث إن كثرة القراءة والتطلع تجعل الإنسان له أسلوب مميز وجذاب في الحديث مع الآخرين وذلك من المهارات التي يكتسبها من كثرة القراءة.
تساعد بشكل كبير على تخلص الإنسان من القلق والضغط النفسي، وذلك من خلال قراءة الكتب الممتعة والمسلية في نفس الوقت، وهذا ما يخرج الإنسان من حالة التوتر العصبي ويجعله أكثر هدوءا.
تجعل الإنسان بمثابة كتيب كبير يتحرك، حيث إن المخ يقوم بتخزين جميع المعلومات التي يقوم بقراءتها وفي حالة الاحتياج لتلك المعلومات يقوم المخ باسترجاعها بأقصى سرعة، ومع كثرة القراءة تزيد المعرفة وتخزن المعلومات.
تساعد تنمية الذكاء عند الأشخاص، وذلك في حالة قراءة الكتب السياسية والروايات الغامضة، وهذا الأمر الذي يجعل الإنسان قادر على تحليل المواقف وربط الأحداث ببعضها في حياته العامة.
عندما يقرأ الإنسان النصوص ويدقق فيها ويحللها فذلك يساعده على زيادة تركيزه وتقليل تشتته.
يتعلم منها الإنسان كيف يستغل وقته ويستثمره فيما ينفعه.
تساعد الإنسان على صفاء ذهنه وراحة عقله وبالتالي تخلصه من الأرق، خاصة عندما يقرأ أي نص قبل النوم.
يعرف من خلالها الإنسان تواريخ الأمم وأهم المعلومات عنها.
عندما يداوم الإنسان على القراءة يتمكن من تكوين وجهة نظر خاصة به، فيصبح مستقل الشخصية ولا يمكن التأثير عليه.
أهمية القراءة للمجتمع
من الأمور التي تعم على المجتمع بأكمله بالعديد من الفوائد الاقتصادية، وذلك من خلال تداول الكتب وبيعها وشراؤها، فذلك يعزز من الحالة الاقتصادية.
تزيد من عجلة الإنتاج وذلك من خلال عمل المطابع بشكل متواصل من أجل طباعة الكتب وبيعها في الأسواق، إلى جانب توفير فرص عمل للكثير من الشباب في تلك المطابع.
عندما يداوم أفراد المجتمع الواحد على القراءة يصبحون أكثر ثقافة ووعيًا، وبالتالي يدركوا الدور الواقع على عاتقهم في تطوير بلدهم وتنميتها.
تفيد أيضا في توطيد العلاقات بين الناس والتعامل بشكل أفضل مع بعضهم البعض، كما أنها تساعد أيضا في تكوين العلاقات المختلفة ومنها العلاقات الدولية في حال الحصول على الكتب الخارجية.
تساعد القراءة على زيادة وعي الأفراد وبالتالي نبذ أي سلوكيات تؤدي لتشتت المجتمع وتدهوره.
عندما يحرص أفراد المجتمع على القراءة واكتساب الثقافة فذلك من شأنه أن يساهم في تطور المجتمع وتقدمه ككل.
القراءة هي السبيل الذي يمكن من خلاله أي أمة أن تتطور وتتقدم في مجال البحث العلمي والاكتشافات العلمية.
القراءة ترفع من مكانة وشأن الدولة بين مختلف الدول والأمم لأنها تساعد على زيادة عدد المتخصصين بها وبالتالي تطوير كافة مجالات الحياة فيها.
كيفية الاستمتاع بالقراءة
من الأمور المفيدة، وفي حال وجدت نفسك راغبا في قراءة الكتب فيكون عليك تحديد أنواع الكتب التي تريد قراءتها، وبذلك تكون القراءة ممتعة بالنسبة إليك، حاول الابتعاد عن الكتب التي تشعر بأنها مملة بالنسبة إليك.
إذا كنت مقبل على القراءة مؤخرا، فيجب عليك في ذلك الوقت تحديد هدفك من القراءة أو معرفة السبب من رغبتك في القراءة، أم تريد تضييع الوقت فقط أم من أجل المعرفة، وهنا يسهل عليك اختيار نوعية الكتب التي سوف تقوم بقراءتها.
من المهم جدا أن يقوم الإنسان بالتنوع في قراءة الكتب، حيث يمكن للإنسان أن يقوم بقراءة الكتب التي تكون في تخصصه أو مجال عمله، وفي الوقت نفسه يبحث عن بعض الكتب التي تكون في مجالات أخرى متنوعة.
يجب الجلوس في مكان هادئ بعيد عن الضجيج وذلك حتى تشعر بمتعة القراءة وتستطيع أن تمتزج مع الكتاب بكامل تفاصيله بكل هدوء.
حاول أن تشعر نفسك أن القراءة ليست من الأمور الواجبة عليك وتتخذها كأنها حمل ثقيل عليك، ولكن اعتبر القراءة هي من الأمور الممتعة لك والتي تعم عليك بكسب المعلومات القيمة إلى جانب تضييع وقت الفراغ بها، بدلا من تضييعه في أمور أخرى لا تعم بالفائدة.
حتى تكون القراءة عملية مفيدة لك قم باستخراج الكلمات والمفردات الجديدة التي تقرأها للمرة الأولى وابحث عن معانيها حتى يكون النص المقروء مفسر بشكل أوضح، وحتى تضيف لقاموسك المزيد من الكلمات الجديدة، فيصبح لديك مخزون معرفي جيد.
احرص على القراءة خلال أوقات الفراغ لديك، فعندما تخطط لقراءة كتاب أثناء سفرك أو أثناء جلوسك لانتظار رحلتك فستستطيع إنهاء الكتاب بالكامل، وبالتالي يصبح لديك متسع لقراءة المزيد بعد انتهاء وقت فراغك.
حتى تستمتع بالقراءة احرص على تصفية ذهنك قبل أن تقرأ، وذلك حتى تكون أكثر تركيزًا وتستفيد من المعلومات الموجودة في النص المقروء.