اداب الاستماع هي مجموعة من القيم والسلوكيات التي تهدف إلى تعزيز التواصل الفعّال وبناء علاقات صحيحة. يشمل ذلك الاستماع بانتباه واحترام للآخرين، وعدم الانقطاع أثناء التحدث، والتفاعل بشكل إيجابي مع المتحدث، وإظهار الاهتمام والتفهم. بالإضافة إلى ذلك، تشمل اداب الاستماع التفكير قبل الرد والامتناع عن الحكم المبكر، والاستماع بفهم وتقدير لوجهات النظر المختلفة، مما يسهم في خلق بيئة تواصلية مريحة ومثمرة.
اداب الاستماع والحديث
بعد التفصُّل في تعريف الإنصات والاستماع وتأكيد أهميتهما كجزء لا غنى عنه من طلب العلم، يجب التطرق إلى ذكر أدبيات الاستماع التي ذكرها أهل العلم والاختصاص. ومن بين هذه الأدبيات:
الاستماع بكل اهتمام وانتباه، وهو السلوك الأول الذي يجب على الشخص تطويره عند الاستماع.
عدم قطع كلام المتحدث حتى ينهي، وهذا يعبر عن احترام وتقدير له.
تجنب سماع الغيبة أو الكلام الذي يسيء إلى الآخرين، فإنه يُحرَّم في الإسلام.
إظهار البشاشة والوجه الطلق أثناء الاستماع، والابتعاد عن الكآبة والعبوس، وهذا ما نص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لجابر بن سليم أبو جرى الهجيمي.
الحفاظ على العهود والأمانة والسرية من أدبيات الاستماع أيضًا.
آداب الاستماع إلى القرآن الكريم
التفكير في أدب الاستماع للقرآن الكريم يثير لدى المؤمن بعض التساؤلات المتعلقة بالعقائد الدينية، مثل:
كيف ينبغي للشخص أن يتصرف أثناء الاستماع إلى القرآن؟
ما هي الأداب التي ينبغي على المؤمن الالتزام بها خلال استماعه لكلام الله؟
من بين أدبيات الاستماع إلى القرآن الكريم:
الاستماع بتأمل في معاني الآيات والتعظيم لها.
عدم الانشغال بأمور الدنيا والتفكير في الضروريات خلال الاستماع.
احترام كلام الله عن طريق تجنب الكلام الزائد والباطل أثناء الاستماع.
التأمل والخشوع خلال الاستماع والتفكير في معاني الآيات وأثرها.
الانصات بانتباه حتى يكمل القارئ تلاوته، مع التذكير بآية القرآن: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” [الأعراف: 204].
ما هي آداب الاستماع للأطفال؟
يمكن تعليم الأطفال أساسيات الاستماع الجيد بشكل محدد لزيادة وعيهم بأهمية الاستماع والانصات الجيد، ويمكن تقسيم هذه الأساسيات إلى عدة أركان:
التركيز والتخزين الجيد للمعلومات من خلال الاستماع بانتباه للحصول على أكبر قدر ممكن من المعرفة.
الانتباه إلى المحفزات اللفظية والبصرية التي تحيط بالطفل.
التركيز على الرسائل الهامة والمعاني في حديث الشخص الذي يتحدث، وذلك من خلال الاستماع الجيد والابتعاد عن المشتتات.
هناك معوقات للاستماع الجيد للأطفال يجب مراعاتها:
استخدام المصطلحات غير المناسبة لعمر الطفل، مما يجعله غير قادر على فهم المحتوى.
الحركات المشتتة التي تصاحب الحديث، مثل حركات الأيدي أو القدمين، والتي تصعّب على الطفل التركيز.
ما هي صفات المستمع الجيد؟
بعدما تعرّف المرء على أدبيات الاستماع العامة والخاصة المتعلقة بسمات المستمع الجيد للقرآن الكريم، يمكن أن يتساءل عن صفات المستمع الجيد، ومن هذه الصفات:
الانتباه الذهني الكبير، حيث يظهر انعكاس الاستماع في تفاعل المستمع مع المتكلم.
ثبات العين والتركيز المباشر على المتحدث، مما يدل على انتباهه واحترامه.
التعبير عن الاهتمام بواسطة الإشارات اللفظية والغير لفظية، مثل الابتسامة والتعليقات المناسبة.
دعم المتحدث وتشجيعه على مواصلة حديثه حتى النهاية.
التكرار الخفيف لبعض الكلمات ليظهر اهتمامه واندماجه مع المحادثة.
الالتزام بنسبة الاستماع والتحدث، حيث يكون الاستماع أكثر بنسبة 80٪ والتحدث 20٪، وعدم المقاطعة إلا في الحالات المناسبة.
التعاطف مع المتحدث، وطرح الأسئلة المفتوحة والواضحة التي تدعم الموضوع المطروح.