تقدم موسوعة هذا المقال الذي يدور عن حوار بين شخصين عن الصدق ، فالصدق هو أسمى الصفات البشرية التي تنم عن شخصية سوية، فكل الأديان السماوية تنبذ الكذب، وتوكد دوماً عن أهمية الصدق للإنسان ولمن حوله، فالشخص الكذاب لا يؤتمن، ولا يشعر من حواله بالاطمئنان معه، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة المائدة آية 119″قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”، مما يرسخ في أذهاب المؤمنين قيمة الصدق، فالله ورسوله يحبوا الصداقين، كما كان يلقب الرسول صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين.
الصدق هو اللبنة الأولى في الأيمان، فلا يجوز للمؤمن أن يكون كذابا، وهناك الكثير من الأيات في الذكر الحكيم والسنة النبوية الشريفة التي تدعوا إلى الصدق وأهميته، ونبذ الكذب وعواقبه، ففي هذا المقال نعرض حوار دار بين زين ووالده عن قيمة الصدق، وقيمته في الحياه، حيث جلس الأب بجانب طفله بعد صلاة الجمعة كما عادتهم لتناول أطراف الحديث عن قيمة من القيم الحياتية العظيمة وكان الحوار كالتالي:
الأب: كيف حالك يا ولدي
زين: أنا بخير يا أبي
الأب: أتمنى أن تكون دوماً بخير، ما بالك فيما حدث لجارنا علي
زين: ماذا حدث له، لا أعلم.
الأب: سمعت من أبيه أنه وقع وهو قادم من المدرسة، حيث كان يلهو مع أصدقائه، فوقع وكسرت قدماه، اتكأ على أصدقاءه حتى وصل لمنزله، وجلس في سريره متحملاً للألم خوفاً من علم والديه، ظل هكذا حتى تأخرت الساعة وضاع مفعول المسكن التي أعطاه له الطبيب الصيدلي، فبدأ بالصراخ، أباح لوالديه بما حدث، ثم ذهب للمستشفى في حاله يرثى لها، اسأل عليه يا ولدي فالجار للجار.
زين: يجب علينا زيارته حقاً يا أبي.
الأب: ولكن يا ولدي أريد أن أحدثك عن الصدق بما أن اليوم يوم حديثنا الأسبوعي عن القيم .
زين: تفضل يا أبي.
الأب: الصدق أهم قيمه من القيم التي يجب أن يتبعها الإنسان، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الصادق الأمين، وكان الناس يأتمنوه على كل أشيائهم السمينة رغم أتباعهم ملة غير ملته.
زين: نعم قال لي المعلم في المدرسة أن الرسول كان يدع عنده الناس ودائعهم دون خوف عليها.
الأب: نعم يا زين، كما أن الرسول قال “إنَّ الصِّدْقَ يهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإنَّ البرِّ يهْدِي إِلَى الجنَّةِ، وإنَّ الرَّجُل ليَصْدُقُ حتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدّيقًا، وإنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ وإنَّ الفُجُورَ يهْدِي إِلَى النارِ، وَإِنَّ الرجلَ ليكذبَ حَتى يُكْتبَ عنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا” صدق رسول الله صلى الله علية وسلم.
زين: أنا لا أكذب أبداً، فكم للكذب من عواقب تؤدي إلى مخاطر صعبه.
الأب: نعم يا بني فيجب عليك التحلي بالصدق فالله يحب الصادقين حيث قال في كتابه العزيز في سورة البقرة آية 177″لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”، مما يجعل للصادقين قيمة كبيرة عند ربهم، فهم أهل الجنه.
زين: يجب أن نكون جميعاً صادقين فأنا سأحدث أصدقائي غداً عن الصدق، وأتلو عليهم الأيات والأحاديث الشريفة التي تجعل الله يحبنا ويرضى عنا.
الأب: بارك الله فيك يا ولدي، كما يجب عليك أن تعلم أن المؤمن يفعل كل شيء ولكنه لا يكذب أبداً، فالكذب هو الفجور واللعنة التي تصيب الأمم ومن شأنه أن يدني المرأ ويجعله أمام نفسة وضيع الأخلاق، فمكارم الأخلاق يا زين هي التاج الذي يجب أن نتزين به جميعاً.
للمزيد يمكنك متابعة : –
حوار قصير جدا بين الكذب والصدق
بذلك تكون قدمت موسوعة حوار بين شخصين عن الصدق لترسيخ قيمة الصدق في أذهاب أطفالنا الصغار، وتربيتهم، على المبادئ الأخلاقية الكريمة.