موضوع عن الكرم أو الجود الذي ما أن يتحلى به المسلم تعلو مرتبته ومكانته عند رب العالمين والخلق، إذ أمرنا الله تعالى بأن نجود على الآخرين وأن نُعطي الآخرين من الرزق الذي منحنا الله إياه، كما أن الفقراء والمساكين هم أحوج الناس إلى ممارسة الكرم والجود عليهم، وأن نعلم أن هذه ليست هبات أو منح لهم، إنما هي تعاليم وأوامر من الله ننفذها، فقد قال الله تعالى في سورة التوبة” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها”، فيما وصف الله تعالى هنا الصدقات بأنها تُطهر العباد من الذنوب، فهيا بنا نتعرف على الجود و أشكاله من خلال هذا المقال الذي تُقدمه لكم موسوعة، تابعونا.
إن الكرم هو من أحد المظاهر الإيمانية التي حث الله عليها في كتابة الكريم، لما لها من أهمية و دور بارز في التخلص من الفوارق الطبقية وتحقيق التكافل الاجتماعية، لذا فنجد أن الكرم هو الذي يُعرف في المعاجم العربية بأنه الشخص الخير الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه، كما أنها صفه من صفات الله تعالى واسم من اسماءه الحُسنى.
وليس من الشرط أن الجواد أو الكريم أن يكون غني وسخي، ولكنه قد يكون شخص فقير ويُعطي مما يحتاج ويُحب، فهذا هو الكرم والجود في منطق الإسلام ومن منظور الدين الحنيف الذي يدعو إلى الإنفاق من المال إلى المحتاجين والمساكين رغم قله هذه الأموال، مما يخلق جو من الألفة والمحبة والرفق والتألف بين الفقير والغني وبين أفراد المجتمع الواحد.
إن الإيثار هو من أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم ومسلمه، إذ أنها تعني أن يعطي الفرد أخيه أو صديقه وقريبه، بما يريد من أموال أو مساعدات تتمثل في دفع الديون عن المحتاجين، و قضاء الحوائج عن الأشخاص المكروبين، والذي يظهر في أن يقوم المسلم بدفع ديون الدائنين و أعطاءهم المال بطريقة لا يوجد بها ذل ومهانه للمدين، ودفع عنه الشر وبلاء الحاجة.
وكذا فنجد أن سد حاجة المدين هي التي من شأنها أن تُساهم في نشر روح الايخاء والتألف والتعاون فلا ينتظر الفرد رد الجميل، فهو يعمل كأنه يرى الله ويُعطي الفقراء والمحتاجين بسخاء دون أن يُقيده بأي شروط أو قيود.
على كل فرد مسلم أن يعلم أن جوده وكرمه في سبيل الله هو من الأمور التي تُعلي منزلته و تُنير وجهه حين يلقى الله تعالى في يوم القيامة ويسأله عن ماله فيما أنفقه، فإذا كانت الإجابة بأنه انفق هذا المال في سبيل الله دون رياء أو حقد أو غِل أو تظاهراً وتفاخراً وكبرياء على الخلق، كان رد الله أفضل مما يتوقع فيتوب عليه ويُدخله جناته.
كان على بن أبي الطالب كرم الله وجهه لا يحرم سأل، فقد كان يُعطي كل فقير يسأله عن حاجه أو يطلب منه معروف حتى أنه قيل عنه بأنه الكرم الذي يسير على قدمين”، فقد كانت تحمر وجنتيه من شده الخجل عندما كان يسأله أحد وكان يُلبي هذه المطالب على الفور، وكذا فنجده يقول دوماً بأن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضه.
لذا فيجب علينا أن نجود ونُعطي من أموالنا الصدقات للمحتاجين والفقراء، والبحث عن الأفراد الذين يستحقون الدعم والمساعدات، ولنعلم أن كل هذه الأموال التي نُنفقها في يد الله وأن الله لا يُضيع الأعمال الحسنة بل يحفظها.