أصبحت شبكة الإنترنت في العصر الحديث المحرك الأساسي لكافة المجالات في الحياة، وذلك لأنه ساعد في تيسير الكثير من الأعمال، وساعد في تطوير العديد من المجالات الهامة، وبخاصة مجال الاتصالات، فبفضل تلك الشبكة استطاع الخبراء تطوير الكثير من الأجهزة التكنولوجيا التي ساعدت في تقدم الأمم وتطور مجالاتها، فنجد أن بفضل الإنترنت أصبح العالم بقاراته الكبيرة ومساحاته الواسعة مجرد مساحة ضئيلة تُشبه بالقرية، فيمكن للأفراد التواصل مع بعضهم البعض مهما اختلفت البلاد ومهما تباعدت المسافات بينهم، فبمجرد ضغطة بسيطة على زر جهاز الكمبيوتر المتصل بالإنترنت، أصبح بإمكانك الاطلاع على الكثير من البيانات والتواصل مع ألاف الأشخاص دون أن تترك مكانك، الأمر الذي جعل العالم يتخطى عصر البدائية، إلى عصر التكنولوجيا الحديث.
تكمن أهمية شبكة الإنترنت في الخدمات التي قدمتها للمستخدمين، فيمكن من خلال الأجهزة المتصلة بتلك الشبكة في التواصل مع الآخرين حول العالم دون حدود أو قيود، كما يمكن الاستفادة بوسائل الترفيه الموجودة على الشبكة والتي تُناسب كافة الأعمار، فضلاً عن سهولة الوصول إلى الأخبار والبيانات والمعلومات المتوفرة على الشبكة وبطريقة مجانية، والتي يمكن من خلالها الاطلاع على أخبار العالم والتعرف على ثقافات الشعوب والحضارة الأخرى، فتوفر شبكة الإنترنت خدماتها للمستخدمين في أي مكان في العالم وعلى مدار الساعة دون انقطاع.
ومن أبرز الفوائد التي تعود بالنفع على المستخدمين من شبكة الإنترنت، هو أنها ساعدت في تطوير كافة المجالات العالمية، فعلى سبيل المثال يمكن للأطباء حول العالم الاجتماع سوياً عبر الإنترنت، والتواصل فيما بينهم، وتبادل الخبرات والآراء، الأمر الذي ساعد على تطور الطب ونقل المعلومات الهامة من مكان لأخر بسهولة.
كما ساعدت شبكة الإنترنت في تطوير العملية التعليمية، فأصبح بالإمكان تعلم مختلف اللغات عبر المواقع الإلكترونية، أو الحصول على شهادات من الجامعات العالمية من خلال التعلم عن بعض عبر الإنترنت، كما توفر الشبكة المحتوى التعليمي للطلاب، والذي يمكنهم من زيادة المعلومات التي يرغبون في معرفتها.
وبالرغم من الفوائد التي لا تُعد ولا تُصحى التي نحصل عليها عند استخدام شبكة الإنترنت، إلا أن عدم الاستخدام الرشيد قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالبشرية، فهناك من يستخدم تلك الشبكة في نشر الشائعات وإشعال الفتن وتضليل الجمهور ونشر الأخبار الكاذبة، أو القيام بعمليات السرقة الإلكترونية والسطو، أو اختراق خصوصيات الآخرين، أو نشر المحتوى الذي يُدمر ثقافة الشعوب وأفكارها، الأمر الذي يتطلب زيادة الرقابة على المواقع، وذلك للحفاظ على سلامة المستخدمين، فتقوم كل دولة بالرقابة على المحتوى الذي يتم نشره بها، وإبلاغ الجهات المسؤولة في حالة وجود أي محتوى مخالف أو يضر بالمستخدمين، فنجد للإنترنت الكثير من الفوائد التي يمكن الحصول عليها عند الاستخدام الرشيد، كما نجد له العديد من السلبيات التي قد تُدمر المجتمعات في حالة غياب الرقابة، فالإنترنت ذو حدين يجب الانتباه منه عند الاستخدام.