نقدم لكم من خلال هذا المقال موضوع تعبير عن نهر النيل حيث أنه له دوراً عظيماً في حياة القدماء المصريين فقد استطاعوا أن يتطوروا الزراعة والصناعة والهندسة العمرانية من خلاله، فيعتمد معدل زيادة المحاصيل من خلال نسبة فيضان نهر النيل في العام، وهذا ما جعل الفراعنة تقدس نهر النيل وتطلق عليه الإله حابي الذي كان يمنحهم العطاء في مخيلتهم كعباد للفراعنة، فكانوا يمنحه فتاة من أجمل فتيات المصريون القدماء، فيقوموا بتزينها وتجميلها ويقوموا بإلقائها في نهر النيل، لكي يفيض النيل ويسقى الدلتا بأكملها، واستمر هذه الخرافة حتى جاء الفتح الإسلامي، ومن هنا انتهت تلك العادة السيئة التي قضيت على كثير من الفتيات على مر العصور، فعندما علم عمرو بن العاص بهذه العادة فقال دعونا بأن نتشاور مع عمر بن الخطاب، وعندما وصل الخبر إلى عمر بن الخطاب أرسل إليه كتاب وأمره بان يلقيه بنهر النيل، فلما قام عمرو بن العاص بقراءته وجد به التالي “من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى النيل مصر، إذا كنت تجري من عندك فلا تجري، وإن كان الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله القهار أن يجريك”، ومن ثم ألقى عمرو بن العاص الرسالة في نهر النيل قبل ميعاد الفيضان بيوم واحد، وكان يطلق على هذا اليوم اسم يوم الصليب، وفيه تجهز المصريين للرحيل من ديارهم خوفاً من الغضب التي يصبه النيل عليهم.
يحدث فيضان نهر النيل كل عام كما يحدث ذلك بشكل دوري بموسم الصيف، فيقوم نهر النيل بغمر الأراضي بالمياه الزراعية المتواجدة على ضفاف النيل، فتلك المياه تأتي في هيئة فيضانات للقيام بري الأراضي الزراعية بموسم الصيف لتنفيذ عملية الزراعة على أحسن ما يكون، والعمل على زيادة المحاصيل الزراعية.
ولكن تتعرض بعض الدول للجفاف خاصة التي تقع على ضفاف النيل وتسمى بدول حوض النيل ويكون هذا نتيجة للفيضانات، فتجف التربة لبديهم ويؤدي هذا إلى قلة محاصيلهم وتدهور عملية الزراعة بالنسبة إليهم، ومن أبرز هذه الدول “أثيوبيا، والسودان”، ولكن بالنسبة لمصر فقد ابتعدت عن تلك الخسائر حينما أقدمت على بناء السد العالي، والذي يمنع من خطورة الفيضانات.
يتميز نهر النيل بشكل جغرافي متميز، كما أنه ينبع من خلال مرتفعات عالية، مما يجعل عملية تدرج المياه بناحية الشمال ووصولها وتمركزها بالمناطق السهلية الواسعة التي تقع بالشمال أكثر سهولة.
حيث أن النيل له دوراً مهم جداً في اقتصاد الدول التي يمر بها، فعندما اكتشف الإنسان الزراعة وبدأ في ممارستها وكان على ضفاف الأنهار، كما أن الطمي التي جلبته مياه الفيضانات تقوم بتخصيب التربة وزيادة محاصيلها، ومن تنتعش الزراعة فأصبح لها دور كبير وفعال لزيادة الرخاء والاقتصاد.
يتعرض نهر النيل لكثير من المصادر المختلفة المسببة لتلوث نهر النيل، ودائماً يكون السبب في تلك الأسباب هو الإنسان ومن مصادر تلوث نهر النيل التالي:
وهي عبارة عن نفايات المصانع والذي يتم إلقائها بنهر النيل، فهو يحتوي على المواد الكيماوية السامة والخطيرة والتي تضر مياه النيل وتقضي على الثروة السمكية.
وتكون عبارة عن مخلفات ونفايات المنازل مثل القمامة وغيرها، وخاصة الأشخاص القانتون على ضفاف النيل، وتلك النفايات تتسبب في انتشار الحشرات والروائح الكريهة التي تنتشر على ضفاف النيل.
وتصدر تلك المصادر من خلال استخدام الفلاحين لكثير من المبيدات الحشرية التي تضر بالبيئة والذي يتم إلقائها بنهر النيل.
وهي تكون نتيجة لاستخدام البشر للمياه نهر النيل بشكل خاطئ، من خلال قيام بعض السيدات في القرى بغسيل الملابس والأواني بمياه نهر النيل وقيام الأطفال والرجال بالاستحمام بنهر النيل، ويوجد من يقوم باستحمام الحيوانات بنهر النيل وإلقاء الحيوانات الميتة أيضاً، وكل هذا يعمل على تلوث نهر النيل.
هناك بعض من النباتات الضارة والسامة والت تنمو وتتكاثر داخل نهر النيل، بسرعة كبيرة، مثل ورد النيل، كما أنه من الأشياء التي تعوق عملية الملاحة، حيث أنه يكون بيئة مناسبة لتكاثر الجراثيم والميكروبات المسببة للأمراض الخطيرة مثل البلهارسيا والملاريا والكبدية، كما أن كل هذا يسبب الضرر بالثروة السمكية.
يوجد بعض من الأماكن الذي يصب به الصرف الصحي مثل العومات، ويكون هذا من أسوأ المصادر التي تسبب التلوث لنهر النيل.
لنهر النيل أهمية كبيرة في حياتنا ولهذا يتوجب علينا أن نحافظ على النيل بكافة الطرق، لأن من خلال نهر النيل تنمو الصناعة والزراعة، فمنها يسقى الزرع وتكثر المحاصيل، ولهذا يتوجب على كل إنسان أن يحافظ على مياه نهر النيل من خلال عدم إلقاء مخافاتنا اليومية بمياه النهر، وأن نحرص على التخلص منها بأفضل الطرق الصحيحة والسليمة، فإلقائنا للنفايات والقمامة بنهر الدين يتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة بين الناس، ويكون السبب في ذلك هو الإنسان، ولا يجوز بأن نقوم بإلقاء الحيوانات الميتة داخل نهر النيل فبهذا نقضي على البشرية وكل كائن حي على وجه الأرض.