السياحة ليست مجرد نشاط يمارسه بعض الأفراد في الأماكن السياحية والتراثية، بل هي نشاط يعتمد عليه اقتصاد الكثير من الدول بشكل أساسي، لذلك تحرص الكثير من البلدان على وضع السياحة في أولوياتها، وذلك من خلال تطوير الأماكن التراثية التي تتميز بها تلك الدول، والسعي على توفير عوامل الجذب السياحي في تلك الأماكن وإظهار الاهتمام بالمرافق السياحية، وتسويق سمعة البلد الطيبة إلى الناس في البلدان الأخرى، حتى يهتم كل من سمع عنها بالسفر والذهاب إلى تلك الأماكن، الأمر الذي يساعد في انتعاش اقتصاد الدولة، كما تسعى الكثير من البلدان على تعزيز السياحة الداخلية، وعدم الاعتماد على السياحة الخارجية فقط، فيجب على أبناء الوطن زيارة المعالم المميزة والمشهورة في بلدهم للتعرف عليها، والشعور بالفخر والاعتزاز على ما يملكون من أماكن حضارية وتراثية، ومزارات سياحية، ومناطق تتميز بالطبيعة الخلابة والمبهرة، لذلك يعد قطاع السياحة من أهم القطاعات التي لا يمكن إهمالها.
كما تختلف أنواع السياحة ولا تقتصر على نوع واحد، فنجد السياحة الدينية التي يسعى الكثير من الناس على أداءها، مثل السفر إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة وقصد بيت الله عز وجل لأداء فريضة الحج، وأداء العمرة، أو قصد القبلة الأولى المسجد الأقصى للصلاة فيه، بالإضافة إلى زيارة الكنائس المشهورة والقديمة التي تم بنائها منذ مئات السنين، ومن أبرز أنواع السياحة أيضاً هي السياحة العلاجية، حيث يقوم الكثير من الناس بزيارة الأماكن التي تتوفر بها ينابيع المياه المعدنية والحارة، وزيارة المنتجعات الصحية للحصول على الرعاية الطبية، بالإضافة إلى السياحة الترفيهية، وهي من أكثر الأنواع شهرة وانتشاراً، وما يميز هذا النوع أنه ليس محدوداً بمكان معين أو بزمان محدد، فيذهب السياح إلى أماكن الأماكن الأثرية، وزيارة المتاحف، وزيارة الشواطئ في مختلف بقاع العالم للتمتع بالطبيعة الخلابة والجميلة.
للسياحة أهمية كبيرة في النهوض باقتصاد الدولة، لذلك فتتطلب الكثير من الجهد في الاهتمام بها، فيجب الحرص على الاهتمام بالأماكن التي تشهد إقبالاً كبيراً من الزوار، من حيث النظافة، وتوفير الخدمات، مثل إنشاء الفنادق التي لا تتطلب تكلفة عالية للإقامة بها، حتى تلقى إقبالاً من الزوار من جميع الفئات، ولا تكون تلك الأماكن حكراً على الأثرياء فقط، بالإضافة إلى التسويق الجيد للمزارات والأماكن التراثية، فالكثير من الناس يجهلون تلك الأماكن ولا يدركون قيمتها الثمينة والكبيرة، لذلك لا توجد لديهم أي رغبات، ولكن مع سماع الأحاديث التي تنقل صورة طيبة عن مدى عظمة تلك الأماكن، تزداد عندهم الرغبة في السفر والتوجه إليها للخوض في تلك التجربة، فلا تستطيع أي دولة إهمال هذا القطاع، لأنه من أهم الأركان الأساسية التي تعتمد عليها الدولة في اقتصادها وتنميتها.
نجد الكثير من البلاد التي تسعى على تطوير السياحة فيها، من خلال تجميل الشواطئ، وبناء محميات الطيور والحيوانات والنباتات الطبيعية، ومعاملة السياح بالأسلوب الحسن والجميل، لأن سمعة البلد الطيبة تعد من أهم عوامل الجذب السياحي، وتجعل الدولة في مقدمة البلدان المتقدمة، وفي نهاية الموضوع نذكر أن أهمية شيء في تطوير قطاع السياحة، هو تحقيق الأمن والأمان، والحب والسلام للزوار، وتوفير الرعاية الكاملة لهم، واستقبالهم بالترحاب، وتوديعهم بالابتسامة المشرقة، حتى تظل سيرة البلد عطرة وجميلة دائماً.