مما لا جدال فيه أن لهذا الموضوع أهمية كبيرة، ويشغل الكثير من الأذهان في ذلك الوقت فالكثير من المسلمين يستعدون لموسم الحج ليقضوا هذه الفريضة التي أوجبها الله -عز وجل- عليهم حيث بدء الكثير يتسألون عن أهم الضوابط الشرعية في قضاء الحج، وأننا من خلال مقالنا هذا سوف نوضح لكم مقدمة بحث ديني عنالحج، ونوضح أيضا تعريف الحج، ونوضح مبادئ هذا الركن الهام من أركان الإسلام الخمس.
حيث فرضه الله -عز وجل- على كل مسلم عاقل بالغ وقادراً من الناحية المادية والمعنوية على إتمامه، فيعتبر الحج من العبادات التي لها فضل عظيم، حيث يعود الشخص بعد أداء هذه الفريضة خالي من الذنوب والمعاصي التي ارتكبها، فهذه العبادة الروحانية تنقى روح المسلم، وتجعله يشعر بالكثير من الراحة والاطمئنان في حياته، وذلك لشعوره بأنه بقرب الله عز وجل .
تعريف الحج
تأتي معنى كلمة الحج في معاجم اللغة العربية بالتوجه أو القصد المعين ، حيث المقصد منها هو بيت الله الحرام، للقيام بمناسك وشعائر معينة، وذلك ليكمل المسلم أركان الإسلام، ويمكن على المسلم أن يكرر الحج أكثر من مرة.
الحج هو التوجه إلى مكة المكرمة للقيام بأعمال معينة، وضعتها الشريعة الإسلامية في هذا المكان المحدد، وذلك في وقت معين. ويكون في شهر شوال وشهر ذي القعدة وذي الحجة.
وقد فرض الله فريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلا ودليل ذلك من القرآن قال الله تعالى في سورة العمران “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا”
وجاء أيضا دليل فريضة الحج في السنة النبوية الشريفة حيث قال رسول الله صلى الله عليه، وسلم”بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ: على أنْ يُعبدَ اللهُ ويُكفرَ بما دونهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ.
وتحتاج تأدية فريضة الحج إلى طاقة كبيرة لتحمل هذه المشقة، ولذلك فأجر المسلم كبيرا لما يتحمله من مجهود في تأدية الوجبات المناسك التي قررتها الشريعة الإسلامية، حيث يعتبر أهم ركن في فريضة الحج هو الوقوف في عرفة فالحج عرفة، ويبدأ موسم الحج في العشرة أيام الأولى من ذي الحجة ويوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، واليوم العاشر من ذي الحجة هو يوم النحر، أي ذبح المسلمين لأضاحيهم وتوزيعها على المحتاجين.
وهناك العديد من الدروس المستفادة من الحج فهو ليس فريضة عادية، بل يتعلم المسلمون الكثير من أمور دينهم وصبرهم على أداء طاعات الله -عز وجل- وتوحيد قلوب المسلمين فتجتمع الكثير من الفئات والطبقات المختلفة في مكان واحد، ويلبسون لباسا واحدا، ولا يوجد تمييز بين عبد وعبد آخر، وذلك ليعلمنا الله -عز وجل- أننا سواسية ولا فرق بين أحد من خلقه.
ويشترط أن يكون الشخص متعافياً في جسده وقادر على تحمل مشقة السفر .
بعد السنن المستحبة عن الحج
بعد أن قدمنا لكم مقدمة بحث ديني عن الحج فسوف نوضح لكم العديد من السنن التي وضعتها الشريعة الإسلامية للمسلمون قبل أداء فريضة الحج وهي فيما يلي :
الاغتسال: فمن الواجب على المسلم أن يغتسل قبل الإحرام ودليل ذلك من السنة حديث زيد بن ثابت أنه رأى النبي صلى الله عليه، وسلم تجرد لإهلاله واغتسل.
الجهر بالصوت أثناء الدعاء ودليل ذلك في السنة النبوية، حيث جاء عن حديث السائب بن خلاد قال أتاني جبريلُ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- فأمرني أن آمرَ أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتَهم بالإِهلالِ، أو قالَ بالتَّلبيةِ يريدُ أحدَهما.
وجاء في السنة النبوية أني يلزم على الحجاج أن يدخلوا إلى مكة من الثنية العاليا، وجاء ذلك في حديث عمرو -رضي الله عنه- قال “كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَدْخُلُ مِنَ الثَّنِيَّةِ العُلْيَا، ويَخْرُجُ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى”.
ويلزم على الحاج عند رؤية بيت الله الحرام أن يرفع يديه ويدعى الله -عز وجل-.
ومن أهم السنة التي يجب على المسلم اتباعها في سنن الحج هي استلام الحجر الأسود، حيث جاء في حديث ابن عمر قال “رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود، أول ما يطوف يَخُبُّ ثلاثة أشواط.”
وأيضا يجب تقبيل الحجر الأسود وعن عابس بن ربيعة قال: رأيتُ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقبِّل الحجر – يعني الأسود -، ويقول “إني لَأعلَمُ أنك حجر لا تضرُّ ولا تنفع، ولولا أني رأيتُ رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يقبِّلك ما قبَّلتك”.
وتعتبر أيضا من أهم سنن الالتزام التكبيبرعند الركن عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال “طَافَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بالبَيْتِ علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى علَى الرُّكْنِ أَشَارَ إلَيْهِ.
ويجب على المسلم بعد ذلك أن يؤدي ركعتين الطواف، وجاء دليل ذلك في السنة النبوية”— سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ عن رَجُلٍ طَافَ بالبَيْتِ العُمْرَةَ، ولَمْ يَطُفْ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ، أيَأْتي امْرَأَتَهُ؟ فَقالَ: قَدِمَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَطَافَ بالبَيْتِ سَبْعًا، وصَلَّى خَلْفَ المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، وطَافَ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ، وقدْ كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ. وسَأَلْنَا جَابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ، فَقالَ: «لَا يقربها حتَّى يَطُوفَ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ»
ويجب على المسلم عند الإحرام قراءة هذه الآية من سورة البقرة” إن الصفا والمروة من شعائر الله ۖ فمن حج البيت، أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ۚ ومن تطوع خيرا، فإن الله شاكر عليم.
ثم بعدئذ يحدد الحاج قبلته، ويردد( الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده .
ثم بعدئذ يدعو الله الحاج بكل ما يريد ويترجى الله -عز وجل- أن يغفر له ذنبه ويحقق له أمانيه ويكرمه في حياته.
ثم يسعى بعد ذلك بين العلمين الأخضرين
أركان الحج
لقد وضعت الشريعة الاسلامية بعض الاركان التى يجب على الحاج الالتزام بها والا كان حجة غير صحيح وهذة الاركان فيما يلي:
الإحرام
يعد الإحرام أول ركناً من أركان الحج، حيث يتحقق بخطوتين، الخطوة الأولى هي نية الحاج لتأدية فريضة الحج، والخطوة الثانية هي التلبية، وكان رأي المذهب المالكي إنه خطوة التلبية غير أساسية ويمكن الاكتفاء بالخطوة الأولى فقد وهي تحقيق النية.
الطواف
ويعد الطواف الركن الثاني من أركان الحج، وينقسم الطواف الى ثلاث انواع وهم:
طواف الركن ويعرف أيضا باسم طواف الإفاضة، وهذا الركن من الأركان الأساسية للحج ولا يصح الحج بدونه.
طواف الواجب ويعرف بطواف الصدر.
طواف المسنون ويعرف بطواف القدوم.
السعي بين الصفا والمروة
واختلفت المذاهب الأربعة في الحكم على هذا الركن من حيث وجوبه، فكان رأى المذهب الحنبلي والمالكي والشافعي، أن السعي بين الصفا والمروة يعد ركنا من أركان اكتمال تأدية الحج، أما المذهب الحنفي فيعتبر السعي بين الصفا والمروة واجباً وليس من أركان اكتمال الحج.
الوقوف بعرفات
يعتبر الوقوف بعرفة هو الركن الرابع من اركان فريضة الحج واختلفا شروطة فى المذاهب الاربعة :
المذهب الشافعي:الوصول إلى عرفة في يوم التاسع من ذي الحجة، وذلك من وقت غروب الشمس إلى مطلع فجر يوم النحر مع شرط تحقق النية.
المذهب الحنبلي:ورأيه أن الحضور إلى عرفة هو اختياري للحجاج، ولكن يجب أن يكون الإتيان في الوقت الشرعي.
المذهب الحنفي:ورأيه هو إتيان الحجاج لعرفة في اليوم التاسع من ذي الحجة مع عدم الالتزام بتحقق شرط النية.
المذهب المالكي: ورأيه إتيان الحاج إلى يوم عرفة سواء كان واقفاً أو مارا، مع توافر شرط النية، ومعرفة أن هذا مكان عرفة ،ويكون ذلك في حالة المرور.