نتحدث معك عزيزي القارئ عبر مقالنا اليوم من موسوعة عن الجامع الأموي المتواجد في دمشق، وهو من أقدم المساجد الموجودة بالعالم، ويُطلق عليه جامع بني أمية الكبير، ويحتل المرتبة الرابعة كأكثر المساجد المشهورة بعد حرم مكة، والمدينة المنورة، والمسجد الأقصى.
وقد أمر ببنائه الوليد بن عبد الملك بعام 705م، واستعان في ذلك بمجموعة من الزخرفين والمعماريين الهنود والفرس وأهل الشام، وتم إرسال 100 فنان يوناني من قبل إمبراطور بيزنطة لكي يشاركوا بتزيينه وقد تكلف بناءه 560 ألف دينار ذهبي واستغرق 10 سنوات.
وهو من عجائب الإسلام السبعة على مستوى العالم، ومدحه الكثير من المؤرخين، والرحالة، والأدباء الذي جاؤوا لدمشق على مر العصور، وفي السطور التالية سنتناول تاريخ بناءه وشكله الداخلي والخارجي.
الجامع الأموي
يتواجد بمنتصف مدينة دمشق القديمة، ويعود تاريخه إلى 1200 سنة قبل الميلاد، وآنذاك كانت دمشق عاصمة لإحدى الممالك الآرامية، والذين أقاموا المعبد الآرامي بهذا المكان.
وحينما قام الرومان بغزو دمشق تم تحويله لمعبد الآله جولبتر، وتمت توسعة المعبد، و في عهد الإمبراطور الروماني تيودوس الأول تم تحويله لكنيسية القديس يوحنا المعمدان، ومازال حتى الآن يتواجد ضريحه داخل الجامع، ثم تحولت نصف هذه الكنيسة إلى جامع ومصلى للمسلمين عندما دخل خالد بن الوليد وعبيدة بن الجراح إلى دمشق، وظل المكان مقسوم إلى جزء للمسلمين، وآخر للمسحيين.
وكان المسيحيون يدخلون المسجد من الباب نفسه الذي يدخل منه المسلمون، وقد تم تشييد المسجد بعدما فُتحت بلاد الشام بالناحية الشرقية الجنوبية من أنقاض المعهد الروماني جوبيتر.
حتى جاء عبد الملك بن مروان وأمر بهدم بقية الكنيسية، وإقامة باقي الجامع الأموي على هذا الجزء حتى يتوفر مكان للمُصلين من المسلمين الذين ازدادوا عددًا، وتم توسيعه وتطويره وبناء عدد من الكنائس لكي يُقيم المسيحين شعائرهم الدينية.
ومع حلول عام 705م الموافق لـ86هـ، أمر الخليقة الأموي الوليد بن عبد الملك بتحويل الكنيسة لجامع، وتم إعادة بنائه وإنشائه من جديد، واستخدم الفسيفساء في كساء المسجد، واكتمل بناءه خلال عام 715م.
وصف جمال الجامع الاموي
مازال يُحافظ على معالمه المعمارية، فلم يتغير طابعه الأموي بنسبة كبيرة، منذ إنشائه.
يصل طوله لـ 157متر، أما العرض يبلغ حوالي 97متر، وارتفاع القبة بالخارج يصل لـ 45 متر، ويتكون من ثلاثة مئذنة، وثلاثة قباب بصحن المسجد، وقبة كبيرة، وأربعة أبواب هم جيرون، الكلاسة، البريد، وباب الزيادة.
تصل مساحته الكلية إلى 15797م، أما مساحة الصحن فتبلغ حوالي 22.560متر، ومساحة الحرم تصل إلى 13637م، وبها أربعة وعشرين قنطرة، وأربعة محاريب، ومنبر حجري.
أرضية المسجد شكلها مستطيلي، والفناء يستحوذ على مساحة كبيرة منه، فهو يأخذ الناحية الشمالية من الجامع، ويحيطه 4 جدران خارجية.
الأرصفة الحجرية لفناء المسجد مُتفاوتة نتيجة لمجموعة الإصلاحات التي حدثت على مر العصور، وتم دعم الأروقة المتواجدة حول الفناء باستخدام الأرصفة والأعمدة الحجرية، ويأخذ حرم الجامع الناحية الجنوبية من المسجد ككل.
تعرضت بعض أجزاء الجامع للاحتراق ثلاث مرات، ولكن تم ترميمه في العصر الحديث عام 1994م.
نظراً لأهمية هذا المسجد الرائع تم تكملته وتوسعته وأصبح جامع ضخم يليق بالدولة الأموية، فتم نقشه بالفسيفساء والنقوش المختلفة، وتم التوسيع من باحاته، وتزيينه بالفوانيس.
فتم الاستفادة من الحجارة الكثيرة المتراكمة داخل المعبد، وتم التخطيط لبناء جامع كبير وضخم يتناسب مع حجم الدولة، وتمت الاستعانة في التخطيط بما قام به رسولنا الكريم حينما بنى مسجده الأول داخل المدينة المنورة، فتم إنشاء صومعة بكل ركن من أركان الجامع، وعندما حدث الزلزال تم إنشاء منارة بنصف الجدار الشمالي، فأصبح له ثلاثة منارات.
اهمية الجامع الاموي
كان له دور كبير في انتشار ثقافة الإسلام داخل البلاد، ويعتبر من أهم الأبنية بالدولة الإسلامية.
اقسام الجامع الاموي
يتم تقسيمه إلى الآتي:-
باب جيرون والدهليز.
قبة المال أو الخزنة الرائعة.
مأذنة عيسى.
بيت الوضوء اليوم (مشهد عروة).
محراب الحنفية.
مشهد أبي بكر.
مئذنة العروس.
قبة البركة.
قبر الملك الكامل.
قاعدة المئذنة الجنوبية الغربية.
قبة الساعات.
قية النسر.
مشهد عثمان (قاعة الاستقبال اليوم).
متحف الجامع.
قاعدة المئذنة الجنوبية الشرقية وفوقها المئذنة البيضاء.