تكمن أهمية الأهرامات عند المصرين القدامى بكونها قبوراً للملوك من الفراعنة، فقام المصريون ببناء تلك المباني الضخمة، وتصميم الممرات والحجرات والسراديب بداخلها، وتؤدي تلك الممرات إلى حُجرة كبيرة وضخمة تحتوي على جثة الملك صاحب الهرم وجثث عائلته، كما كانوا يضعون كافة احتياجات الملك في الغرفة معه، فوضعوا الذهب والأموال والأشياء الثمينة، وذلك لإيمانهم بفكرة البعث مرة أخرى بعد الموت، كما قاموا بتحنيط الجثث عن طريق استخراج مادة النطرون من الشجر وحفظ الجثث بها، وذلك لأن تلك المادة تحتوي على نسب عالية من الأملاح والمعادن التي تكافح البكتيريا، فتقي الجسم من التعرض للتحلل.
ويكمن سبب تصميم تلك المباني بالشكل الهرمي هو أن المصريين القدامى كانوا يعتقدون أن الروح تخرج من الجثة وتصعد إلى الأعلى بطريقة تدريجية حتى تصل إلى الإله، ومن ثم تبدأ الروح في العيش بحياة أخرى وبعثها من جديد.
وتصميم الأهرامات المصرية بالإضافة إلى تصميم السراديب الموجودة بها يدل على براعة المصريين القدامى في علم الهندسة والعمارة والبناء، كما أنهم قد أبدعوا في صنع الآلات والأدوات التي ساعدتهم في بناء تلك المجسمات الضخمة والمتينة والتي لم تتغير مع مرور آلاف السنين، كما أوضح المصريون براعتهم في الطب عندما اكتشفوا طريقة تحنيط الجثث لآلاف السنين دون تحلل.
توجد العديد من الأهرامات التي بناها المصريون القدامى، وبالرغم من أعدادهم الكبيرة، إلا أن هناك ثلاثة أهرامات مشهورة، وهي:
يعد هرم خوفو أكبر الأهرامات التي بناها المصريون القدامى، وذلك لأن ارتفاعه يصل إلى مائة وثمانية وأربعين متراً، ومن الجدير بالذكر أن فترة بناءه استغرقت أكثر من عشرين عاماً، وذلك بعدما تولى الملك خوفو حُكم مصر، وأمر ببناء هرم يحمل اسمه ليُدفن به بعد موته، وقد وضع المصريون القدامى العديد من الكنوز الثمينة والأشياء القيمة والذهب في هذا الهرم، بالإضافة إلى مقتنيات الملك الخاصة به، ويحتوي الهرم على العديد من الممرات الضيقة، بالإضافة إلى ثلاث غرف كمقابر للملوك.
هو ثاني أكبر الأهرامات المصرية بعد هرم خوفو، وقام بُني الهرم بأمر من الملك خفرع عند توليه حُكم مصر، والملك خفرع هو ابن الملك خوفو، وقد بنى المصريون الهرم على ارتفاع يبلغ مائة وستة وثلاثين متراً.
هو ثالث أضخم الأهرامات المصرية بعد هرم خوفو وخفرع، فبُني الهرم على ارتفاع يصل إلى ستة وستين متراً، وتم بُنى بأمر من الملك منقرع ابن الملك خفرع، ويوجد بداخله العديد من الممرات والغرف، وقد تم وضع تابوت الملك بداخله، كما قام المصريون بصناعة الجدران الداخلية للهرم باستخدام حجر الجرانيت.