يُعتبر ارسطو طاليس من أعظم وأشهر فلاسفة الإغريق على مر العصور، وكانت فلسفته بمثابة ثورة في علم الفلسفة كما أنه يُعد من مؤسسي الفلسفة الإغريقية، وقد تتلمذ أرسطو علي يد الفيلسوف أفلاطون، وتعاون معه في وضع كثير من النظريات الفلسفية اليونانية، بالإضافة لكونه مُعلم الإسكندر الأكبر، وله مؤلفات في مجالات متعددة منها الفيزياء، والميتافيزيقيا، والمسرح، والأخلاقيات، وعلم الأحياء، وعلم الحيوان، وفي المقال التالي في الموسوعة سوف نعرف الكثير من المعلومات الهامة حول الفيلسوف الإغريقي أرسطو ونشأته وحياته وفلسفته.
معلومات عامة عن ارسطو
نبذة عن حياة ارسطو
ولد أرسطو في بلدة ” ستاجيرا” في اليونان عام 184 قبل الميلاد، وتربى في عائلة مرموقة في المجتمع وكان والده يعمل طبيبًا، وفي سن الـ 17 انتقل إلى أثينا والتحق بأكاديمية أفلاطون من أجل الدراسة، وظل يعمل بها كمساعد مدرس نحو 20 سنة، وقد كان اهتمامه منصبًا نحو المجال البيولوجي.
بعد وفاة والده اهتم به زوج شقيقته، وفي عام 335 قبل الميلاد أسس أكاديمية خاصة به في أثينا “Lyceum”، وقضي في أكاديميته أغلب ما تبقى من حياته يدرس، ويكتب، ويبحث.
بعد وفاة أفلاطون في عام 347 قبل الميلاد، وقام الملك ميسيا بدعوة أرسطو إلي البلاط، التقي بزوجته إبنة أخت الملك لأول مرة، وبعد ذلك بدأ أرسطو في عام 338 قبل الميلاد بالتدريس للإسكندر الأكبر.
توفي الإسكندر في عام 323 قبل الميلاد ووقعت أثينا تحت سيطرة أعداء المقدونين وقد كان أرسطو من أنصار المقدونيين، ودبروا له تهمة الإلحاد، فهرب مسرعًا إلى مدينة خلسيس خوفًا من أن ينال نفس مصير سقراط، وأصيب بمرض أدى إلى وفاته بعد مرور عام، وتوفي سنة 322 قبل الميلاد عن عمر 63 سنة.
فلسفة ارسطو
المنطق
كانت مؤلفات أرسطو تبحث في موضوع الفكر الذي يؤدي إلى المعرفة، وكان أرسطو أول فيلسوف يقوم بتحليل عملية إمكانية إستنتاج أن أي قضية يُمكن أن تكون صحيحة إستنادًا إلى قضية أخرى، وكان يعتقد أن هذه العملية هي شكل من أشكال البرهان وسماه (القياس)، بمعنى أنه يمكن الاستدلال على صحة قضية إذا كان هناك قضيتان أُخرتان صحيحتان، مثل: “كل إنسان فانٍ ” “وسقراط إنسان” “إذًا سقراط فانً”.
فلسفة الطبيعة (الميتافيزيقية)
كانت الطبيعة أكثر ما استدعى انتباه أرسطو، واعتبر أن الطبيعة تُحول من مادة إلي صورة والعكس، وهذا التحول مستمر ومتعدد ، وقد عَرف الفلسفة الطبيعية في إحدي كتبه بأنها “دراسة الأشياء التي تتغير”، وعرف التغيير أن اكتساب نفس المادة شكل جديد، وقد وضع أرسطو عدة أسباب للتغير:
سبب مادي.
سبب صوري.
سبب فعال.
سبب نهائي.
وقد بحث أرسطو في الأجرام السماوية باعتبارها نوع من أنواع الحركة، كما أنة بحث في وظائف الروح والعلاقة بين الروح والجسد ، ويُعد أول عالم يبحث في علوم الأحياء.
الأخلاق والسياسة
يرى أرسطو أن المعرفة تجعل الإنسان يعيش في سعادة، ولأن الإنسان في نظرة حيوان عاقل فالذي يفرقه أن يُعمل عقله ليصل لحياة سعيدة، وفضائل الأخلاق سبيل للوصول إلى السعادة.
النقد الأدبي والفنون
كان لأرسطو في النقد الأدبي كتاب الشعر الذي كان له أثر عظيم في ذلك المجال، وكان يشمل خليط من الجمال والثقافة والطبيعة.
مؤلفات ارسطو
الأورغانون: وتعتبر مجموعة كاملة لجميع مؤلفات أرسطو في المنطق مثل:
(العبارة باريمينياس) وقد شكك في نسبته إلى أرسطو ولكن أغلب الأفكار من فلسفة أرسطو.
(المقولات قاطيغورياس) ووضعت في الأورغان كمقدمة للعبارة ، ويتحدث في الكتاب عن الصفات العامة.
ما وراء الطبيعة: يعتبر أول مؤلفات أرسطو في الفلسفة، ويتكون من 14 مقال أهمهم:
(ألفا الكبرى): اعتمد عليها أرسطو لتفسير الأشياء بجميع العلل، وقسم العلل إلي صورية، ومادية، وغائبة، وفاعلية.
(ألفا الصغرى): شكك العديدين أنه لأرسطو، وسبب التشكيك هو تكرار نفس الغرض في المقالة الأولى، وهو العلل.
-(بيتا): يتناول هذا المقال 14 مسألة ميتافيزيقية ما بين حجج مؤيدة ومعارضة.
تاريخ التجارب على الحيوانات: كُتب هذا الكتاب في القرنين الثالث والرابع قبل الميلاد، وتشارك في كتابته الفيلسوفين أرسطو وإرسيستراتوس، وتضمن الكتاب التجارب الأولية التي أجريت على الحيوانات ، كما أنه تضمن عدد من تجارب الطبيب جالينوس وغيره في تشريح الحيوانات.