ما هي وصايا لقمان لابنه ، فلقمان هو أحد الرجال الصالحين الذين عُرفوا بحكمتهم ورجاحة عقلهم، ولذلك لُقلب بلقمان الحكيم، وقد عُرف عنه أيضاً حكمته في العدل بين الناس في أوقات الخلافات والنزاعات، وقد وُلد وعاش في سودان مصر، وبالتحديد في قربة نوبة حبشي، وقد قال المؤرخون عن هيئته أنه كان يملك بشرة سمراء، وشعراً مجعداً، وكانت التشقق يملأ قدميه، وقد اختلفت الأقاويل حول المهنة التي عمل بها، فقال البعض أنه عمل قاضياً يحكم بين بني إسرائيل، وقال الآخرون أنه عمل في مهنة الرعي والنجارة، كما انتشرت أقاويل أخرى تشير إلى عمله خياطاً.
ويرجع سبب حكمته ورجاحة عقله إلى أنه قد عاش في عصر سيدنا داوود عليه السلام، وتعلم على يده، وأخذ عنه الحكمة والعلم، وكانت له بعض الوصايا التي يُقدمها لابنه، وقد ذكر الله عز وجل تلك الوصايا في كتاب القرآن الكريم بسورة لقمان، وسنعرضها لكم من خلال فقرات موسوعة التالية.
ما هي وصايا لقمان لابنه
الوصية الأولى: أوصى لقمان ابنه بعبادة الله الواحد الأحد دون غيره وعدم الإشراك به، وقد حذره من الشرك فإنه من الذنوب الكبيرة “يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”.
الوصية الثانية: في تلك الوصية نصح لقمان ابنه ببر الوالدين وطاعتهم في كل الأمور، فيما عدا معصية الله عز وجل، وذلك لأن رضا الوالدين من رضا الخالق سبحانه وتعالى، فإن الابن ينال التوفيق والسداد في القول والعمل إذا أحسن معاملة أبيه وأمه، فرضا الله عز وجل من رضاهم، وغضب المولى سبحانه وتعالى من غضبهم، “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”.
الوصية الثالثة: يحث لقمان ابنه على استشعار مراقبة الله عز وجل في كل وقت وحين، فالله يعلم كل شيء يحدث في الكون، ولا يخفي عنه أي عمل أو قول، فيجب عمل ما يرضيه، والابتعاد عن الذنوب التي تغضبه “يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ”.
الوصية الرابعة: أمر لقمان ابنه بإقامة الصلاة، وذلك لأن الصلاة هي العبادة التي تسمو بها الروح، كما يجب أداءها لوجه الله عز وجل “يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ”.
الوصية الخامسة: في تلك الوصية حث لقمان ولده على الأمر بالمعروف الذي يرضي المولى عز وجل، والنهي عن المنكرات التي تغضبه “وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ”.
شرح وصايا لقمان
الوصية السادسة: ينصح لقمان ولده بالصبر على المصائب والأقدار التي كتبها الله عز وجل، والرضا بجميع الأقدار خيرها وشرها “وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ“.
الوصية السابعة: في تلك الوصية ينصح لقمان ابنه بالتواضع والبعد عن التكبر عند معاملة الآخرين “وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ”.
الوصية الثامنة: نهى لقمان ولده عن الفخر بالنفس، والتكبر في معاملة الناس، كما نهاه عن المشي بفخر وإعجاب وكبر، وذلك لأن الله عز وجل لا يحب المتكبرين “وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّه لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”.
الوصية التاسعة: في تلك الوصية أمر لقمان ولده بالمشي بطريقة معتدلة، وعدم التسرع أثناء السير، كما نهاه عن السير ببطء، فإن خير الأمور هي الوسط، فمن الوقار والرزانة الاعتدال في المشي “وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ”.
الوصية العاشرة: ينصح لقمان ابنه في تلك الوصية بخفض الصوت أثناء التحدث مع الناس، ونهاه عن التكلم بالصوت المرتفع، وقد شبه الأصوات العالية والمرتفعة والمزعجة بأصوات الحمير “وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ”.