نحكي لكم اليوم قصة ليلى والذئب مكتوبة ، والتي دوّنت بقلم الكاتب الفرنسي شارل بيرو في عام 1628م، وهي من أكثر القصص الخيالية التي سردت للأطفال، والتي اشتهرت في العالم بسبب هدفها المباشر، البعض يطلق عليها ذات الرداء الأحمر، وبما أن مر زمن طويل على هذه القصة، فأصبحت تروى للمتلقي بطريقتين ولكن هذا لا يُغير قيمتها ولا أهدافها، ومن خلال موسوعة سنروي لكم هذه القصة بالطريقتين.
كانت ليلى تعيش مع والدتها في إحدى الغابات داخل كوخ بسيط، وجدتها لأمها تسكن بالقرب من الكوخ التابع لهم، وفي يوم أهدتها الجدة رداء أحمر، فأثار إعجاب ليلى، وكانت ترتديه كلما ذهبت إليها أو دلفت إلى الغابة.
وفي ليلة هادئة صنعت أمها الخبز والحلوى وأرسلت ليلى بهما إلى جدتها، وحذرتها بحدة أن لا تسلك طريق الغابة، ولا تقف في طريقها مهما حدث، فلا تُبالى ليلى بما قالته والدتها وسلكت طريق الغابة، وفي طريقها سمعت صوت مُخيف للغاية، فوقفت مكانها بعد أن صُعقت بالذعر، تبحث عن مصدر الصوت ولا تتمكن من رؤيته، حتى رأت ذئب متوحش يركض نحوها، فسقط الطعام منها أرضاً، وأنقض عليه الذئب ليأكله، وسألها بعد ذلك عن طريقها، فقالت له ذاهبة إلى جدتي لأعطي لها الطعام الذي تناولته منذ قليل، ففكر الذئب قليلاً ثم قال لها أقطفي بعض الزهور بدلاً من الطعام، وقطع حديثهم صياد يتجول في الغابة باحثاً عن الذئب، فركض عندما شعر بالصياد يقترب منه، واختفى تماماً، واتجه الصياد نحو الفتاة ليطمئن عليها وبعد ذلك ذهب باحثاً عن فريسته.
قطفت ليلى بعض الزهور وذهبت إلي جدتها، فتحت الباب ودخلت إلى المنزل ثم وضعت الزهور على الطاولة، واقتربت من فراش جدتها، وأصُيبت بخوف عارم عندما وجدت الذئب راقداً أسفل الفراش، فصاحت مُستنجدة، وهي تبكي لأنها ظنت إن جدتها كانت فريسته، فأقتحم الصياد المنزل وقبل أن يقفز الذئب عليها اصطاده ثم هوى أرضاً، فأنقذ الصياد الفتاة، ووجدت الفتاة جدتها مربوطة الأيدي وعلى فمها لاصق ليكتم صيحاتها.
هذه الطريقة الأكثر واقعية كما يقول البعض، وهي تسرد من منظور حفيد الذئب، فيحكي إن جده كان طيباً وكانت هُناك فتاة شريرة تدعي ليلى، تسلك طريق الغابة تقطع الزهور وتقوم بتشويه الطبيعة، فطلب منها الذئب أن لا تفعل هذا، ولكن بلا جدوى، حتى ذهب الذئب ليتحدث إلى جدتها.
وعندما ذهب الذئب إلى جدتها أصيبت بالذعر وحاولت العجوز أن تتخلص منه ولكنه أقوى منها فقام بربط يداها وقدميها ووضعها خلف السرير، ورقد مكانها أسفل فراشها.
وعندما ذهبت ليلى إلى منزل جدتها لتُعطى لها الطعام، حسّت بأن هُناك شئ غير طبيعي، فكان جسد جدتها نحيفاً فأصبح حجمه كبير، وتغيرت نبرة صوتها، وعندما ذهبت لترى من أسفل الفراش أنقض عليها الذئب، ولكنها هربت منه وهي تصرخ وقبل أن يهم بالقفز عليها مُجدداً أقتحم صياد المنزل وقام بقتل الذئب، وبحثت ليلى عن جدتها في المنزل حتى وجدتها ملقاه خلف السرير.
انتهى المؤلف شارل بيرو من كتابة هذه القصة و بعد فترة زمنية وضعوا الألمان لمساتهم لتصبح أكثر تشويقاً وإفادة، حتى تلاشت حقيقة هذه القصة، حيث لا ندرك أيهما القصة الحقيقية، ولكن هذا لا ينقص منها حكمتها وهدفها شئ، وهو أن نتبع ما يقوله لنا الكبار لأنهم أكثر علماً منا، وأن لا نتحدث مع مجهول أينما كنا، وأن من يُخرب الطبيعة سيتعرض للمخاطر لأن الطبيعة نعمة من نعم الله علينا.