نحكي اليوم قصة قصيرة للأطفال ، وسرد الحدوتة للصغار يساعدهم على التوعية والمعرفة، كما إنه يرفع من ذكائهم، بالإضافة إلي إنها تجعلهم يقبلون على عالمهم بطريقة أفضل، وعبر موسوعة أقدم لكم اليوم قصة تُشجعك على معرفة قُدرتك والاعتراف بها.
ذات يوم شعر الأسد ملك الغابة بالإرهاق الشديد والتعب، وإنه غير قادراً على تولى حُكم الغابة فأحضر مجموعة حيوانات وأخبرهم إنه يُريد وزير للغابة، من يجد نفسه مُلائم لهذا المنصب فيجئ للترشح له، ولكن يجب أن يكون حكيماً ومُميز بذكائه وعطوفاً.
سمع الثعلب بالخبر و تقدم إلي الترشح للمنصب، وعندما سأله الأسد ما الشروط المتوفرة لديك، فقال له الثعلب إنه مكار ويستطيع أن يكون وزيراً له لأنه لديه ذكاء حاد.
فاتبعه الفيل فنظر له بريب وأجاب عليه بعدما سأله الأسد : إنني سمين الجسد و أصلح لأكون وزيراً ولدي قوى خارقة وفي حالة تعرض الحيوانات لأذى سأتدخل في الحال.
تقدم الحمار يليه متوتراً مُحدثاً نفسه، لا يجب أن أتقدم إلى هذا المنصب فالجميع يدعونني بالغباء والجُبن، ولكني إن أصبحت وزيراً، فلا أحد يراني غبياً، حتى وقف جانب الثعلب والفيل أمام الأسد.
فوقفوا أمام الأسد و قالوا له واحد منا يستطيع أن يكون وزيراً لك، فقال لهم إذاً سأختبر قدراتكم على فعل شئ والذي يفعله سيفوز بالمنصب، ولكن الذي لا يستطيع فعله، سوف أتغذى عليه.
وافق الثعلب والفيل، وفكر الحمار قليلاً، ثم قال في نفسه إنني غبي ولا أريد أن أموت، ثم قال للأسد سأذهب لإحضار طعام لأطفالي و اعتذر لك لأنني لن أخوض هذا الاختبار، سأنسحب من المنافسة.
وافق الأسد، ثم قال لهم بعد انسحاب الحمار، هُناك على الشجرة قرد مُعلق من يستطيع أن يقفز للأعلى و يحصل عليه سيفوز بالمنصب.
فنظر الثعلب للأعلى ثم قال للأسد إنني استمتع بالذكاء ولكن يا سيدي لا أستطيع أن اقفز هذه المسافة للأعلى، فقال الأسد بحسم ليس شأني هذه مُشكلتك، كما وافقت أن تخوض هذا التحدي.
ثم قال الفيل يا ملك الغابة أنت ترى حجمي وتعلم إنني لا أستطيع القفز و إن صعد سوف تنكسر الشجرة ويموت القرد، فقال له الأسد حاول أن تقفز هذا ليس شأني هذه مُشكلتك حلها بنفسك.
بعد محاولات كثير من الثعلب و الفيل لم يستطع أحد يجلب القرد من فوق الشجرة، فصاح الأسد بطفله قائلاً له أذهب وأحضر الحمار، فذهب و أخبر الحمار إن ملك الغابة يُريده.
وعندما وقف الحمار أمام ملك الغابة قال له أتسطيع أن تحصل على هذا القرد من فوق الشجرة، ففكر الحُمار قليلاً وقال له أستطيع، فضحك الثعلب والفيل، فتركهم الحمار ومضى بصمت تام.
وبعد دقائق عاد الحمار وفي يده القرد، فاندهشت جميع الحيوانات وعلى رأسهم الأسد و الثعلب والفيل، وسأله الأسد كيف فعلت هذا، فقال الحمار: لقد ذهب لأخي القرد الصغير وطلبت منه أن يذهب لإنقاذ أخيه الكبير المُعلق أعلى الشجرة فوافق و قفز على الشجرة وحصلت عليه.
فقال له الأسد ولماذا فعلت هذا، فرد الحمار قائلاً: إنني لا أتعب نفسي في محاولة أعلم إنني لا أستطيع أن أفعلها، فالذي يستطيع تسلق هذه الشجرة هو القرد إذاً هو لديه مقدرة في أن يحضر أخيه، وهذا أفضل من مائة محاولة فاشلة.
فقال له الأسد أنت وزيراً لي وليس لأنك ذكي فقط ولكنك ذو حكمة و شجاعة وذكاء و الشجاعة هنا تتمثل في اعترافك بأن ليس في مقدرتك فعل شئ بدلاً من أن تلقى نفسك في الهلاك.