نعرض لكم اليوم في هذا المقال قصة مؤثرة عن إدمان المخدرات من خلال “قصة عن المخدرات قصيرة جدا”، الظروف التي يُواجهها البعض من الغباء الأسري يُمكنها أن تصنع مدمنًا، وأن تنهي حياة شاب من أفضل الشباب، وأن تقضي تمامًا على مستقبله، وعلاقاته الاجتماعية، وعلاقته بربه أيضًا، وفيما يلي تُقدم موسوعة قصة قصيرة عن إدمان المخدرات، تابعونا.
قصة شاب في سن التخرج من الجامعة، هو طالب في إحدى الكليات المرموقة يتميز بحسن الخلق، وحبه للحياة، والمرح، ويحظى بحب كبير من جميع أفراد العائلة، إلا أن والده كان حازمًا معه بدرجة كبيرة في الوقت الذي يُظهر فيه لبقية أبنائه، وكان والده يُسافر كثيرًا بسبب عمله، وأثناء سفره كان يتفنن في إلغاء شخصيه ابنه، والتحكم به، والتحكم في جميع تصرفاته، وسلوكه، ومُعاقبته على أشياء لم يفعلها، وكان يُعطي الأوامر بطرده من المنزل من خلال الهاتف؛ فكان يُظهر لهذا الشاب دائمًا أنه يكرهه، ويضطهده، ويُبغضه، ويطرده من المنزل، ويمنع عنه المال رغم أن هذا الشاب كان يعمل في أوقات العطلة، وفي أوقات فراغه في دراسته، إلا أن والده كان قاسيًا رغم محاولات الشاب الكبيرة في التقرب إليه، وكان الأب يُعامله بهذه الطريقة ظنًا منه أنه يجعله رجلًا حقيقيًا.
لم يُدرك الأب أن ابنه شاب خلوق، يحترم والده، ولا يعصي له أمرًا احترامًا له، وحبًا فيه؛ وبسبب عدم إدراك والده لهذا الأمر جعل يتمادى في خطئه إلى أن وصل الأمر لإهانة ابنه أمام جميع أفراد العائلة، بل أمام الغرباء أيضًا؛ الأمر الذي اضطر هذا الشاب إلى الخروج من المنزل، وعدم العودة إليه، والاعتماد على نفسه؛ فأخذ يعمل نادلًا في الكثير من المقاهي في أماكن مُختلفة، وفي بعض الأيام كان لا يجد مكانًا للنوم؛ مما يدفعه إلى البقاء على المقاهي المنشرة في الشوارع طوال الليل، إلى أن يعود للعمل مرة أخرى، أو يُمكنه المبيت لدى أحد أصحابه في بعض الأيام، كما أنه كان يعود يومًا، أو يومان كل عدة أشهر إلى بيته.
هذه الظروف دفعت الشاب لشرب الكثير من المنبهات القوية، مثل القهوة، وأنواعها، ومع ازدياد ضغط والده عليه، واتصاله به دائمًا لإهانته؛ قرر هذا الشاب تجربة نوع بسيط من الحبوب التي لها تأثير يجعل الشخص بين الحقيقة والخيال، وحرص على عدم تجربة أي من الأنواع الأخرى المدرجة في “الجداول الممنوعة للأدوية”، وهذه الأنواع من المواد المُخدرة التي تؤدي إلى الإدمان، وبالرغم من هذا كان للأدوية التي يتناولها التي لها تأثير مُقارب إلى تأثير المواد المُخدرة، وأثار جانبية جسيمة؛ فأصبح لا يعي شيء، ولا يتمكن من تمييز الحقيقة من الخيال، وأيضًا كان يرى أشياء عجيبة، وكان مُستمرًا في تناولها ليتناسى الألم الأسري، وحالة الرفض، والاضطهاد الذي يعيش فيه إلى أن أصبح تأثير هذه المواد غير مُجدي بالنسبة له.
الأمر الذي أدى إلى تجربة لأنواع أخرى لها تأثير أكبر؛ فهو يُريد أن ينفصل تمامًا عن الواقع، ويُريد أن يكون “غير موجود” في الدنيا؛ ففكر في الانتحار عدة مرات، ولكنه لم يكن يدري أنه يقود نفسه للانتحار بسبب الأدوية المختلفة التي يُجربها إلى أن وصل به الأمر إلى الإدمان التام؛ فهو الآن لا يستطيع أن يعيش بدون مُخدر في دمه؛ فيُريد دائمًا أن ينسى الألم الذي بداخله، وينسى والده، واضطهاده له، وكرهه له، وأيضًا يُريد أن ينسى الدور السلبي لوالدته التي لا تتمكن من عصيان أمر والده؛ فيشعر بالرفض الدائم من الجميع، ويُزيد الجرعات المخدرة لتتلاشى تمامًا صورة عائلته التي دائمًا ما تخذله إرضاءً لوالده.
وفي يوم من الأيام اكتشفت الأم وجود بعض المواد المُخدرة في غرفة الشاب؛ فأخذت تبحث عن اسم الدواء على الإنترنت، وتسأل أقاربها الأطباء لتتأكد من إدمان ابنها؛ فما كان منها إلا أنها أخذت تلعنه، وتُصيبه بالدعوات، وتُكرر أن والده كان على حق حين عامله بقسوة، كما أنها اتصلت بوالده المسافر، وأعلمته بإدمان ابنه؛ مما زاد من رفض الشاب لحياته؛ فما كان من الشاب إلا أن تناول جرعة زائدة ليُنهي حياته، ويتخلص من هذه الأسرة القاسية، ويترك لها الحزن، والأسى، واللوم.