قصة عن الكرم هى من أكثر القصص التي يحتاجها الأطفال في التعلم، فهي صفة من أهم الصفات الحميدة التي يجب أن يتسم بها الإنسان، وهي من بين الأخلاق التي حثنا الله عليها والرسول صلى الله عليه وسلم.
كما أنه تلك الصفة هي من أبرز صفات الله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكرم “إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِى إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ”.
أجمل قصة عن الكرم قصيرة وجذابة ومُسلية تحمل تعاليم ديننا الحنيف إلى الأطفال وتُربيهم على المبادئ والتقاليد وحُسن التعامل، حيث باتت القصة من أهم آليات التعليم التي تستهدف التأثير على عقول وأفكار الصغار والتي تجعلهم ينتمون إلى أسرتهم وبلدهم ومؤسساتهم فيما بعد.
فما أجمل أن يتعلم الطفل قيمة الكرم التي تُعتبر من شيم النبلاء والرُسل حيث قيل عن النبي “خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ، وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ”،إذن فإن في الكرم قيمة كبيرة لما جعل المولى عز وجل هذا الاسم ينتمي إليه.
وكذا فإن من أسماء الله الحُسنى الكريم، لذا فوجب علينا جميعًا أن نُدرك أهمية الكرم وهذا ما جعلنا نتناوله في إطار عرض قصص عن كرم الضيافة، وعرض قصة قصيرة عن كرم الرسول عليه الصلاة وأتم السلام وذلك من خلال مقالنا في موسوعة، فتابعونا.
أشتهر حاتم الطائي بكرمه وعطاءه الذي لم يُضاهيه أحد فيه، فقد ولد حاتم عبد الله بن سعد الطائي في مدينة حائل بشبه الجزيرة العربية في عام 578، فقد ذاع صيته في محافظة تاي في شبه الجزيرة العربية، وفي عدد من الدول لما يتمتع به من كرم.
فيما طافت قصص جوده البلدان، كما عُرف عنه إنه يُطعم المسكين ويساعد الضعيف، ويفشي السلام بين الخلق، ويجبر الخواطر ولا يرد لشخص مسألة، وفيما يلي نستعرض أبرز قصص عن الكرم حاتم الطائي.
أراد أحد الأمر في الروم أن يتأكد من سخاء حاتم الطائي وأن ما ورد إليه من قصص حول كرمه كانت صحيحه، وعلم بأن لديه فرس كريم عليه.
فأرسل برسول إلى حاتم الطائي يطلب فرسه، وبالفعل ذهب الحارس إلى منزل حاتم الطائي وحين دخل إليه استقبله ورحب به ترحابًا شديدًا.
وذهب حاتم الطائي لكي يذبح ماشية للضيف الذي لا يعلم إنه من حاشية الملك، فلم يجد ما يُقدمه للضيف فذبح فرسه وقدمه إليه، وطلب الضيف من حاتم فرسه فحزن حاتم حزنًا شديدًا وقال للضيف: لو أعلمتني قبل أن انحرها لك؟، فأجاب الرسول: والله قد رأيت منك أكثر مما سمعت.
قصت نواره زوجت حاتم الطائي في إحدى القصص عنه إنه في عام حلّ فيه الجوع والعطش، فهزُلت الإبل وكثر بكاء الأطفال من شدة الجوع، فافترشت الأرض نواره في إحدى الليالي ونامت وجاء حاتم الطائي وسأل زوجته إن كانت قد نامت أم لا فهو لا يشعر بالرغبة في النوم.
فإذا بجارة لهم تكشف الستار ومن ثم تبدأ في طلب الطعام لأطفالها الجوعى، فقال لها أن تُحضرهم إليه، فنهضت نواره مُسرعة متسائلة كيف يفعل ذلك وأبناءه جوعى، فذبح فرسه وأطعم الأطفال.
كان كرم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أجود الخلق، فقد قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ” لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ”، إلى أن قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، مَا تُرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ فِيكُمْ؟ .
قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ، وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ: اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ، لذا فإن من خصال الحبيب المصطفى الكرم والجود والسخاء.
فقد كان يُعطي الرسول صلى الله عليه وسلم كل سائل، فعن موسى بن أنسٍ، عن أبيه، قال:”ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلَّا أعطاه.
قال: فجاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإنَّ محمَّدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة”.
ومن أبرز قصص عطاء وجود الرسول صلى الله عليه وسلم هي ما قام به مع أحد الصحابة بأن منحه معطفه الذي يُحبه ويُفضله، فقد كان يرتدي معطف ويذهب به إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة.
وفي يوم من الأيام طلب المعطف أحد الصحابة، ولم يتردد الرسول في أن يمنح المعطف للصحابي الجليل، فبدل معطفه في المنزل وارتدى أخر قديم ليمنح هذا المعطف إلى الصحابي.
فقد ذهب أحد الصحابة هذا الموقف، واقترب من الصحابي الذي منحه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم المعطف.
قائلاً له: ألا تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُفضل ارتداء هذا المعطف، فأراد الصحابي أن يُعيد المعطف إلى الحبيب المصطفى ولكنه أبى أن يأخذه، وطلب منه أن يُدفن الصحابي به.
عرضنا من خلال مقالنا أجمل قصص عن الجود والكرم التي تُعد من النعم التي إذا منّ الله عليها بها على العبد المؤمن أيقن أنه على الطريق الصواب، فما أجمل أن يتقرب العبد المؤمن إلى ربه بأن يجود بما يُحب وما يملك على من لا يملك.
كما تُعد تلك الصفة من الصفات المُكتسبة التي تُساهم في بناء أطفال واعين وعلى قدرٍ عالٍ من التمتع بأخلاق الإسلام من جود وعطاء ومحبه وتعامل يُرضي الله تعالى.
إليكم باقة من أفضل القصص القصيرة عن الكرم في المدرسة وفي الحياة وأشهر أعلام الكرم الذين جاؤوا في واقعنا وعلى مدار العصور، بداية من حاتم الطائي والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأخيرًا الصحابة، ومازالت قصص الجود تُروى حتى الآن.
يُحكى أن كان هُناك طفل صغير جميل طيب القلب قليل الكلام مستمع جيد إلى أصدقاءه في المدرسة وابن بار بوالديه كان يذهب إلى المدرسة يوميًا بعدما أعدت له أمه وجبة الإفطار التي يتناولها في المدرسة.
وبعدما يعود إلى المنزل يبدأ في تناول وجبة الغداء على الفور ولكنه سُرعان ما يجوع ولا يشبع ويطلب من والدته المزيد والمزيد من الطعام.
واستمرت الأم في حيرة من أمرها لماذا تغير حال طفلها وأصبح يتناول الطعام بشراهة شديدة.
فبحثت في حقيبته عن وجبة الفطار لتجد أنه قد تناولها، ولكنها سألته عن شعوره الغريب بالجوع الشديد طوال فترة مكوثه في المنزل وهل يشعر بالجوع في المدرسة مثلما يحدث له في المنزل.
فقالت الأم :يا بني هل تشعر بالجوع في المدرسة أكثر من المنزل أم أنك جائع طوال الوقت؟.
أجابها الابن: لا يا أمي أشعر بالجوع في المنزل فقط، فتعجبت الأم.
وسألته وماذا عن المدرسة؟؛ اضطرب الابن واحمرت وجنتيه واستأذن وذهب إلى حجرته، هنا تيقنت الأم أن هناك شيء عجيب وراء انسحابه من الحديث.
توجهت الأم إلى المدرسة وسألت عن أداء ابنها هيثم لتكتشف أنه أخذ في الانحدار والمستوى يقل تدريجيًا وتساءلت الأم عن السبب، فأجابتها مُعلمته لسوء التغذية؟؟!!.
هنا خبا وجه الأم وظهرت عليها علامات الذهول وقالت للمعلمة ماذا؟.
فقالت المعلمة: أن هيثم لا يتناول وجبات طوال اليوم الدراسي ويشعر بالانهاك والتشتيت وعدم القدرة على التذكُر والتركيز.
هنا ردت الأم :كيف وقد أعددتُ له وجبة الإفطار يوميًا في حقيبته المدرسية.
فردت المعلمة: لا فهو ليس لديه أية وجبات غذائية لذا يُصبح مُشتت.
طلبت الأم أن ترى ابنها في الفصل، واندهش الطفل من قدوم والدته على غفله، وسرعان ما تبدل حاله من السكون إلى الاضطراب ومن ثم استدعته المعلمة، وسألته الأم عن طعامه، فصمت.
فطرحت الأم التساؤل مرة أخرى: وصمت، بدأت الأم ينتابها موجات من الغضب صارخه على ابنها أين طعامك ولماذا لا تأكله طوال اليوم الدراسي؟.
هل يضربك أحد زملاءك ويأخذه منك.
فرد هيثم: لا، فقالت الأم: إذن فأين طعامك؟، فصمت.
وهنا صفعته الأم بقوة وبدء في البكاء.
وفجأة ظهر تلميذ خرج من الفصل مُسرعًا وحضن هيثم بقوة قائلاً: أنا من أتناول طعام هيثم يوميًا، فذهلت الأم والمعلمة.
واستطرد التلميذ: فليس لدي أم تقوم بإعداد الطعام لي يوميًا كما أنني أعمل بعد المدرسة وليس بإمكاني توفير المال والطعام.
لذا فقد أراد هيثم أن يُساعدني فظهر جوده في منحي الطعام فيجلس طوال اليوم جائعًا وأحصل على الطعام لكي أتناوله على مدار اليوم، فقد عرضت عليه أن نتقاسم الوجبة يوميًا.
ولكنه رفضت أن يتناول معي مُجيبًا أن له أم حنونة تُعد له ما يشتهي من طعام بكميات كبيرة يوميًا إذا طلب التناول في أي وقت يشاء.
بكت الأم وحضنت طفلها، قائلة ما أجمل أن يصير لدي ابن كريم مُحب ومعطاء للخير ويساعد الآخرين، ولكني حزنت لإنك لم تُخبرني، فلو كنت أعلم لأعددت لكلاكما الطعام يوميًا.
أما أنت يا طفلي الصغير فمن اليوم أنا أمك وسأرسل لك مع هيثم الطعام ومصروف يومي يُساعدك على الحياة.
فشكرها الطفل واحتضنها هيثم بقوة.
وصفقت المعلمة لهيثم قائلة له: أحسنت يا كريم وسأناديك من اليوم باسم كريم بدلاً من هيثم.