نُقدم إليك عزيزي القارئ عبر مقالنا اليوم من موسوعة قصة عن الكرم للأطفال ، فالقصص لها عامل كبير ودور في تنشئة الطفل على القيم الحسنة، والكرم من الصفات النبيلة التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان، فالكرم والعطاء لا يكونوا بالمال وفقط، ولكن في الشعور بالآخرين والاهتمام بهم، ومساعدتهم في أمور الحياة المختلفة، ومُسامحة الأخر والعفو عنه، وأن يُحاول الشخص قضاء حوائج الأفراد من حوله بشكل دائم، وغيرها من الأشياء الأخرى.
فالكرم يُساعد في حلول البركة بالرزق، والأموال وبالحياة، فالشخص الكريم يمنح من حوله كل شئ دون انتظار المقابل، مما يجعل الناس يحبونه، ويجعل الله يرضى عنه.
واليوم سنخصص مقالنا للتعرف على مجموعة من القصص المختلفة التي تحدثت عن الكرم؛ حتى يستفاد منها الأطفال، وتزيد من وعيهم ومداركهم وتساعدهم في التحلي بهذه الصفة الحميدة، فقط تابعنا.
كان هناك أخوين لديهم مزرعة صغيرة، ولا يملكون سواها، فكانوا كل موسم يبدأوا في حصاد الزرع، ويتقاسمون أرباحها بالنصف، فواحد منهم كان أعزب، والأخر لديه أولاد ومتزوج.
وقبل تقسيم حصاد الموسم بدأ الأخ المتزوج يؤنب ضميره ويشعر بالذنب ناحية أخوه لأنه أعزب، ولا يوجد من يرعاه أو يهتم به مثل زوجته وأبنائه، فهو يعيش بمفرده، وهنا قرر أن يمنح أخوه جزء من غلته بدون أن يحس بأي شئ.
أما الأخ الغير متزوج فشعر أيضاً بالذنب ناحية أخوه لأن مسئولياته أكر منه وهو يأخذ نصف الأرباح لوحده، ولا يحتاج لها كله مثل أخيه الذي يتحمل مسئولية كبيرة، فهنا قرر أن يُعطيه جزء من الغلة بدون أن يشعر بشئ.
وبإحدى الأيام تقابلا سوياً وهم بمكان الغلة، ويُحاول كلاً منهم أن يضع جزء من غلته عند الأخر، وهنا عانقوا بعضهم، وتصافحوا، ومن هان نفهم مدى الكرم والعطاء المتواجد في الأخوين.
يحكى أن أمير إحدى البلاد أمر بتجميع الشعراء عنده بالقصر؛ حتى يستمع لهم، ويعطيهم ويمنحهم الهدايا.
وكان من بينهم شاعر فقير لا يملك أي مال، ويرتدي ملابس بسيطة وقديمة للغاية، ولديه جرة يضعها فوق كتفه ويملأها بالمياه من الأنهار، وهنا لفت انتباه الخليفة فسأله عن اسمه، فقال له أنه الشاعر، فطلب منه الخليفة أن يستمع لشعره، وهنا أُعجب الأمير به، وبأدائه في الشعر.
وأمر الجنود بأنه يملأوا الجرة بالذهب، وهنا اعترض الشعراء على الفكرة، وقالوا أنه رجل فقير، ولن يشعر بقيمة الفلوس، أو الذهب، ولكن الأمير دافع عنه وقال أن هذا الذهب من حقه، ويفعل به ما يريد.
وبعد هذا الحديث ذهب الشاعر ومعه الذهب وبدأ في توزيعه على المحتاجين والفقراء، وهنا وصل الأمر للأمير وتعجب من كرم الفقير وعطائه بالرغم من حاجته للأموال، وهنا أصدر قرار بصرف ذهب يوازي ضعف ما حصل عليه الفقير في جرته بعشرين مرة؛ وذلك لكرمه الكبير، وعطاءه
في إحدى الأيام ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم لصلاة الجمعة وكان يرتدي معطف جديد مُحبب لقلبه، ومرت الأيام، وأراد أحد الصحابة أن يرتديه، وبالفعل طلبه من النبي الكريم(ص) فلم يتردد لحظة واحدة وذهب سريعاً للمنزل، وارتدى معطف أخر، وأهدى معطفه الجديد لهذا الصحابي.
وهنا قال أحد الرجال للصحابي أن المعطف له مكانة كبيرة عند الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه يُحبه للغاية، فهنا حاول الصحابي الذهاب للنبي لكي يعطيه المعطف مرة أخرى، ولكن رسولنا الكريم رفض تماماً، وحينما توفى الصحابي أمر النبي بأن يُدفن بمعطفه.