نوضح لكم اليوم قصة سورة الكهف ، تتناول سورة الكهف أربعة قصص تحت عنوان التنبيه من الفتن، عدد آياتها مائة وعشر آيه قرآنية، وهي من السور التي نزلت قبل الهجرة النبوية في ضواحي مدينة مكة المكرمة، وتقع في مُنتصف المُصحف الشريف، تحديداً بين الجزء الخامس عشر والسادس عشر، نكتشف فيها عدة قصص، بالإضافة إلي إنها ذكرت بعض المشاهد من يوم الآخرة، كما تناولتها عدة أحاديث، وعبر موسوعة سنتحدث عن سبب نزولها وسبب تسميتها وتفسيراً للقصص التي ذكرتها السورة القرآنية.
كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينشر الإسلام في مدينة مكة المُكرمة، وقد شعروا الناس في المدينة أن هذا الدين يدعو للحق والعدل والتسامح بينهم، مما أدي إلي إقبالهم عليه، فقاموا كفار قريش بإرسال عقبة و النضر إلى علماء يهود ليسألوهم عن صفات النبي ويتأكدوا من حقيقة النبوة، حيث أدلوهم عن ثلاثة أمور يسألوا النبي عنهم، فإن أجابهم فهو نبي وإن لم يُجيب فهو يدعي النبوة، عندما ذهبوا وسألوا النبي ثلاثة أسئلة وهم: ماهي قصة الفتية الذين ظهرو في سالف الأزمان؟ وماذا عن الرجل الذي طاف شرق وغرب الأرض؟ وماذا عن الروح؟ فلم يُجيب عليهم في وقتها وقال لهم سأجيب غداً ولم يُقدم المشيئة، فأنفصل الوحي عنه لمدة نصف شهر، فنزل جبريل ـ عليه السلام ـ بالوحي ومعه سورة الكهف التي أُجيبت على أسئلتهم.
انتساباً للكهف الذي أختبأ داخله الفتية المؤمنون ثلاث مائة وتسع سنوات فراراً من الملك الكافر إلى أن يحن عليهم الله بفرجه، فكانوا في رعايتهم طوال فترة مكوثهم داخل الكهف، مما جعل الله هذه الفترة تمر عليهم كثوان، وكانت قصتهم كمُعجزة حدثت داخل الكهف.
ورد في سورة الكهف أربعة من القصص ذات تنبيهاً من الفتن من خلال آياتها، وهم :
فتنة (الدين ـ المال ـ العلم ـ السلطة)
فتنة الدين: وهي قصة فتية المؤمنون الذين اختبئا داخل الكهف من الملك القاهر حتى فرج عنهم الله وذُكر فيها آية موضحة العصمة من هذه الفتنة في قوله تعالى(.وقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن مَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا) صدق الله العظيم.
فتنة المال: وهي قصة صاحب الجنتين الذي كفر بنعم الله وبكل شئ فأهلك الله تعالى الجنتين، فقال تعالى(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا). صدق الله العظيم
فتنة العلم: وهي قصة موسى ـ عليه السلام ـ مع الخضر والذي كان يؤمن بأنه أعلم ما في الأرض، فأوحى الله له إن هُناك من أعلم منه، فلم يصبر موسى على الخضر لأنه لا يُدرك أن هُناك من أكثر معرفة عنه، فأشار الله بقوله تعالى(قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) صدق الله العظيم.
فتنة السلطة: وهي قصة ذو القرنين الحاكم العادل الذي كان ينشر العلم في الأرض ويدعوا إلى الله حتى وصل إلى جماعة خائفين من يأجوج ومأجوج فأمرهم ببناء سد لكي يحمون نفسهم منهم، وقال تعالى(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا). صدق الله العظيم
وتتميز سورة الكهف على إنها بها قصص ذات حكمة وعظة، وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من قرأ سورةَ الكهف في يوم الجمعة،أضاء له من النورِ مابين الجمُعتَينِ).