نقدم إليك عزيزي القارئ من موسوعة موضوع عن دور الاسلام في المحافظه على البيئه ، فقد حثنا الله عز وجل، ورسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، بالعمل على نشر مفهوم النظافة، والمحافظة على البيئة من حولنا، فالنظافة من الإيمان، وعلينا جميعاً أن نساعد في الحفاظ على نظافة الأماكن التي نجلس بها، ولا نتسبب في حدوث التلوث، ومن ثم في انتشار الأمراض، لذا سيكون هذا هو موضوعنا اليوم، فتابعوا السطور التالية.
موضوع عن دور الاسلام في المحافظه على البيئه
إن البيئة تشتمل على كافة نواحي الحياة، فهي تلك التي تحيط بالفرد من هواء، ماء، كائنات حية، وجمادات.
والطبيعة هي التي يمارس فيها الشخص أنشطته وعاداته اليومية، فهي تشمل البيئة الاقتصادية، التكنولوجية، السياسية، الاجتماعية، الأخلاقية، وكل ذلك في إطار نظام منضبط، ودقيق وضعه الله عز وجل للإنسان.
فقد قال الله تعالي من سورة النمل:”……صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ(88)”.
فلابد للإنسان أن يحافظ على هذا النظام الذي وضعه الله، ولا يساعد في نشر التلوث في البيئة.
وسائل المحافظة على البيئة في الإسلام
إن القرآن الكريم به العديد من الآيات التي تدل على واجب الإنسان ناحية البيئة، والمحافظة عليها.
فالبيئة هي ملكية عامة للجميع لذا يجب على الفرد أن يحافظ عليها، وأن يحمي تلك الثروات، والخيرات التي ينعم الله بها علينا، وليس هذا فقط بل يجب أن يشكر الله، ويحمي تلك الأرض من أي ضرر، قد تتعرض له.
فالأحاديث النبوية الشريفة حثت الإنسان المسلم أيضاً على إماطة الأذي عن الطريق، والمحافظة على البيئة من أي ضرر قد يشوبها، فيجب على الإنسان زراعة الأراضي، وغرس الأشجار في الأماكن المختلفة، وإعمار الأرض بكل طيب.
ويجب تجنب كل ما يفسد الأرض، ويلوث الهواء والمياه والبيئة، فقد حثنا الرسول على استصلاح الأراضي وزراعتها ونهى عن قطع الأشجار التي بها الثمار.
وهناك العديد من الوسائل الهامة التي يمكننا أن نقوم بها للحفاظ على البيئة هي:-
عدم الإسراف في استخدام المياه في الأنشطة المختلفة في الحياة، وأثناء الوضوء، فقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم في الإسراف في مياه الوضوء.
عدم رمي المخلفات في الأنهار والبحار بشكل يسبب تلوث المياه، ومن ثم يساعد في انتشار الأمراض.
لابد من عدم التنفس في الإناء خلال الشرب منه.
عدم التبول في المياه الراكدة.
عدم ترك الصنبور مفتوح طوال الوقت بشكل يسبب إهدار للمياه.
زراعة الأشجار، والنخيل.
المحافظة على نظافة الأماكن، والمرافق العامة.
التخلص بشكل أمن من الغازات التي تنبعث من المصانع.
التقليل من عوادم السيارات، واستخدام البدائل مثل الغاز الطبيعي.
الحفاظ على المنشئات والمؤسسات وعدم تلويثها من قبل الأفراد.
أدلة من القرآن الكريم والأحاديث للحفاظ على البيئة
لقد سخر الله المخلوقات، والكون لخدمة الإنسان، لذا فعلينا أن نشكره، وأن نحافظ على تلك النعم التي وهبها الله لنا، والتي من بينها البيئة.
فقد قال الله عز وجل من سورة النحل:”وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13) وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)”.
كما روى عن سعد بن أبي وقاص أنه قال:”إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتَكم، ولا تشبهوا باليهود”.
كما قال أيضاً الرسول صلى الله عليه وسلم:” ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة” رواه الإمام البخاري.
وليس هذا فقط بل نهانا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عن الكثير من الأمور التي تسبب تلوث للبيئة، فنجد أن الإسلام دعانا لحماية البيئة، وعدم التخريب بها، فنحن منظومة متكاملة تبدأ من الإنسان، والحيوان، والنيات، حتى تصل إلى الماء، والهواء، والأرض.
لذا تقع على الإنسان مسئولية كبيرة، فيجب عليه أن يتحملها، ويحافظ على البيئة التي يعيش فيها، فهو ليس بمفرده، ولكن تعيش معه كائنات أخرى عليه حمايتها من المخاطر.