خطبة محفلية قصيرة لكي تكون مميزة لابد من توافر بضعة شروط بها، كما أن لها أمثلة متعددة، وفي هذا المقال اليوم في موقع موسوعة سنتناولها بشكل سلس وبسيط، كما أن الصفات الشخصية للخطيب تفوق في أهميتها أحيانًَا طرق الكتابة، فيجب أن يكون محبوبًا وبشوشًا واجتماعيًا، كما يجب أن يكون نطق الحروف سليمًا وواضحًا، ويكون صوته قريبًا من القلب وليس منفرًا أو غريبًا، كما يجب أن يكون حسن السمعة، ويستطيع أن يتعامل ويتحدث باستخدام لغة الجسد، فحركات الوجه واليدين وتعابير الوجه لها عامل كبير في الإقناع، كما أن الشجاعة والجرأة والثقافة هي أساس الخطابة.
وإليكم فيما يلي أكثر من نموذج توضيحي للخطب المحفلية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
إخوتي في الله، موضوع حديثنا اليوم من الموضوعات الهامة التي لا تتجزأ من حياتنا، سيدور محور حديثنا عن الصداقة، تُعد الصداقة من أسمى وأرقى العلاقات الإنسانية التي أنعم الله بها عز وجل على عباده، فالصداقة الحقيقية هي التي تنطوي على قيم أصبحت نادرة في زمننا هذا، فالحب الصادق والإيثار ومراعاة الحقوق هي الأساسات التي تقوم عليها أي علاقة صداقة حقيقية.
فالصديق الحق هو الذي تجده بجانبك كلما احتاجت إليه، هو الذي لا يتركك وقت فرحك ووقت شدتك، هو الذي يرشدك إلى الطريق الصحيح الذي لا عوج فيه، هو الذي إذا أخطأت احتواك وراعاك وقومك وأعادك إلى صوابك دون أن يُشعرك بأنه وصي عليك أو جلادًا لك على زلاتك.
لذلك يجب التأني عند اختيار الصديق، فمن تجد فيه تلك الصفات، فاعلم أنك رُزقت بكنز حقيقي، وأنه هو من يستحق أن تُطلق عليه لقب الصديق.
ونختم خطبتنا اليوم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “خَيرُ الأصحابِ مَن قَلَّ شِقاقُهُ و كَثُرَ وِفاقُهُ“.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، به نستعين وعليه نتوكل، أما بعد
أيها الأخوة والأخوات الكرام، موضوع حديثنا اليوم هو الذي فرض نفسه علينا لجل أهميته، وسنتحدث في خطبتنا عن بر الوالدين، ونبدأ حديثنا بقول الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة الإسراء “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً”.
فقد حثنا الله سبحانه وتعالى على بر الوالدين، والرفق بهما، وعدم الإساءة إليهما بالقول أو بالفعل، وعدم عصيان أمرًا لهما إلا فيما فيه معصية لله عز وجل، وقد عظم الله من أجر البر بالوالدين، وجعل رضاه مرتبطًا برضاهما، فما قدماه لأبنائهما منذ ميلادهم وفي جميع مراحل حياتهم لا يُقدر بثمن، وليس هناك من يخاف على الإنسان ويتمنى له الخير أكثر من نفسه سوى أبيه وأمه.
لذلك فرض الله على كل مسلم أن يُحسن إلى والديه، وأن يتعامل معهما برفق وأن يتأدب عند التحدث إليهما، وعدم مقاطعتهما لأي سبب من الأسباب، وأيضًا يجب تلبية مطالبهما وتوفير كافة احتياجاتهما، وألا تكون مشاغل الحياة سببًا في الابتعاد عنهما وعدم السؤال عنهما، وعند وفاتهما يجب الترحم عليهما وقراءة القرآن لهما والتصدق عنهما.
أخي المسلم، إذا كنت تريد الفلاح والصلاح في الحياة، وإذا كنت تريد أن ترى ثمرة ما تقدمه لوالديك في أبناءك، وإذا كنت تريد النجاح والبركة فيما تعمل، فعليك ببر والديك وعدم الإساءة إليهما معنويًا أو لفظيًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، نحمده ونستعين به ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، أما بعد.
أحبتي في الله، من أجمل اللحظات التي يمكن أن تمر على الإنسان طوال حياته هي لحظة احتفاله بنجاحه، ففي تلك اللحظة يرى الإنسان أن الحلم الذي طالما راوده أصبح حقيقة واقعية، ويرى ثمار تعبه وجهده الذي لم يبخل به يومًا حتى يصل إلى ما هو فيه، فالنجاح ليس سهلاً ولا يأتي من فراغ، بل هو نتاج جهد أيام كثيرة، ونتاج تجاوز صعوبات وأزمات واجهت كل ناجح في طريقه.
وحتى تحقق النجاح في حياتك فهناك عدة مقومات يجب أن تمتلكها، أولها الهدف الذي تضعه نصب عينيك وتستعد للتضحية بكل غالي ونفيس في سبيل تحقيقه، وثانيها هي الإرادة التي تشجعك على المضي قدمًا في طريق الوصول إلى هدفك، وثالثهما هو جدك واجتهادك الذي تبذله حتى يصبح حلمك حقيقة، ورابعهما التعلم من الإخفاقات وجعلها حافزًا يدفعك إلى الأمام.
وعليك أن تتذكر دومًا وأن تتيقن أنك تستطيع طالما امتلكت كل تلك المقومات، وأن ليس هناك شيئًا اسمه مستحيل ما دمت تمتلك الإرادة والعزيمة، فإذا أردت أن تنجح فابدأ وقرر ألا تنظر إلى الخلف أبدًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أما بعد.
أحبابي في الله، نبدأ موضوع خطبتنا اليوم بحديث لخير خلق الله سيدنا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه “عن أَبُو هُرَيْرَةَ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِى؟ قَالَ: (أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (ثُمَّ أَبُوكَ)”
فمن خلال هذا الحديث يظهر لنا المكانة العظيمة التي خص بها الدين الإسلامي الأم، فالأم هي الشخص الوحيد الذي لا يبخل بحب أو بجهد أو بخوف تجاه أبنائها، فهي نبع الحنان ومصدر الرحمة والسند الذي نلجأ إليه في كل ما نمر به في حياتنا، وليس هناك ما يجعلها تطير فرحًا سوى أن ترى أبنائها سُعداء، وليس هناك ما يجعل قلبها ينفطر حزنًا سوى سوءًا مس أبنائها.
فالأم هي البطل الأول والاستثنائي في حياة كل فرد، وهي الشخص الوحيد الذي يتمنى أن يرى أبناءه أفضل وأسعد منه، وإذا كنت تريد أن ترى كلمة التضحية مُجسدة في شخص فانظر في كل ما تفعله أمك لك منذ أن كنت جنينًا في رحمها وحتى صُلب عودك.
لذلك حثنا الله تعالى على بر الأم والرفق بها والإحسان إليها ومعاملتها بلين ولطف ورحمة، وجعل البر بها من أجّل العبادات، فرضا الأم سببًا في البركة في الرزق والصحة والعُمر واستجابة الدعوات، فلا تبخل بُحبك لها وحنانك عليها حتى تنال رضا الله في حياتك وبعد مماتك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم البعث أما بعد.
إخواني، يدور حديثنا اليوم عن الوطن، فتلك الكلمة البسيطة تحمل الكثير من المعاني العظيمة التي لا يمكن إنكارها، فالوطن هو كل ذكريات الإنسان وحياته منذ طفولته مرورًا بصباه ووصولًا لكهولته، وهو الأرض التي نشأنا عليها وأكلنا من خيراتها، وهو الأهل والأصدقاء والأحبة الذين شاركونا في كل ذكرى لنا على تلك الأرض.
فحب الوطن ليس مجرد كلمات تُقال أو شعارات تُردد، وإنما هو أفعال تبرهن على صدق إخلاص الإنسان لوطنه، ومن يحب وطنه بصدق عليه أن يبذل كل جهد حتى يرى وطنه في الأمام ويساهم في إعماره وتقدمه، وعليه أن يكون مستعدًا للتضحية بكل غالي ونفيس للدفاع عن حريته وإذا هدد أي خطر أرض وطنه، وأن يكون حريصًا على أن يزرع في أبناءه تلك القيم ويعلمهم كيف يكون حب الوطن وكيف تكون التضحية.
تعتبر خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي سُميت بخطبة الوداع نموذج قوي يُقتضى به، وكانت من أكثر الخطب تأثيرًا وقوة، ومازال حتى الآن معانيها عميقة في قلوب المسلمين، ومن أشهر الجمل بها، أيّهَا النّاس، اسْمَعُوا منّي أُبّينْ لَكُمْ، فَإنّيَ لاَ أَدْرِي، لعَليّ لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامي هَذَا، في مَوْقِفي هذا، أَيُهَا النَّاس، إنّ دِمَاءَكُمْ وَأمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَليكُمْ حَرَامٌ إلى أنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، استوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وأيها النّاسُ إن رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وإنّ أَبَاكُمْ واحِدٌ ، كُلكُّمْ لآدمَ وآدمُ من تُراب، إن أَكرمُكُمْ عندَ اللهِ أتْقَاكُمْ وليس لعربيّ فَضْلٌ على عجميّ إلاّ بالتّقْوىَ، غيرها من الجمل والكلمات والمعاني المؤثرة والتي أصبحت تُدرس، وأصبحت مرجع للخطب الدينية كلها.
وتُلقى في المحافل الرسمية والمناسبات الهامة والأعياد، ويقوم بها الرؤساء والقادة والوزراء والضباط، ومن أشهر الخطب السياسية في التاريخ هي خطبة رئيس الولايات المتحدة “أبراهام لنكولن”، والتي بدأ حديثه فيها ب “صلوا لكى تنتهى الحرب”، وتحدث فيها عن الحرب والسلم والعلاقات ما بين الدول بكل شفافية ووضوح وثقة.
وهي الخطب التي تمس الشأن والظروف الاجتماعية بشكل مباشر، مثل خطب حفلات الزواج والولادة والتربية والأمور العائلية المختلفة، وحتى في الطلاق والعزاء، وتتسم هذه الخطب بالحيوية وباستخدام الألفاظ القريبة للجميع، وتكون ألفاظ بسيطة وسلسلة،وتكون في الأغلب الخطب قصيرة.
وهي الخطب التي تحتوي على معاني وأفكار علمية ومناهج دراسية، ويعتمد هذا النوع من الخُطب على توصيل أكبر قدر من المعرفة في أقصر وقت ممكن، ويُستخدم في الندوات والمحاضرات والمدارس وغيره.
وهي الخطب التي تُلقى على الجنود والضباط وذلك لبث روح الحماسة فيهم، ولكي يشعروا بعمق المسؤولية، ولزيادة روح المواطنة والانتماء للوطن وللدين، فالكلمات الحماسية لها أثر عميق على القلوب.
إذا أعجبك الموضوع يمكنك قراءة المزيد من خطبة محفلية قصيرة عن الصلاة، خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين، خطبة محفلية عن الام قصيرة، خطبة محفلية عن الصبر قصيرة.